م. أسليـم: نظرية «رواية الواقعية الرقمية»

1٬561 views مشاهدة
م. أسليـم: نظرية «رواية الواقعية الرقمية»

1. لُبسٌ في التسمية لابد من رفعه:

تثير تسمية «رواية الواقعية الرقمية» لُبسا لابد من رفعه: فلأول وهلة يبدو الأمر وكأنه يتعلق بصنف جديد من أصناف الرواية الواقعية، ينضاف إلى تقسيماتها الداخلية. بمقتضى هذا الفهم، سنكون أمام رواية تحترم القواعد العامة التي تميز «الرواية الواقعية» عن غيرها من الروايات، كـ «الرومانسية» والتاريخية» و«البوليسية»، الخ.، ولكنها تتميز عن الجنس الأب بكونها «رقمية»، بمعنى أنها تُكتب في الحاسوب وربما تتداول في شبكة الأنترنت أو الأقراص المدمجة، وتضيف بالتأكيد لوينات من حيث المضامين التي تعالجها.
لبسٌ حصل بالفعل، ووظفه أحد منتقدي هيأة «اتحاد كتاب الأنترنت العرب» قائلا:
«لم نسمع برابطة كتاب أو اتحاد كتاب أن فرض على أعضائه الكتابة في مذهب أدبي بعينه قائلا: ليس لك الحق في الانضمام إلينا لأنك تكتب كتابة سوريالية بينما رئيسنا يكتب كتابة رومانسية أو لا يحق لك أن تعارض الدادائية بعد انتمائك إلينا. يجب عليك أن تدافع عنها وتنشرها بين الناس لأن رئيسنا على هذا المذهب، اكتب في العدمية وفي أي مذهب شئت، ولكن دافع عن الدادائية وادعُ لها»(1).
كما تعترض على المصطلح نفسه الناقدة المصرية د. عبير سلامة مشيرة إلى أن «مصطلحات مثل «الواقعية» و«الرومانسية»، هي «تصنيفات تقليدية (ما قبل رقمية) لها فلسفتها وتقنياتها، المختلفة تماما عن فلسفة «الرقمية» وتقنياتها. والجمع بين الاثنين في سياق واحد، خلل واضح قد يفسره جدة الاصطلاح وحيرة الأدباء والنقاد معا في تحديد مفهومه وضبط نشاطه»(؟؟؟) .
لرفع هذا الغموض نبادر بالقول: إن ما يقصده اصطلاح «الواقعية الرقمية» هو شيء مختلف كليا: المراد به هو تأكيد أن الرقمية والعوالم الافتراضية هي بصدد الحلول حرفيا محل الواقع بكافة قطاعاته وأنشطته، بما يقتضي التعامل معها (أي الرقمية) باعتبارها واقعا، أي أمرا ملموسا وموجودا، يمكن أن يجلب الفرح للمرء، يُسعده ويُكافئه، مثلما يمكن أن يجلب له البؤس والشقاء.
وإذا كانت هذه المسألة ترتد في نهاية المطاف إلى غياب مُعجم للنقد الأدبي الإلكتروني، مما يُفضي إلى بلبلة وغموض في المصطلحات المستعملة لدى الغربيين أنفسهم، بما فيهم الذين دخلوا هذا القطاع منذ زمن طويل، فإن مؤلف كتاب «رواية الواقعية الرقمية. تنظير نقدي»(2)، قد نجح في تبديدها من خلال تخصيص أجزاء هامة من الفصلين الأول والثاني للتحولات الكبرى الجارية في ظل الثورة الرقمية، وهو موضوع قد يبدو للكثيرين إما خارج نطاق النقد الأدبي أو مجرد استعراض لعضلات معرفية في حقل المعلوميات، والتركيز هنا قائم على: «العصر الرقمي والرواية»، «الشخصية والموضوع في رواية الواقعية الرقمية»، «العصر الرقمي والإنسان الافتراضي»، ثم «من هو الإنسان الافتراضي».

2. الثورة الرقمية وفجر حضارة جديدة:
مدار هذه التأملات والمعلومات عرضُ التغييرات العميقة التي تطال مجموع الميراث الذي انحدر إلينا منذ آلاف السنين، بل وتمتد إلى الإنسان نفسه، بما يجعلنا لا نعيش فجر حضارة جديدة بكل معنى الكلمة (تحيل سابقتها إلى المتحف) فحسب، بل وندخل حلقة تغيير بيولوجي قد يمحو الفوارق التي ظلت قائمة إلى اليوم بيننا وبين الآلة، بحيث يصير فينا شيء منها ويصير فيها شيء منا.
ما يعرضه المؤلف وجيه، ولمن شاء التوسع فيه بهذا القدر أو ذاك، بل وحتى وضع هذا الطوفان الجارف في سياقه التاريخي بحيث يستنتج أنه يدخل ضمن الحتميات التي تمتد جذورها إلى آلاف السنين، والتي ظلت تتطور عبر القرون وتتنقل عبر الحضارات، مغتنية بالإضافات إلى أن بلغت طور الاكتمال والدخول الآن مرحلة تأسيس قطيعة مع الماضي. لمن شاء ذلك أن يطلع على كتابين هامين: «على طرق الشأن الافتراضي» (3) Sur les chemins du virtuel للفيلسوف بيير ليفي، و«نهاية العمل المأجور» (4)La fin du travail لعالم الاقتصاد جيريمي ريفكن. الأول يبرهن على الاجتياح الذي يمارسه العالم الافتراضي على كافة الأصعدة: النص، الجسد البشري، الاقتصاد، معتبرا أن عناصر اللغة والاقتصاد والميثاق، باعتبارها افتراضيات، هي ما جعلت من الإنسان إنسانا. والثاني يُبرهن على نهاية حضارة عمل الإنسان لفائدة عمل الآلات التي منها الآن ما بلغ من الذكاء ما يجعلها تتفوق على الإنسان متوسط الذكاء في أداء عمله.
هذا هو الجو الذي يضعنا فيه صاحب «رواية الواقعية الرقمية» ليطرح مجموعة من الأسئلة على الحقل الأدبي مقترحا بمثابة إجابة عنها هذا الجنس الروائي الجديد. والأسئلة هي:
«هل تستطيع الرّواية بشكلها الحالي أنْ تستوعب الثورة الرقمية المتسارعة في العالم، أم أنها يجب أنْ تتخلى عن مكانتها لصالح أشكال تعبيرية وإبداعية أخرى أكثر قدرة وجاذبية كالسينما أو البرمجة مثلاً؟ (…) هل الروائي بشكله وأدواته الحالية قادر على المضي في مغامرة الرّواية في ظل العصر الرقمي الآخذ بالتشكل؟ (…) هل الروائي بأدواته الحالية المستهلكة قادر على أنْ يبقى روائياً؟ (…) ما موضوع الرواية القادمة؟؟ ما لغتها، بل ما هي اللغة أصلاً؟؟ وهل الكتاب – بشكله الورقي المعهود- قادر على استيعاب الرواية القادمة؟؟؟ أم أننا بحاجة إلى لغة أخرى وكتاب آخر؟؟؟؟»(5).
الجواب طبعا بالنفي، والبديل الذي يقدمه الكاتب هو «رواية الواقعية الرقمية».

3. رواية الواقعية الرقمية:
إنها رواية معرفية بالدرجة الأولى، كما أنها «مغامرة في الزمن الرقمي الافتراضي وفي المكان الرقمي الافتراضي وفي الواقع الرقمي الافتراضي»[6]. من مهامها المعرفية، مثلا، الإجابة عن سؤال تحولنا الجاري من إنسان عاقل إلى إنسان افتراضي:
« نحن نتطور… نتحول.. نصبح شيئا آخر… لكن ما هو هذا الشيء أو الكائن الجديد الذي أطلقنا عليه اسم الإنسان الافتراضي وبماذا يختلف ويلتقي مع الإنسان العاقل؟؟؟
هذه الأسئلة هي ما (…) ستتناوله رواية الواقعية الرقمية بمفهومها الشمولي القادم والذي سيتبلور سريعا جدا في السنوات القليلة المقبلة»(7).
وكمثال عن ذلك يسوق المؤلف «مغامرة» واقعية في العالم الافتراضي انتهت إلى التجسد في عمل إبداعي هو رواية «شات». لا أحد من النقاد الذين كتبوا عن هذا العمل التفت إلى هذه النقطة وعالجها في كتابته عن العمل المذكور.
وحول اللغة في الرواية الجديدة، يرى سناجلة أيضا أن لغة الرواية التقليدية عاجزة عن الاستجابة لحاجيات نظيرتها الجديدة التي يجب أن تتحدد بسمات خمس:
أولا: تجاوز اللغة المكتوبة إلى مكونات أخرى: صورة، صوت، مشهد سينمائي وحركة؛
ثانيا: على اللغة أن تمشهد أحداث الرواية في بُعديها المادي والذهني؛
ثالثا – رابعا: على اللغة أن تكون سريعة بحيث لا تتجاوز المفردة فيها أربعة إلى خمسة حروف وعدد صفحات الرواية المائة صفحة، والجملة من ثلاث إلى أربع كلمات على الأكثر؛
خامسا: على الروائي تجاوز مجرد معرفة الكتابة إلى الإلمام بهذا القدر أو ذاك بمجموعة من البرامج الكفيلة بتحقيق النقطة الأولى، ناهيك عن استخدام الحاسوب التي تعد من نافلة القول(8).

4. تلقي رواية الواقعية الرقمية في العالم العربي:
رغم الجدة الكاملة للآراء السابقة في الحقل النقدي العربي، فإنها لم تلق ما تستحقه من اهتمام في هذا السياق، بدون شك لسببين:
الأول: الأغلبية الساحقة من النقاد والمثقفين والمبدعين العرب لازالت متقوقعة في دائرة الإنتاج والتلقي الورقيين، ومن ثمة يُفترض أن إصدار الكتاب في طبعة ورقية نفسها(9) لم يأت بشيء يُذكر؛ موضوع الكتاب سيبدو غريبا جدا. هل يستطيع إنسان أن يعلق على طريقة تعاملك مع الحاسوب أو انتقادها وهو لا يتعامل مع هذا الجهاز أصلا؟
ثانيا: أغلبُ معمري الشبكة حاليا من المثقفين والأدباء والمبدعين العرب يتعاملون مع الويب تعاملا نفعيا: لنشر النصوص أو للتواصل، وفي أحسن الأحوال للمشاركة في نقاشات المنتديات، ومن ثمة غياب التكوين في حقل المعلوميات، وعدم إدراك الرهانات العميقة التي تنطوي عليها الثورة الرقمية، والتي لن يسلم منها أي قطاع من قطاعات الواقع والفكر؛ «إذا كان من السابق لأوانه تكوين فكرة عن مآل الدراسات الأدبية زمن الشبكات والوسائط الجديدة، في غضون السنوات العشر أو الخمس عشرة المقبلة، فإن المحقق هو أن تلك الدراسات ستكون في قسمها الواسع حصيلة التطورات المذهلة لنشاط يمضي بسرعة مذهلة اليوم»(10).
والمقالات التي التفتت إلى الكتاب يمكن تصنيفها في قسمين: احتفاء يصل أحيانا حد المبالغة؛ انتقاد ورفض بلغ حد القسوة غير المبرَّرة.
4. 1. التلقي الاحتفائي:
يبلغ أحيانا حد الانبهار، وتأكيد ريادة المبدع في التبشير بأدب عربي جديد ليتم الانعطاف إلى أعمال المؤلف، خصوصا روايته «ظلال الواحد». في المقابل لا نجد مساءلة حقيقية لمحتوى الكتاب تنكب – ضمن ما تنكب – على مسألة مستقبل الظاهرة الأدبية: هل الآفاق التي تفتحها المعلوميات أمام الكتابة الأدبية ستُبقي الأدب أدبا أم ستدخله في تحول جذري سيجعل تسمية الأدب أقل من أن تحيط به؟ هل رواية الواقعية الرقمية هي الاستجابة الوحيدة الممكنة للتغييرات الجارية مع الثورة الرقمية، وخصوصية الظاهرة الروائية في الواقع العربي الذي مازالت مجموعة من الدراسات والكتابات في هذا الجنس تسعى إلى مجرَّد تأصيله؟ والسبب في ذلك قد يعود إلى قلة الاطلاع على الدراسات والبحوث النقدية العديدة في المجال، بل وغيابه التام في العديد من المقالات التي تناولت الكتاب، ولذلك ركزت في عمومها على الإطراء المبالغ فيه الذي مضى أحيانا إلى حد اعتبار منجز محمد سناجلة النقدي والإبداعي الرقمي هو الأول من نوعه على الصعيد العالمي.
ومسألة الأولية هته كانت موضوع نقاش في بعديها الكوني والمحلي؛ على الصعيد الأول نشأ جدل حول من هو أول كاتب أول رواية رقمية، بين محمد سناجلة ود. سعيد الوكيل ود. عبير سلامة. وترددت في هذا النقاش ثلاثة أسماء أمريكية، هي: مايكل جويس بروايته «ظهيرة»afternoon story المنشورة عام 1986، وروبرت أرلانو المعروف باسم بوبي رابيد بروايته «شروق شمس 69»، ثم ستيفن كينج وروايته Ridding The Polit المنشورة سنة 2001م(11).
على الصعيد الثاني نشأ الخلاف نفسه بين ماجدولين الرفاعي ومحمد سناجلة حول من السباق إلى إبداع أول قصيدة رقمية اعتبارا إلى أن رواية محمد سناجلة «شات» ونصه «صقيع» يتتضمنان ثلاثة أعمال من هذا الجنس(12). وتم الشديد في غير مكان في النت على أن نص «احتمالات» لمحمد اشويكة الصادر سنة 2006 هو أول «قصة ترابطية في المغرب العربي».
قضية الأولية، برأيي، قد لا تفيد سوى مؤرخي الأدب إن كانت الضرورة ستظل قائمة لتأريخ الأدب بالنظر للتطور المذهل الذي يعرفه حقل التكنولوجيا المعلوماتية، والانتشار المتزايد للحواسيب الشخصية، والتطور المتواصل للبرامج، وبالتالي التجديد المدوِّخ الذي سيعرفه حقل الإبداع على يد من سيلحق بركب المبدعين من أطفال اليوم الذين يفتحون أعينهم على الحواسيب وتدخل هذه الآلات العاقلة في صلب تنشئتهم الاجتماعية. يمكن افتراض ما سيحصل على المدى البعيد: الانقراض النهائي للأدب على نحو ما نفهمه اليوم لفائدة ضرب من اللعب التفاعلي بين الإنسان والآلة تمحى فيه الحدود بين القراءة والكتابة، بل حيث سيختفي هذان النشاطان/المصطلحان لفائدة مفاهيم أخرى اشتقها بعض نقاد الأدب الإلكتروني سلفا، مثل «القرا-كتابة» l’écrilecture والكاتب – القارئ l’aucteur، لفائدة تجربة أعلى يعيش فيها المستخدم هاتين التجربتين معا اللتين نفصل بينهما الآن.
4. 2. التلقي الرافض والمنتقد:
يمكن تصنيف هذا الموقف في قسمين: قسم لا يعترف بالمجهود التنظيري ولا المنجز النصي للـ «الرواية الواقعية»، وذلك ليس من منظور رفض الآفاق الإبداعية التي يفتحها الحاسوب أمام السرد الأدبي، ولكن لظنه أن تنظير محمد سناجلة وإنجازه الإبداعي «غير كفئين» في المجال و«دون المستوى». أفضل من يعبر عن هذا الموقف الناقد المصري د. سعيد الوكيل في مقالته «خرافة الواقعية الرقمية»(13) التي يؤاخذ فيها سناجلة على عدم الإكثار من الروابط التشعبية في عمله «ظلال»، مما يجعل عمله هذا رواية خطية.
المأخذ الرئيسي الذي يمكن إبداؤه على هذا النوع من المقاربات هو افتراضه الضمني وجودَ خُطاطات إبداعية ثابتة وواضحة بحيث تتيح تصنيف هذا النص أو ذاك، وبشكل يقيني، ضمن النصوص التشعبية التخييلية أو إقصاءه منها. العنصران البارزان في هذه الخطاطة هما: الخطية والروابط التشعبية.
إضافة إلى ذلك، يبدو أن هذا الموقف يقوم على مصادرة غير مبررة؛ فالآفاق التي يفتحها الحاسوب أمام الإبداع الأدبي أكثر من أن تحصر أو أن تُحدد لها قواعد ثابتة؛ بل ربما كانت القاعدة الوحيدة التي يمكن أن يتفق حولها الجميع، وهي حضور الخطية أو غيابها (حضورها يُقصي النص من دائرة هذا النوع من الإبداع وغيابها يُدخلها ضمنه) غير كافية ما دام التشعب يعتبر أحد مكونات الشبكة ذاتها، ناهيك عن ظهور بعض الروايات بصيغتين: تشعبية وخطية، كأكبر رواية فرنسية منشورة على النت(14).
أما الموقف الثاني، فيرفض هذا الجنس جملة وتفصيلا. أحسن من يعبر عنه حسن سليمان في مقال له تحت عنوان: «محمد سناجلة والكتابة الرقمية وتغييب مفهوم الأدب»(15)، ويقوم على ثلاثة أفكار رئيسية: الأولى ما يمكن تسميته بـ «نقاء الأنواع»، والثانية كون الحاسوب لا يعدو مجرد وسيط، والثالثة: سحب الاعتراف بالآراء النقدية لرواية «الواقعية الرقمية» من منظور أنها بدعة في الآداب العالمية المعاصرة.
النقطة الأولى ترتكز على تعريف الأدب نفسه الذي يميزه عن باقي الحقول باعتباره «فنا تعبيريا أداته الكلمة»، وبموجبه لا مجال لاستعمال صوت ولا حركة ولا صورة ولا مشاهد ركحية ولا سينمائية. وهذا تعريف مغرق في التقليدية ويجانب التغييرات الراهنة:
«”ما الأدب”؟؟ هو ما “يُقرأ” أو على الأقل هو ما اعتدنا على “قراءته” إلى اليوم بشكل مطبوع في كتب. لكن الأدب هو أيضا ما بدأ “يُعرض” منذ بداية ثمانيات القرن الماضي في شاشات الحواسيب لأن “الأدب” هو أيضا شيء بدأ “يُبدع” و”يُبصر” من الآن فصاعدا في أجهزة عرض للأجهزة التكنولوجية الجديدة»(16).
«ما النص بالنسبة للرأي الشائع؟ هو المساحة الظاهرية للعمل الأدبي، هو نسيج الكلمات المؤلفة للعمل». والبلاغة هي فن قول الملفوظ وصياغته.
هذا التعريف يفترض أن وسيط النص يكون ذا طبيعة لغوية كليا وحصريا، وأن وحدته القاعدية هي الكلمة. نعم، إن مولدات النصوص، تلقائيا أو بالتوليف، ونصوص الخيال التشعبي والتحريكات التركيبية تتضمن نصوصا تنسم مع هذا التعريف. بيد أنه يبقى غير مناسب لوصف خصائص معظم القصائد المتحركة مثل النصوص التصويرية الرقمية والتحريك الحروفي وكذا الأعمال التفاعلية. ومع ذلك ، فمن غير المناسب لوصف خصائص معظم القصائد المتحركة ، مثل النصوص التصويرية الرقمية أو التحريك الحرفي وكذا الأعمال التتفاعلية. ومن ثم، فهل من الحكمة أن نحافظ عليه؟ ألن نجد أنفسنا مضطرين للمجازفة بابتكار مصطلح جديد، على غرار ما تم مع اصطلاح الوسائط المتشعبة، لا لشيء سوى لأن التعريف العملي الكلاسيكي للنص المستخدم في اصطلاح النص التشعبي يظل ضيقا جدا؟»(؟؟؟)
أما بخصوص النقطة الثانية التي يرى فيها حسن سليمان أن الحاسوب لا يعدو مجرد وسيط، فكل الوقائع تخالفها، إذ هذا الجهاز:
«ليس آلة جامدة. على العكس هو أداة للإبداع فعالة، خصوصا منذ تجهيز الحواسيب الصغيرة بشاشات في مستهل ثمانينيات القرن الماضي. إنه ينفذ معالجات، يعدل النصوص، يحوِّل الأعمال، يمدِّد النشاط الإبداعي ولا يعيقه. وبذلك فهو يُدخل “تجديدا”، بُعدا جديدا في فعل الإبداع لم يكن معهودا من قبل في الأدب»(17).
أكثر من ذلك صار هذا الحاسوب يتدخل في صلب العملية الإبداعية والنقدية ذاتها:
فعبر ما يُسمى بـ «مولدات النصوص» تتيح برامج خاصة إنشاء عدد لا نهائي من الأعمال السردية والقصائد الشعرية انطلاقا من قصيدة أولية عبر إعادة تركيب وحداتها اللغوية، على غرار ما نجد في مولدات جان ببير بالب الذي يصف العملية لمستمعي إحدى محاضراته على النحو التالي:
«على امتداد مداخلتي، وللتدليل على رأيي، سيقوم جهاز حاسوب بتوليد أدب في هذه الشاشة. لا تسألوني عم سيكتب، فأنا لا أملك سوى فكرة واسعة عنه… كل ما يمكنني تأكيده هو أنه يستطيع الكتابة على هذا النحو أو على نحو آخر، إلى ما لا نهاية، ثم إن يستأنف الكتابة بعد ساعة فسيكتب شيئا مختلفا»(18).
وما نجده أيضا في قصيدة ريمون كينو «مائة ألف مليار قصيدة» التي يتولى فيها برنامج معلوماتي توليد مائة ألف مليار قصيدة انطلاقا من إعادة تركيب الوحدات اللغوية لعشر سونينات أولية. بل أكثر من ذلك ثمة اليوم العديد من المواقع التي تمد القارئ باستمارة ما أن يكمل تعبئتها حتى يجد نفسه أمام قصيدة شعرية تتضمن كافة البيانات التي عبأها وقد صارت جزءا من القصيدة. وهذا ما جعل بعض النقاد يتحدث عن «الروبوت الشاعر» في مقالة تحت عنوان: «الروبوت الشاعر: الأدب والنقد في الزمن الإلكتروني»(19)، وتعرض في قسمها الثاني تجربة فريدة في استكشاف آفاق الحاسوب، تتمثل في إنشاء برامج للقيام بعمل الناقد الأدبي نفسه، حيث يُمَدّ البرنامجُ بالنص وبفرضية للعمل، فيقوم بعدد من العمليات التي تفضي إلى خلاصات ونتائج تبلغ أحيانا حد التطابق مع العمل الإنساني نفسه بفارق الزمن طبعا الذي يتفوق فيه الحاسوب على الإنسان(20).
وقد أصدرت دار النشر الفرنسية الشهيرة غاليمار قرصا مدمجا تحت عنوان: «آلات للكتابة… آلة للقراءة»(21).
أخيرا، بخصوص إدراج الآراء النقدية والتجربة الإبداعية للواقعية الرقمية ضمن ما يمكن تسميته بالبدعة في حقل «الآداب العالمية المعاصرة»، ملفت للنظر هذه اللهجة الساخرة التي يتحدث بها حسن سليمان، إذ يقول:
«لقد خطر في بالي أن أترجم هذه المقالة وأرسلها إلي إحدى المجلات الانكليزية. إنه في الواقع مبعث للحزن والأسف أن يهيم بنا الشطط إلى هذا الحد. وأن يرعاه بالتالي مسؤولون علي مستوى من الرفعة ما يؤكد أننا ما زلنا قابعين في تصور وفهم خاطئ لاستخدام الآلة»(22).
»إن قبلنا بهذه الأفكار كلها فسوف يتم إذن التفكير في فتح كليات ومعاهد تدرس الآداب وهندسة البرمجة والسينما وتضع الجميع في سلة واحدة، هي كلية الآداب الرقمية. الفكرة كلها على ما يبدو جديدة ومفاجئة فلماذا لا يتم البحث عن طريقة للحصول علي براءة اختراع، تحمل الفكرة ويُذهب بها إلى الغرب لنزع براءة اختراع قبل أن يفطن إليها الغرب؟!»(23).
لن أمضي إلى حد القول بأن هذه المقالة تعكس «الظلام الذي يهيمن على كتابات بعض النقاد العرب عن واقع الأدب العربي» ولا نعت صاحبها «بعدم قدرته على مجاراة العصر الذي يعيشه»، وما شابه ذلك من الأوصاف الواردة في إحدى الدراسات(24) لدى إثارتها مسألة غياب ذكر عمل محمد سناجلة في كتاب د. سعيد يقطين: «من النص إلى النص المترابط» وفي دراستي: «المشهد الثقافي العربي في الأنترنت»؛ فالأمر مر هنا لا يتعلق بأكثر من غياب معلومة حالما يتم الحصول عليها أو التنبيه إلى وجودها يصير ممكنا تغيير فقرة من المقال أو حتى اتجاهه العام لاسيما عندما يتعلق الأمر بالنشر الإلكتروني الذي يتيح التعديل اللانهائي للأفكار والنصوص على عكس نظيره الورقي. وإلا فتبقى المسألة متعلقة بنوايا النقاد على نحو ما تكلم د. سعيد الوكيل عن نوايا المبدعين.
فمثل هذه المراكز للبحث موجود سلفا، من أمثلته في فرنسا وحدها:
– شعبة الوسائط التشعبية بجامعة باريس الثامنة: نشأت منذ عدة سنوات عن لقاء بين أدباء ومعلوماتيين أفضى إلى تأسيس مجموعة للبحث متعددة التخصصات، تحت عنوان “فقرة” Paragraphe ، وهي شعبة ما فتئت تتطور وتكبر وتتنوع . تقدم الآن تعليما في السلكين الثاني والثالث مخصصا للإبداع والوسائط المتعددة ويتضمن عدة مختبرات للبحث»(25).

– مركز) CIERON المركز متعدد التخصصات للبحث في جماليات الرقمية): أنشأته عام 1996 مُختبرات ” فقرة”، يحظى بدعم من وزارة الثقافة (مهمة البحث والتكنولوجيا) وأحد المجالس المحلية بفرنسا، ويرسم مهمته في:
«إنجاز بحوث في هذه الإشكالية [إشكالية الاستخدام العام والمتزايد للرقمية في سائر الحقول المعرفية والإبداعية]، بجمع مبدعين وباحثين منخرطين في مساعي وعوالم فنية منفصلة، لكنهم يوظفون جميعا الرقمية، وذلك بغاية المشاركة في تحديد مفاهيم جديدة والمساهمة في صياغة إشكالية مشتركة على الصعيدين النظري والتجريب الفني»(26).
ليست هذه المعلومة مما يدخل في باب الكنوز النفيسة؛ يكفي البحث عن «الأدب والمعلوميات» في محركات البحث بشبكة الأنترنت والاطلاع على النتيجة.

5. رأينا في رواية الواقعية الرقمية:
الحديث عن «نظرية» في العلوم المحضة والاجتماعية والإنسانية على السواء يفترض وجود تراكم من القوانين أو الممارسات الاجتماعية أو النصوص الإبداعية (في حالة النقد الأدبي) عليه (أي التراكم) ينكب التحليل للوقوف على الخيوط المشتركة بين الظواهر المدروسة وصياغتها على شكل نظرية؛ كتاب «نظرية الرواية» لجورج لوكاتش، مثلا، يرتكز على كم كبير من الأعمال الروائية، وكتاب «نظرية الأدب» لأوستين وارين ورينيه ويليك، يعتمد هو الآخر كما هائلا من النصوص الأدبية القديمة والحديثة وفي سائر الأجناس الأدبية. فكيف يجوز، في حالة «رواية الواقعية الرقمية» الكلام عن نظرية في الوقت الذي قد لا يتجاوز مجموع الأعمال المنجزة باللغة العربية، في هذا الجنس الجديد، بضعة أعمال؟، من جهة، وفي وقت لا زال فيه الأدب الرقمي نفسه قيد التشكل في كافة اللغات بحيث لم يتحقق تراكم هائل بعد في أية لغة، ولم تتأسس نماذج عليا له في أي ثقافة بعد، ناهيك عن أن اللقاء بين الإبداع الأدبي والحاسوب يفتح الباب أمام إمكانيات هائلة من التجارب؟ من جهة ثانية.
لهذا يبدو من السابق لأوانه الحديث عن «نظرية». وإن كان لابد فبالمعنى الذي يُفهم به هذا المصطلح لدى الكلام عن «نظرية الشعر» عند جماعات أو مدارس أدبية مثل «الديوان» و«الرابطة القلمية»، الخ. بمعنى أننا نكون أمام إطار للعمل وبيانات وتصور مشاريع وخطوط عامة للإبداع أكثر منا إزاء قواعد مستخلصة من دراسة ركام من النصوص.
ب – من خلال التحولات الجارية الآن، على إثر ثورتي الكهرباء والرقمية، يخلص المؤلف إلى أن «العالم القديم» قد انتهى، وأن «هناك عالما جديدا ومختلفا تماما [يتشكل]»(27). ونهاية العالم القديم هي ما يبرر الحاجة إلى رواية جديدة تماما كما حصل مع سرفانتس: «حين أطلق سرفانتس العنان لخياله ليحلم بعالم آخر غير عالمه الواقعي الذي لم يكن قادرا على تقبله والتعايش معه كتب الدون كيشوت، كان الدون كيشوت استجابة عملية لخيال غير عملي»(28). حسنا، هذا التصور يضعنا أمام ما يشبه قانونا أدبيا: كل تغيير في المجتمع والنظرة إلى الذات والعالم يُفضي إلى ميلاد شكل تعبيري جديد، ولكن هل يجب أن يكون هذا الشكل في عصرنا الراهن بالضرورة داخل الجنس الروائي الذي يعود ميلاده بالضبط إلى سرفانتس؟ أليس الأليق الحديث عن «جنس جديد» بدل مواصلة الحديث عن الرواية؟
ج) ثمة تردد في «التنظير النقدي» للرواية الواقعية، كما في الكتابات النقدية التي تناولت بعض منجزها، بين إدراج هذا المنجز في الخط العام للأدب بمفهومه التقليدي، ومن ثمة اعتباره مدرسة جديدة في الأدب أو جنسا أدبيا جديدا وبين القبول بنوع من القطيعة التي تفتح الباب أمام سؤال موت الأجناس التقليدية. من ذلك، مثلا، التقديم الذي كتبه الأستاذ أحمد فضل شبلول لنص «صقيع»، حيث ورد فيه:
«يحتار القارئ أو المشاهد أو المتصفح في تصنيف هذا الجنس الأدبي الجديد؛ هناك سرد وهناك شعر وهناك سينما وموسيقى وأغنيات وحركة مستمرة تأخذ القارئ حتى نهاية العمل وسط جو عام من الدهشة والانبهار.
ولا يبدو صاحب التجربة أقل حيرة منا حين سألناه عن ماهية العمل الجديد، وهل هو رواية أو قصة قصيرة أو شعر أو سينما؟
يقول سناجلة: إن “صقيع” نص من الصعب جدا تصنيفه، إنه يمزج ما بين السرد والشعر والموسيقى والغناء والسينما الرقمية المنتجة بالكامل باستخدام التقنيات الرقمية، وبالذات برنامج فلاش ماكروميديا وفن الجرافيكس وبرامج المونتاج السينمائي المختلفة»(29).
والواقع أن هذه الحيرة لا تخص النقد العربي وحده، بل هي عامة، تشمل النقاد الغربيين أنفسهم، وتمتد إلى تسمية هذا الأدب الجديد نفسه:
«ثمة أدب جديد في طور النشأة. أساميه غير يقينية. هل يتعلق الأمر بأدب «إلكتروني»، «سيبرنطيقي»، تكنولوجي»، وسائطي»، «وسائطتشعبي»، «بانوسائطي» أم «ملعوماتي»؟ تتعدد الأسماء» وتُظهر الطابع الأصيل والمجدد لأشكال البحث المعاصرة. وتترجم كذلك بتعددها قلق الملاحظين أمام ظاهرة تبدو غريبة تماما عن المقولات الأدبية المعروفة»(30).
أظن أن الأسئلة التي تطرحها الأعمال الجديدة تضعنا أمام أحد خيارين وحده المستقبل سيحسم فيهما:
الأول: اعتبار هذا اللون من الكتابة محطة في تاريخ الكتابة الطويل المؤطر بأجناس على نحو ما تريد نظرية الأدب، ومن ثمة إمكانية أخذ الإنتاج الأدبي ككل، بشقيه الورقي والرقمي مجالا للتأمل والتساؤل، فنتعامل مع الإنتاج الراهن بصفته منعطفا في تاريخ الكتابة الطويل. من هذه الوجهة للنظر يكون الانتقال الحالي للأدب، من طور الكتابة إلى الرقم، شبيها على نحو ما بالانتقال الذي عرفه الأدب نفسه من حقبة المشافهة إلى الكتابة. وبذلك يصير ممكنا تصنيف الكتابة الأدبية إلى ثلاثة أقسام: «أدب شفهي»، «أدب كتابي»، «أدب رقمي».
المنظور الثاني: التعامل مع الكتابة الرقمية باعتبارها شأنا مستقلا كليا عن الإبداع الأدبي الذي اعتدنا على كتابته وتلقيه في السند الورقي، بمعنى أنها تؤسس قطيعة مع فن القول المنحدر من الثقافتين الشفهية والكتابية. ومن ثمة ضرورة اجتهاد النقد في إيجاد مصطلحات لا ترتبط بالضرورة بالميراث النقدي الورقي، وهو ما يلاحظ لدى بعض كبار نقاد الإنتاج الأدبي الرقمي عندما يتحاشون الحديث عن رواية، فيتكلمون عن «النص المتشعب التخييلي» وعن «الشعر الرقمي» أو يجهرون بوجود قطيعة أو يتكلمون عن نهاية الأدب أو تبدله أو يتحدثون عن «الأدب المعلوماتي»:
«في هذه الأمكنة الطليعية، ثمة وعي جذري يتحقق: “لم يعد الأدب إطلاقا هو الأدب”. تحققت قطيعة. ما كان يُعرف من قبل بالـ “أدب” ينحو الآن إلى شرعنة أشكال جديدة للإبداع تجريبية “إلكترونية”، يبقى من الضروري تحديد وضعها الاعتباري»(31).
د) الآراء التنظيرية للرواية الرقمية تستحق كل التنويه، بالنظر لدعوتها للانخراط، على الواجهة الأدبية، في طوفان لن يذر أحدا. فالتغيير على هذا الصعيد بات من المسلمات، والمسألة مسألة وقت لا غير؛ تعليم القرن الواحد والعشرين سيعتمد بالضرورة التقنيات الجديدة للإعلام والتواصل، وتوظيف النص المتشعب في حقل التعليم ذاته بدأ منذ مدة في عدد من الأقطار، ووراءه تكمن تصورات جديدة للتربية تجعل من هذه العملية الحيوية مسارا يراعي خصوصية وتفرد كل متعلم داخل جماعة المتعلمين ويركز على تعليم التعلم أكثر مما يركز على تلقين معارف باتت في متناول الجميع. ومعنى هذا أن نهاية الخطية، في الكتابة والقراءة، أمر لا مفر منه. ومن رحم المؤسسات التعليمية سيخرج «أدباء» الغد وكتابه الذين لن يكونوا مخضرمين مثلنا(32).
و) الاعتراض على الرواية الرقمية انطلاقا من منجزها الراهن، استنادا إلى عدم إدخالها القراء في متاهة من الروابط التشعبية، يُحيلُ إلى مجموعة من الأسئلة التي صادفتها مجالات إبداعية أخرى في عالمنا العربي، مثل: هل نطلب من الرواية، باعتبارها فنا جديدا، أن ترصد الواقع ومعاناة الناس، وتستهدف الشريحة الأوسع من القراء و«تؤرخ» للتغييرات الراهنة، في سياق تبلغ فيه الأمية أعلى النسب في العالم، أم نطالبها باللهاث وراء تجريب أشكال جديدة على الدوام احتذاء بالتجارب الغربية التي تجذر فيها هذا الجنس منذ وقت طويل؟ هل نطلب من الفنان التشكيلي أن يرسم لوحات تشخيصية أم نطالبه بالتركيز على التجريد؟ بلغة هذا الفن، كل شيء مع رواية الواقعية يتم كما لو أنه فيما اختارت لنفسها منحى التشخيص، مراعاة لمستوى المتلقين وحرصا على التواصل معهم، يأتي البعض ويحاسبها على عدم سلوك درب التجريد.

محمد أسليـم

(القسم الثاني من مداخلة ألقيت في الندوة الدولية الأولى للثقافة العربية الرقمية، ة»، طرابلس، 4-6 مارس 2007)
———————-
هوامــش
(1) أحمد عيساوي : «اتحاد كتاب الأنترنت العرب يكرس وصاية المشرق على المغرب ويصنع كتابا أشباحا»، منتدى ميدوزا:
http://www.midouza.net/vb/showthread.php?t=1326&page=2
(2) يمكن تحميل نصه كاملا انطلاقا من موقع اتحاد كتاب الأنترنت العرب:
http://www.arab-ewriters.com/library/3088886520051010153809.doc
(3) الكتاب صدر في الأصل باللغة الأنجليزية، تحت عنوان: The End of Work، وترجم إلى لغات عديدة، وآخر طبعة فرنسية له:
– Jeremy RIFKIN, La fin du travail, préface de Alain CAILLE, Michel ROCARD, traduit de l’américain par Pierre ROUVE, ed. la Découverte, Coll. La Découverte Poche / Essais, (n°34), 1996 (532p.).
(4) يمكن الاطلاع على نصع كاملا في موقع شعبة الوسائط التشعبية بباريس الثامنة بالعنوان:
http://hypermedia.univ-paris8.fr/pierre/virtuel/virt10.htm
(5) د. محمد سناجلة، رواية الواقعية الرقمية. تنظير نقدي، مصدر سابق.
[6] نفسـه.
(7) نفسـه.
(8) نفســه
(9) د. محمد سناجلة، رواية الواقعية الرقمية. تنظير نقدي، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة الأولى، 2005 (98ص.).
(10) Christian Allègre, »Textes, corpus littéraires et nouveaux médias électroniques: quelques notes pour une histoire élargie de la littérature«, in: Etudes françaises, Internet et littérature : nouveaux espaces d’écriture?, Volume 36, numéro 2 (2000) :
http://www.erudit.org/revue/etudfr/2000/v36/n2/005252ar.pdf
(11) راجع :
– د. سعيد الوكيل: «لأن النوايا الطيبة لا تكفي لصنع نوع أدبي جديد: خرافة الواقعية الإلكترونية! ». صدر في أسبوعية «أخبار الأدب، يوم 30 اكتوبر 2005، ويمكن قراءة نصه كاملا انطلاقا من العنوان:
http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/642/0800.htm
– د. محمد سناجلة: «عن التفاعلي والترابطي والرقمي والواقعي الرقمي»، ميدي إيست أونلاين، بتاريخ 12/12/2005:
http://www.meo.tv/?id=35082
– د. عبير سلامة « ظهيرة مايكل جويس وشروق شمس أرلانو»، موقع ميدي سات أونلاين، بتاريخ 21/12/2005:
http://www.middle-east-online.com/?id=35239
(12) ثار هذا النقاش بمناسبة تنظيم أمسية شعرية رقمية عبر الفضاء الرقمي، بتعاون بين بيت الشعر التونسي واتحاد كتاب الانترنت العرب، مساء الخميس 19/10/2006 الساعة السابعة بتوقيت غرينيتش، ويمكن الاطلاع عليه في منتدى الاتحاد انطلاقا من العنوان:
http://forums.arab-ewriters.net/viewtopic.php?t=317
(13) د. سعيد الوكيل، «لأن النوايا الطيبة لا تكفي لصنع نوع أدبي جديد: خرافة الواقعية الإلكترونية! ». صدر في أسبوعية أخبار الأدب، عدد 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2005، ويمكن قراءة نصه كاملا انطلاقا من العنوان:
http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/642/0800.html
(14) يتعلق الأمر بـ:
– Madeleine et Georges de Scudéry, Artamène ou le Grand Cyrus
وهي رواية تقع في 000 13 صفحة، نشرتها جامعة نيوشاتيل كاملة بصيغ عديدة للقراءة في الموقع:
http://www.artamene.org/
(15) المقال صدر في مجلة «جذور» بالعنوان نفسه، يوم الخميس 21 ديسمبر 2006:
http://www.jozoor.net/main/modules.php?name=News&file=article&sid=513
(16) Alain Vuillemin : «De la poésie électronique aux romans interactifs»
http://www.epi.asso.fr/revue/94/b94p051.htm
(17) نفسـه.
(18) Jean Pierre Balpe, «Pour une littérature informatique : Un manifeste…», in Hermeneia :
http://www.uoc.edu/in3/hermeneia/sala_de_lectura/balpe_pour_une_litterature_informatiqu.htm
(19) William Winder (Université de Colombie britannique (Vancouver, Canada), «Le robot-poète:littérature et critique dans l’ère électronique» :
http://www.uottawa.ca/academic/arts/astrolabe/articles/art0033/Robot-poete1.htm
(20) راجع الجزء الثاني من المقال نفسه انطلاقا من العنوان:
http://www.uottawa.ca/academic/arts/astrolabe/articles/art0033/Robot-poete2.htm
(21) يراجع في هذا الصدد مقالا هاما للمشرف على عملية إنتاج القرص المدمج، بالعنوان نفسه:
– Berbard Magné, «Machines à écrire», Etudes françaises, v. 36, n° 2, 2000, pp. 119-128.
ويمكن تصفحه في الشبكة انطلاقا من العنوان:
http://www.erudit.org/revue/etudfr/2000/v36/n2/005258ar.pdf
(22) حسن سليمان : « محمد سناجلة والكتابة الرقمية وتغييب مفهوم الأدب»، مرجع سابق.
(23) نفسـه.
(24) د. فاطمة البريكي: « الرواية التفاعلية ورواية الواقعية الرقمية. ظلال الواحد لمحمد سناجلة أول رواية تفاعلية في الوطن العربي »، موقع ميدل إيست أنلالين، 03 يونيو 2005:
http://www.meo.tv/?id=31231
(25) موقع الشعبة موجود في الشبكة، وفيه بحوث عديدة قيمة، بل وأعمال إبداعية أدبية وتوظف تقنيات الحاسوب:
http://hypermedia.univ-paris8.fr/
(26) الصفحة الرئيسية للموقع :
http://www.ciren.org/ciren/leciren/index.html
(27) نفسـه.
(28) نفسـه.
(29) أحمد فضل شبلول: «صقيع: تجربة إبداعية رقمية جديدة لـ محمد سناجلة»، ميدل إيست أنلالين، 14 اكتوبر 2006:
http://meo.tv/technology/?id=41815
(30) Alain Vuillemin, «Littérature et informatique : de la poésie aux romans électroniques», op.cit.
(31) نفسـه.
(32) هناك العديد من المواقع والدراسات المخصصة للتطبيقات التربوية للنص التشعبي في المدارس الابتدائية والثانية (الأجنبية) التي تمضي من استهداف تقوية مهارات القراءة والفهم والكتابة إلى كتابة نصوص تخييلية جماعية. من هذه العناوين على سبيل المثال:
– Jean-Claude Lasserre, «En quoi la Technologie de l’Hypertexte peut-elle éclairer l’acte de lire ? D’un écrit fictionnel écrit par les enfants vers un écrit scientifique.» Compte-rendu d’un travail mené avec la classe de CM1-CM2 de l’école de Saramon dans le Gers» :
http://www.crdp-toulouse.fr/cddp-32/html/pedagogie/innovations/experiences-locales/saramon.htm
– Chantal BERTAGNA, «”APPROCHES” UN HYPERTEXTE DE LETTRES. Des exemples d’utilisation en collège» :
http://www.epi.asso.fr/revue/82/b82p109.htm
– رواية تفاعلية من كتابة تلاميذ إعدادية Anatole Françe:
http://www2.ac-lille.fr/afrance-sinlenoble/Yves2004/roman interactif.htm

الكاتب: محمد أسليـم بتاريخ: الثلاثاء 04-09-2012 09:07

الاخبار العاجلة