كتاب حديث الجثة: 11 – فتنة الآلهـة أو الموتُ واقعيا

1٬222 views مشاهدة
minou
حديث الجثة
كتاب حديث الجثة: 11 – فتنة الآلهـة أو الموتُ واقعيا

فتنة الآلهـة أو الموتُ واقعيا (تأملات في باريس)

عندما أَحَسَّ القِدِّيسُ دُنِي Saint Denis بتمرُّدِ صِبْيَةِ المدينةِ المقبلين من أبنَاءِ هَوَس الرَّقْصِ وساندويشات لَوْحَات الإِخبار الإليكترونيةِ أسْرَع إلى العجوزِ السُّوربون يتدارس معها كيفية مواجهة النازلة المرتقبة ويقترح عليها خطَّةً لإعادة هيكلة فضاء المدينة وِفْقَ نظام اشتغال عُقُول الأجيالِ المقْبِلَةِ ورغباتها. وكخُطْوة أولى في سبيـلِ ذلك، اقترحَ عليها، ضِمْنَ ما اقترحه، المبادرة في أسرعِ وقتٍ ممكنٍ بما يلـي:

1 – تحطيمُ مجموع الأبْوَابِ المحيطة بالمدينة لأنَّها تُبْدِيها مشدودةً بحنينٍ مُكتَئِبٍ إلى العصور الوسطى في زمن ولَّتْ فيه تلك الحقب إلى غير رجعةٍ، وقامتْ على أنقاضِهَا أولى مواكبُ أزمنةِ الحداثة والتكنولوجيـا.

2 – تنحيةُ آلاف الأولياء والوَلِيَّات المعتكِفِينَ بشَوَارِعِ المدينةِ وأزقَّتها ومحطَّات الميترو والمكتبات والحانات )القديس جِرْمَان Saint Germain، القديس بْلاَسِيد St Placide، القديسة آن Sainte Anne، القديسة لْيُونِي Sainte Léonie  واستبدالها بأسماءَ أوثق صلة بالكتب والآلات والحانات.

3 – تحطيمُ كافَّة صوامع المدينة وأبراجِها بما فيها برج إِيفل (La tour Effelle)  رمزِ المدينةِ نفسِه: فهي، فضلا عنْ إرْبَاكِها لزوارها بتَرَائِيهَا لهم كقضبان (Phallus)، تُلْحِقُ سكان المدينة بحشودِ الأقوامِ البدائيةِ، فتُبْدِيهِم مُتطلِّعين للنَّفَاذ إلى عالم الآلهة عبر هذه الصَّوامع والقضبان.

4 – كفُّ العجوز عن الإيمـانِ بالآلهة وأداء الشّعائرِ الدينية، فتُمَزِّقُ الحجابَ، وتفطر، وتسرق، وتُغني، وتزْني، وتشرب الخمر، وترتَادُ حاناتِ اللَّهْوِ الليلية بانتظامٍ مقدِّمَةً بهاء جسدها هِبـةً لمن يشَاءُ.

وبالمقابل، تعهَّد سان دُنِي بتمزيق جُبَّة القداسة وتبليغِ وحْيِ اللذة إلى صِبْيَتِه المقبلين عبر سلسلة محاضراتٍ في الأنْطُولُوجْيا…

إلا أنَّ العجوز لم ترَ في هذه المقترحاتِ سوى محاولةٍ جدِيدةٍ صادرةٍ منْ مراهق مغترٍّ للمكر بها، هي التي حنّكتها تقلباتُ العصور وتوالي الأجيال، ولذلك كان أولُ ردّ فعل لها هو إخراج ما أسمته بـ«المِلَفِّ الأَسْوَدِ» لإيروس كي تُظهر لهذا الأخير أن ذاكرتها ما زالتْ تخترق الأزمنة متمثِّلة المهمة التي رسمتْهَا لنفسِهَا منذ البداية. والملفُّ عبارة عن سرْدٍ كرُونُولُوجِيّ لوقائع علاقة جامعة السّوربُون بزقاق سْتْرَاسْبٌورغ دو سَان دني Strasbourg de Saint Denis  منذ كانا بالأولمب، حيثُ إيرُوسُ إلها للجنس وأثينا إلهةٌ للحكمةِ، إلى أن هبَطا مُتُنَكِّرَيْن لبعضيهما في مدينة باريـس. وفيما يلي أحد مقاطع هذا الملـف:

«لم يكتشف هِيفَايْسْطُوسُ أن زوجته أَفْرُودِيتَ كانتْ مترتبطةً بعلاقة غير شرعية مع آرِيسَ إلا بعد أن ولد الخائنان  إيروس. حينئذ تلاطمَتْ على هيفايسطوس أمواج المشاعر القاسية المتضاربة: أيهجرُ أفروديت فيفقِدُ بذلك المرأةَ الأجمل في العالم، التي كان جمالها وراء حرْب طروادة الضَّارية، أم يئد إيروس فيتعرّض بذلك لبطش أبيه الحقيقي آريس إلهِ الحرْبِ؟ أم يحتفظ بالاثنين، الزوجة الخائنة والابن غير الشرعيِّ فيظلُّ إيروسُ وصمَةَ عارٍ تحطُّ يوميّاً من قَدْرِ هيفايسطوس بين الآلهة؟…

وحرصاً من أفروديت على الإبقاءِ على الزّواج، لكونِهِ يمكّنُها منْ إقامة مزيدٍ من العلاقات الهامشية بما يضمنُهُ من إبعادٍ للشُّبْهات، فقد وَجدَت الحلّ المناسب: أرسلتْ إيروسَ هدية لباريس اعترافا له بجميل كان قد أسداه إليها سابقا لما حَكَمَ لصالحها ضِدَّ أَثِينَا وهِيرَا أثناء نزاع الثلاثة حول تفاحة أجمل امرأة في العالم (…) ولما يئِست أثينا من الانتقام من أفروديت مباشرةً نزلتْ إلى مدينة باريس للانتقامِ من إيروس…»

بعد ذلك، أعلنتِ العجوزُ رفضها علناً لمقترحات إيروس واستعملتْ كُلَّ الحيل للإبقاء على وضع المدينة كما هو، وذلك ما تمَّ بالفعل إذ لازالتْ باريس إلى اليوم فضاءً لتَجَمْهُرِ القدِّيسين والقديسَات من سائرِ الأصناف والدرجاتِ، ولازالت الأبوابُ محيطةً بالمدينة من جميع الجهات، وللتحقُّق من ذلك يكفي امتطاءُ أوتوبيس الحِزَامِ الصَّغِيِر )الـLa petite ceinture  = (P.C الذي يَعْبُرُ مرارا، يوميا وبشكلٍ منتظمٍ، جميع هذه الأبواب.

وتحسُّبا لأيِّ اعتداءٍ قد يشنُّه عليها إيرُوُس، فقد عززَّت أثينا موقعَها بالجانبِ الأيمن منْ شارع سان ميشال – باتجاه محطة الميترو سان ميشال – وتحصَّنَتْ من جهاتها الأربَع بأسوارٍ ضخمة وشوارع واسعةٍ، ثم أوكَلَتْ مُهِمَّةَ الحراسةِ الخارجيَّة إلى الكُوليج دُ فرانس جنوبا وكليَّةِ الطب شمالا والبَّانْطِيُون غربا والحي اللاتيني شرقاً. غير أن ذلك لم يمنع إيروسَ من شن هجوماتٍ متواليةٍ عليها محيلاً العلاقة بينهما إلى سلسلةٍ من الحروب كانتْ أشدُّها ضراوةً، حسبَ ما تذكرُه كتُب التاريخ، تلك التي كادتْ أن تُفْنِي إمبراطورية باريس عام 1968؛ فقد شنَّ إيروس على العَجُوزِ غارةً رهيبةً بجرادٍ من البنيِن والبناتِ انطلقُوا من قاعِدَتَي نَانْطِيرَ وسَان دُنِي، وقواعد أخرى سِرِّيـة، محمومين برغبةٍ غامضةٍ لاتقاوم، مسلحين بالكتبِ والجرائد والأعْلام السَّوداء وأقراص منع الحمل حتَّى إذا وصلوا إلى السُّوربون داسُوا حُرماتها وعَاثوا في جَنَبَاتِها مدنِّسِين قداسة ممراتها بجماعٍ سافر لا  ينقطع كما يروي المؤرخُ المجهول:

«La chose culminera fin mais dans la sorbonne occupée par les étudiants et, nouvelle abbaye de Thélème, ouverte à tous pour y faire toutes les expériences; des couples allongés s’ébattront dans les couloirs, prenant leur jouissance sous les yeux des passants, au – dessus d’eux une banderole révèle leur intention: “Nous ne craignons rien, nous avons la pilule”».

Epistemon, Ces idées qui ont ébranlé la France, Nanterre, novembre 1967 – juin 1968, Fayard, Paris, 1968, p. 57.

كانَ الحدثُ مبرِّراً كافيا لتدخُّل أبُّولو، فبادَرَ بتقسيمِ الإمبراطورية إلى مملكتين وزَّع بينهُمَا تَرِكَتَهَا حسب اختصاص كـلِّ مملكة، ثم فصَلَهما عن بعضيهما بإحداثِ نهر السِّيِن العظيـم، فترتَّب عن ذلك هذا التمايُزُ القائمُ إلى اليوم بين شمال باريس وجنوبها من حيث الفضاءاتِ والوظائف والتأثيتات: وهكذا، فتمركزُ رُمُوز العِلْمِ والمعرفة، كَدُورِ الطَّبْع والمؤسَّسَات والأحياء الجامعيةِ والمكتَبَات والخِزَانات، في جنوب المدينة )لوسوي، غاليمار، بايو، السوربون، جوسيو، الحي الجامعي الدولي، جلبير جون، الفناك، الخزانة الوطنية…( يجدُ تفسيره في انضواء الجنوب تحتَ مملكة أثينا، واحتشادُ رُمُوز الجنس واللَّذَّة كمعاقل البغاء، والمثْلِية الجنسية ومتاجِر الـ «سيكس شوب» (Sexe shopp)، وقاعات الرَّقْص شمال المدينة )سان دني، بِّيكَال Pigall، غابة بولوني Bois de Boulogne، غابة فانسان Vincenne، قاعة فَاكْرام Salle Vagrame، الأوبِّرا، إلخ.( مردُّه أيضا إلى انضواء الشَّمال تحت مملكةِ إيروس. وقد برَّرَ أبُّولو ثنائيةَ هذا التقسيم بنمطِ اشتغال العقْل البَشري الذي اختارَه الإنسان الحالي، والَّذي لا يرى العالم والأشياءَ من حوله إلا بمنظورٍ تجزيئيٍّ تصنيفيٍّ ثنائيٍّ، وأكَّد أن هذا التجزيءَ لايعدو مجرَّد تقسيم مرحلي سيتِمُّ تغييره حالما يخرُج الإنسان من المدار البشريِّ الحالي، ويكَسِّرُ جدران عقله ليلجَ آفاقا أخرى في التَّعَامل مع الكون والأشياءِ من حَوَالَيْـهِ.

من أعالي الأولمب كان اللُّوغوسُ يتأمَّل أوروبا فتراءتْ له باريسُ بهيأة عقلٍ لم يكتمل تشَكُّلُه بعدُ، فاحتواها احتواءً عنيفا لم ينْجُ منه برٌّ ولابحـرٌ. وبذلك تحوَّلَ تقسيمُ أبُّولو سالف الذكر إلى مجرَّد تمظهر خارجي لدهاليـز لا متناهيةٍ تؤمِّن تسلُّلاَتٍ سِرِّيَّةٍ متواصلةٍ – داخل المملكتين وخارجهما – أثارتْ ارتباكا شديداً لدى حُرَّاسِ المملكتين في ضبطِ المتسللين والتَّحَقُّق من هُوِيَاتِهِم لأنَّ الأمور اختلطت بشكلٍ لم يُجْدِ معه حتَّى التزامُ سكان كل مملكة بحمْلِ شارَتِهَا، إذ لم يَعُدْ كُلُّ إيروسي الشَّارة بإيروسِيِّ الهوية ولا كُلُّ أثيني العلامةِ بأثينِّي الهوية، وتدخَّلت الآلهةُ فتورَّطتْ حتَّى الأذنين، وهُرِّبَتْ أممٌ ونِحل لا تعد ولا تحصى، بخيولها، ونُوقِهَا، وخيامها… وتُفِيدُ المعلوماتُ المتسرِّبة اليومَ أنَّ الإلهين بصدد الإعدَادِ لاقتتَالٍ لن يَشْهَدَ له التاريخُ مثيـلاً:

فالقديسُ تحصَّنَ داخل أشد المواقع حَسَاسيةً بمملكته، في قلعةٍ أحاطها شرْقاً بالمعهد الدوليِّ للفلسفةِ، وغرباً بجامعة نَانْطِير، وشمالاً بجامعتيِ سَانْ دُنِي وآنْيِير جُونْفِيليي Annière Gennevillier. وبالمدخل الجنوبيّ نصَبَ باباً ضخماً على هيأة قوسٍ زُيِّنَتْ حجارته الصَّلبة بنقوشٍ لا تضَاهيها إلا نقوشُ كنائس القرون الوسطى. وبنفَقِ الميترو حشَدَ جيوشاً جرَّارة جلبها من الصين والتايلاند والكُورِيَتَيْنِ تُضَمِّخُ الزوار بعطور وأذهان مقدَّسةً ما أن يصل عبيرُها إلى ألْيَاف أدمغتهم حتَّى لا يفطنوا إلاَّ وهُم أسرى حالةٍ روحيَّةٍ ثانية لا يرون معهاَ حيثما ولَّوا وجوهَهُم إلا حِساناً عارياتٍ متناثراتٍ في أزقَّة ضيِّقة في أحوال ومقامات تُذَكِّر كثيرا بمقامات الصُّوفية، ثُمَّ لا يتذكَّرُونَ بعدها شيئاً ممَّا شاهَدُوه أو فعلـُوهُ داخلَ الأَسِرَّة المحاطةِ بجُدْرَانٍ منْ مَرَايَا.. وبذلك تتعدَّدُ روايات الزُّوار وتختلفُ إلى حدٍّ تتناقض معه رِوَايَتَا الفَرْدَيْنِ حتَّى وإنْ زارا القلعة في وقت واحد وحَظِيَا بضيافة سيِّدَتَيْنِ ليليتنِ في فراشٍ واحدٍ: ففيما يؤَكِّدُ الأوَّل أنه خرَجَ توّاً من روضةِ الموْتَى، فيأخذُ في حَكْيِ ما رآه وسمعهُ هناكَ، يؤكِّدُ الثَّاني أنه خرَجَ لتوِّه مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ… وليسَتِ الرِّوايات الوافدةُ بشأنِ أثينا بأقلّ تناقضاً من هاتين الحكايتين:

فإحْدَى الرِّوَايات تُصَوِّرها امرأة حكيمةً متديِّنَةً اعتكفتْ داخلَ قُبَّةٍ، لا تضَاهيها إلا قُبَّةُ للا عائشة الخضرَاء بالمغرب، تستقبِلُ فيها يوميّاً المريدين من كافَّةِ أرجاءِ المعمور في أجواءَ طقوسيةٍ خاشعةٍ جليلةٍ منها: أن ينتظِمَ الزَّائِرُ في صَفٍّ طويلٍ يستغرقُ منه سنواتٍ طويلة قبل أن يصل دورُهُ. خلال ذلك ينخرِطُ في سلكِ تَوَحُّدِ اللُّغَاتِ حتَّى إذا أقبل عليها وحانَ دورُهُ خطا نحوَهَا بِضْع خطواتٍ وهو مُنْحَنٍ إجلالاً لها إلى أنْ يدنوَ منها، فيُقَبِّلُ صفحةَ يدها وظهرِهَا، ثمَّ يجلسُ بمقربةٍ منها مُدِيراً لها الظَّهْرَ كي تنهالَ عليه ضرباً ورَكْلاً إلى أن يقيءَ أورَاقاً في حَجْمِ وِسَادَةٍ، فتضَعُ فوْرَ ذلك خاتماً على ظهْرِهِ، وتصرفه في فَرْحَةٍ لا يقتلعه من نشْوَتِهَا إلا العَسَسُ عندما يستوقِفٌونه سائِلِيَن: «سيدَنا! أَإِمْبْرَاطُورٌ أَنْتُمْ أَمْ وَزِيرٌ أَمْ أَكَادِيمُوسٌ جَامِعٌ مَانِعٌ؟…». وتضيف الرِّواية أنه يحدُثُ أن تسحَبَ أثينا يديها مراراً منَ الزائر وهي تُتَمْتِمُ: «لن تنال الخاتَمَ المبَارَكَ ماَ لم تحفَظِ القُرْآن وتُصَلِّ وتتَكَلَّمْ بإحدى لهجاتِ أدغال إفريقيا أو الأَطَالِسِ عَلَى الأقـَلِّ…».

وفي روايةٍ أخرى تُقَدَّمُ أثينا خليعةً غارقةً في تقليدِ أَفْرُودِيتَ: فقد ارتبطتْ بحارسِهَا كُولِيج دُو فْرَانْس كما ارتبطتْ أفروديتُ بحارس ضريحِ خليلِهَا أَدُونِيس، وترتَّبَ عن هذه العلاقةِ مَوْلِدُ حرامِيةٍ )مثلما ترتَّب مولدُ إيروس عن علاقةِ أفروديت بآريس وهِيْرمَافْرُوديت عن علاقتها بهُرْمُسَ( صٌدِّرَتْ بدورها إلى ولايةٍ، غير بعيدةٍ عن أثينا، مُتَنَكِّرَة وراء هيأة السُّوربون III. ومن موقِعِهَا الجنوبي ارتبطتْ هي الأُخْرَى في سِرِّية تامَّةٍ بأحد أبناء إيرُوس، وهُوَ المعهَدُ الوَطَنِيُّ للُّغات والحضاراتِ الشرقيَّة I.N.A.L.C.O. وهي تَعْبُرُ إليه يومياً عبر دِهْلِيزِ كْرِمْلان بيسَاتْر – فُور أُوبِرْفِيلْيِيه Cremlin Bicêtre – For Aubervillier. ومنْ مملكتِهِ تقتَلِعُ زَعَامَاتٍ وقياداتٍ من المشْرِقَيْنِ وتسحَرُ البِلادَ والعِبَاد، فتجلبُهُمْ بخيولهم ونُوقِهِم وخيامهم مُهَيِّأَةً الْجَوَّ بذلك لاقتتالِ أثينا وإيروس في جَبْهَاتٍ جديدة قد تَتَنَكَّرُ فيها باريسُ بهيأة دِمشْقَ أو القاهِرةِ أو بانكُوكَ أو بُوغُوطا…»

إلا أن هناك رواية أخرى – هي الصحيحة في ما يبدو – تؤكِّدُ الكثير مما ورد في الرِّوايتين السابقتين، لكنها تفترق عنهما جذريا في التشديد على أن التأمل العميق في ملامح أثينا يفضي حتما إلى تبين وجه تَانَاتُوس إله الموت الذي ليستْ أثينا سوى أحد تَنكُّراتـه.

الاخبار العاجلة