م. أسليـم: الرقمية ومستقبل الثقافة العربية

1٬345 views مشاهدة
م. أسليـم: الرقمية ومستقبل الثقافة العربية

تمهيــد

تجتاز المجتمعات المعاصرة تحولات عميقة جدا هي مؤشرات انتقال فعلي إلى حضارة جديدة ذات أسامي عديدة، لا تمثل اللحظة الحالية سوى مقدمة لها. الكلمات المفاتيح لهذا التحول كثيرة، أبرزها: «العولمة»، «الثورة الرقمية»، «عصر النفاذ l’accès»، «الثورة الصناعية الثالثة»، «عصر ما بعد الصناعة»، «عصر ما بعد الحداثة»، «مجتمع الإعلام»، «مجتمع المعرفة»، الخ. ولوسم جذرية التغيير/القطيعة، يتردد حاليا أكثر من اسم لنعت الإنسان نفسه المرتقب انبثاقه. من ذلك: «الإنسان الرقمي»، «ما بعد الإنسان»، «السيبورغ cyborg». وحيث كل نهاية تستدعي تسمية، فإن كلمتي «موت» و«نهاية» تترددان حاليا في أكثر من قطاع: «موت المؤلف»، «موت المثقف»، «نهاية التاريخ»، «نهاية الإيديولوجيا»، «نهاية العمل المأجور»، ««نهاية الدولة»، «نهاية الورَق»، «نهاية اليقين»، الخ.
وإذا كان ليس بإمكان أي كان أن يتبأ بالملامح «النهائية» التي سيأخذها هذا التحول، فالواقع الذي يتعذر إنكاره في الوقت الراهن هو السرعة التي يجري بها التحول مما يجعله اليقين الوحيد الذي يمكن الركون إليه لدرجة أن عالما مثل جويل روزناي يتحدث عن الدخول الوشيك لحضارتنا إلى إبدال السرعة[1].
موضوع هذه المساهمة مُساءلة مستقبل الثقافة العربية في ضوء هذه التحولات، لاسيما ما يتعلق فيها بالهوية والثقافة اليوم، جراء الانتقال من الحداثة إلى ما بعدها (من الرأسمالية الصناعية إلى الرأسمالية الثقافية)، من جهة، ومن هيمنة سند الكتاب إلى ظهور وسيط الرقم متمثلا أساسا في الحاسوب وشبكة الأنترنت، من جهة أخرى.

1.الثقافة والهوية: إبدالات جديدة
شكل «الرابط الاجتماعي»، باعتباره ما يجمع الأفراد ضمن جماعات تتصف كل واحدة منها بالتجانس، بوصفها وحدات مغلقة، لكن أيضا بالتمايز في صلاتها بغيرها من الجماعات، مما يتيح الحديث عن «بيئات ثقافية»، شكَّل مبحثا هاما لمعظم الدراسات الاجتماعية والأنثروبولوجية للقرن العشرين. وحصيلة تلك البحوث أن الرابط الاجتماعي يتأسس على طقوس العبور وعلاقات القرابة (قواعد الزواج) والأصل العرقي والجنس والدين والجغرافيا. في المقابل، تجمع أكثر من دراسة على أن الرابط الاجتماعي يعرف حاليا تحولا أبرزُ سماته أنه صار:
أ) يُنسج بعناصر أخرى تتمثل في وجود اهتمامات مشتركة (مال، ذوق، انشغال معين)؛
ب) لحظيا، حيث توارت التواريخ الفردية الخطية لفائدة الحكايات الإنسانية، داخل علاقات تُقلص الزمان إلى مكان، حيث صار ما يهيمن هو هذا الـ «حاضر الذي أعيشه مع أفراد آخرين في مكان محدد»[2].
ج) متعددا، إذ أصبح الفرد قادرا على الانسلاخ من جماعته المحلية ليتجه رأسا إلى الجماعة الكونية ويختار ضمنها مجموعة/مجموعات للانتماء[3]، مما أفضى بالبعض إلى الحديث عن «عودة القبلية» أو «القبلية الجديدة»[4]، وعن «تشذر» للهوية، وعن «تسكع» لها، بل وحتى عن تعدد للأنا وتشظيها، وهو ما يستدعي من علم كــ«التحليل النفسي» مراجعة تصنيفاته التي تدرج مثل هذه الظواهر ضمن فئة أمراض الذهان (انفصام الشخصية)[5]؛
د) قابلا للمتاجرة، إذ « لم يعد منطق النفاذ يخضع بتاتا للمعايير التقليدية، وهي طقوس وعلاقات القرابة والأصل العرقي والدين أو الجنس، بل [صار] يخضع أساسا لمعيار حقيبة النقود»[6].
هـ) افتراضيا لا ماديا، وذلك بفعل حركة الفَرْضَنَة virtualisation الواسعة التي تجتاح كافة قطاعات الحياة، جرَّاء الثورة الرقمية، متمثلة في النقل الحرفي للعالم الواقعي وأنشطته إلى العالم الافتراضي (جسم الإنسان، المكتبات، الشغل، الاقتصاد، الخ.)[7]. بتعبير آخر: «أنا متصل إذن أنا موجود. هذه هي العملة الجديدة لنوع جديد من الإنسان لم يعد الأساسي عنده هو الاستقلال الشخصي، بل تعددية من العلاقات التي تضفي مزيدا من التشويش على الحدود بيني وبين الآخرين»[8].
في حالتنا نحن العرب، داخل عالم تحطمت فيه حدود الزمان والمكان، وأزيلت فيه حواجز اللغة، عبر الترجمة الآلية التي تتيح فهم نسبة هامة من نص لغة يجهلها القارئ، وتيسرت فيه للفرد سبلُ الاتجاه رأسا إلى المجموعة الكونية بدل البقاء ضمن الجماعة الأصل، كيف يمكن الحفاظ على هوية للثقافة العربية؟ هل يجب اعتبار هذا التحول عنصرا يهدد بالتلاشي، ومن ثمة ضرورة الاحتراز منه ومقاومته أم يتعين النظر إليه، على العكس، بوصفه عاملا للإثراء وبالتالي ضرورة الابتهاج له والاستفادة منه لتطوير القواسم المشتركة بين المجتمعات العربية، من جهة، وبين الثقافة العربية عامة وباقي الثقافات البشرية من جهة ثانية؟

2. ثقافة السوق وثقافة المعرفـة
تعتبر الثورة الرقمية العمود الفقري والمحرك الأساسي للتحولات الجارية أمام أعيننا اليوم[9]، والثقافة هي الحقل الأكثر استهدافا وتجلية لتلك التغييرات لدرجة أن عالما مثل جريمي ريفكن جعل مما يُسميه بـ «الانتقال من الرأسمالية الصناعية إلى الرأسمالية الثقافية» أطروحة مركزية لكتابه «عصر الفرص: الثقافة الجديدة للرأسمالية حيث الحياة تجربة مكلفة»[10]، ومفادها أنه «بتحكم احترافيي قطاع الماركتينغ في تقنيات الإعلام والاتصال آل إليهم لعب الدور الذي كانت تضطلع به في الماضي المؤسسات التعليمية والدينية ومنظمات تبادل المساعدة والجمعيات المدينة والجمعوية في تفسير وإيصال وصياغة أشكال تعبير ثقافية والحفاظ على الفئات الكبرى لثقافتنا»[11].
كسائر فترات التحولات الكبرى لا يتم التغيير الجاري بدون مقاومة. على الصعيد الثقافي «ثمة اليوم صراع كبير بين الثقافة والسوق على مستوى القيم: ففيما ترى الثقافة وجوب أن تكون هذه القيم جوهرانية substantiviste ترى السوق ضرورة أن تكون القيم نفسها استعمالية».
بعيدا عن إطلاق أي حكم قيمة حول هذا التحول، ثمة مؤشرات عديدة لبداية انخراط فعلي للعالم العربي في الإبدال الثقافي الجديد، من أبرزها:
– انتشار ظاهرة الخصخصة (الخوصصة)، وما يترتب عنها من تخل للدولة عن مجموعة من وظائفها الحيوية؛
– الالتزام بتطبيق إعلان الألفية للأمم المتحدة الصادر عام 2000، والذي يجعل من أهداف الألفية الحالية للتنمية «وضعُ التكنولوجيات الجديدة، وتكنولوجيات الإعلام والتواصل بالخصوص، في متناول الجميع»[12]؛
– تبني التدريس بالمجزوءات وبيداغوجيا الكفايات المنحدرة من عالم المقاولة؛
– ظهور فاعلين جدد في قطاع التربية والتعليم، هم عبارة عن شركات صناعية كبرى مثل أنتل Intel، بمبادرتها التعليمية التي توغلت في حوالي 30 دولة ضمنها بلدان المشرق والمغرب العربيين[13]؛
– عمل الدول العربية على كهربة مجموع مناطقها الآهلة ووصلها بشبكة الأنترنت في حدود عام 2015[14].
هذه المعطيات تُظهر أن الثقافة العربية على عتبة إبدال جديد، قوامه الرقم والسوق، يبدو أنه من الإكراه بحيث لم تسلم منه حتى دُوَل ما كان يُعرف بالمعسكر الشرقي التي تأسست على قيم وتطلعات إنسانية صارت تُدرج اليوم ضمن «الطوباويات». أيتعين الانخراط في عملية التغيير الراهنة التي تكتسي طابع الإكراه، لعوامل سياسية واقتصادية، داخلية وخارجية، مع ما تقضيه من إعادة تحديد لوظائف الثقافة ومهامها وأدوات اشتغالها، وما يطرحه ذلك من خيارات جذرية أم يجب التمسك بالتصور الحالي للثقافة، التشبث بالوسائط التقليدية، ومن ثمة التصدي للتغييرات الجارية؟

3. وراء التحولات الجارية وسيطٌ هو المطبعة وجهازٌ هو الآلة البخارية
لفهم التحولات الجارية، نقترح الرجوع إلى حدثين هامين في التاريخ الحديث، هما اختراع المطبعة وابتكار الآلة البخارية، لأنهما شكلا الجسر الحاسم للانتقال من العصر الوسيط إلى العالم الحديث، في الغرب على الأقل.

1.3. أوروبا والمطبعة
كان لاختراع المطبعة (1468م) أثر كبير في أوروبا على أصعدة التعليم والتعلم والقراءة والكتابة وإنتاج المعارف وتداولها، حيث أدى انخفاض كلفة تصنيع الكتاب مقارنة بإنتاج المخطوط بتقنيات الوراقة إلى إنتاج أعداد كبيرة من المؤلف الواحد، وبنسخ متطابقة كليا، كما أفضى الابتكار الجديد إلى ظهور ما يسمى بالقراءة الموسَّعة Lecture extensive التي تنكب على مطالعة عدد كبير من الكتب بفعل وفرتها، مقابلا للقراءة المكثفة Lecture intensive التي تقتصَر على قراءة عدد محدود جدا من المؤلفات بسبب ندرة الكتاب، مما أدى إلى انتشار الفكر النقدي الذي سيتبلور في حركة الأنوار خاصة، ناهيك عن تطور وازدهار أجناس أدبية جديدة وفي مقدمتها الرواية[15].
بالموازاة مع ذلك، أدى اختراع الآلة البخارية (1769 م) إلى تقليص للإحساس بالزمان والمكان، عبر القدرة على التنقل في وقت وجيز داخل مساحات شاسعة، تقليصٌ ستوصله الثورة الرقمية إلى الذروة حيث انعدم في الوقت الراهن الفرق بين المقولتين. كما سيترتب عن الاختراع نفسه ظهور عملية تواصل واسعة بين الأفراد والمجتمعات شكلت بذورا لما يُسمى اليوم بـ «العولمة» ونقطة انطلاق لما يُسميه البعض الآن بـ «الانفجار التواصلي غير المسبوق»[16].

2.3. العالم العربي والمطبعة
رغم أن طبعة أول كتاب باللغة العربية تعود إلى نهاية القرن XVم[17]، ورغم المساعي الحثيثة لإدخال الاختراع الجديد إلى العالم العربي عبر أكثر من دولة أوروبية وعلى يد الآباء اليسوعيين اللبنانيين بالخصوص، فإن التحاق لغة الضاد الفعلي بفلك جتنبرغ تأخر لأسباب دينية إلى غاية القرن التاسع عشر.
هل يمكن إرجاع أسباب تخلف العالم العربي إلى هذا التأخير؟ للوهلة الأولى، يبدو أن الأمر كذلك، نظرا للتفاوت الهائل بين البلدان العربية ونظيرتها الغربية التي عرفت الوسيط الجديد في وقت مبكر، على أصعدة الكتابة والقراءة وإنتاج المعارف والعلوم والآداب. ولكن اختراع المطبعة في أوروبا جاء في سياق نهضة كانت قد انطلقت منذ القرن XIIم، بمعنى أن الابتكار الجديد جاء ليحل مشكلة تزايد الطلب على نسخ المؤلفات، جاء لتلبية لحاجة متزايدة للقراءة كانت موجودة سلفا ولم يكن أصلا في توليد تلك الحاجة وازدياد عدد القراء، هذا من جهة.
من جهة أخرى، ثمة تقارير تصدر بين الفينة والأخرى تقدم صورة قاتمة عن وضعية القراءة والكتابة في العالم العربي أشهرها التقرير السنوي الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية برسم سنة 2008، وَردَ فيه أن نسبة التأليف في العالم العربي لا تتجاوز ثلاثة كتب لكل مليون عربي، وتداولته مواقع ومنتديات عربية عديدة بشبكة الأنترنت، تحت عنوان: «ثلاثة كتب لكل مليون عربي. يا لهول الفاجعة!». هذا النوع من التقارير يحتاج إلى تنسيب لأسباب أربعة على الأقل:
الأول: ارتكازه على المطبوعات الورقية في وقت تتيح فيه الشبكة لعدد كبير من الكتاب الذين تقصيهم مصافي النشر التقليدي – عدلا أو ظلما – أن ينشروا كتاباتهم في كافة منابر النشر الإلكتروني (مواقع شخصية، مدونات، مجلات وصحف إلكترونية، منتديات)؛
الثاني: عدم اعتبار كون الرقمية بصدد إلحاق تغيير جذري بمفهوم الكتاب نفسه، حيث لم يعد ذلك هو ذلك النص الخطي المدون في جسم مادي محصور بين دفتين، ذي سُمك وطول وعرض، قابل للحمل والنقل، وإنما صار شيئا مُجرَّدا مُفككا رحالا بين الجهات الأربع للكوكب. بتعبير آخر، الرقمية بصدد تفكيك الكتاب نفسه[18]؛
الثالث: العدد الهائل للمنتديات العربية. فالبحث عن كلمة «منتديت عربية» في محرك قوقل يعطي 9 030 000 نتيجة إذا استثنينا منها المنتديات التقنية كانت الحصيلة بالتأكيد مئات آلاف المنتديات التي تحتضن ساحات للثقافة والفكر والفن والإبداع فيها كم كبير من الكتابات القابلة للصدور في كتب.
الرابع: وجود مئات، بل ربما آلاف العناوين، من الكتب العربية التراثية والمعاصرة، على السواء، التي يُرقمنها جيش من المتطوعين العرب المجهولين ويضعها رهن التنزيل والقراءة المجانيين. إذا كانت هذه العملية تقتضي الإدانة، لأنها تتطاول على حقوق المؤلفين والناشرين الورقيين الأصليين لتلك الأعمال، فإنها تعكس في الوقت نفسه رغبة كبيرة لدى القراء العرب في الوصول إلى الكتب، ولكنهم في غياب الإمكانيات المادية لاقتنائها و/أو بسبب العوائق التي تمنع انتشار الكتاب في العالم العربي، يلجؤون إلى ذلك. هذا أمر لا تحتسبه التقارير القاتمة حول وضعية القراءة في العالم العربي، علما بأن اعتبار أعداد تنزيل هذا النوع من الكتب من شأنه أن يقلب المعطيات في هذا الباب رأسا على عقب؛
مهما يكن من أمر، فواقع القراءة والكتابة في العالم العربي قبل المطبعة ليس هو واقعهما بعدها بالتأكيد، بدليل اتساع قاعدة القراء والكتاب وظهور أجناس خطابية جديدة، كالمقالة والقصة والرواية، ووسائط جديدة كالصحف والمجلات والدوريات، فضلا عن إحياء التراث العربي الإسلامي عبر إعادة طبع آلاف المخطوطات في كافة المجالات المعرفية، ما يتيح استنتاج أن تحقيق قاعدة قراء أوسع وعدد كتاب أكبر ومحو نهائي للأمية في هذا السياق يبقى مسألة وقت لا غير.

4. الرقمية وانطلاق تحولات جديدة
ولكن بانطلاق الثورة الرقمية سنة 1971، مع انتشار استعمال الحواسيب الشخصية وإطلاق شبكة الأنترنت بحوالي عقدين بعد ذلك، تعالت أصوات إجراء مراسيم الوداع الرسمي لزمن جتنبرغ[19]، لتجد ورشة المطبعة في العالم العربي نفسها مرغمة على الدخول في العد العكسي نحو التوقف إذا صدقت أطروحة نهاية الورق في العقد الثاني من القرن الحالي، على غرار الأوراش الأخرى (الحداثة، الدولة، العمل المأجور، الخ.)، ومن ثمة ضرورة مواجهة السؤال: هل يجب إغلاق ورشة الكتاب الورقي والالتحاق فورا بالرقم في ما يُشبه الطفرة أم يجب السير بسرعتين والعمل في واجهتين: صعيد الرقم وقطاع الورق على نحو ما يتم في قطاعات أخرى عبر التشبث بالتقليد والحداثة في آن؟
باعتبار الرقمية تقنية لتسجيل المعلومات وتخزينها ونشرها عبر نظام للتشفير يُحوِّلُ سائر الوثائق (خطية، مصورة، صوتية) إلى ملفات مجردة، غير مادية، باللغة الثنائية (0،1)، ويقوم بهذا التشفير وسيط الحاسوب الذي يُشكل أداة للقراءة والكتابة، واستقبال سائر أنواع المعلومات (كتابة، صوت، صورة) وبثها، بكلفة منخفضة جدا، خارج إكراهي الزمان والمكان، وتخزين كميات هائلة من البيانات في مساحة صغيرة… باعتبار الرقمية كذلك، فهي تتيح إنجاز أضعاف ما تقوم به المطبعة بما يجعل المقارنة بين الوسيطين غير مُجدية. وهو ما يسَّر فتح ورشتين ضخمتين في العالم العربي:
أ‌) رقمنة التراث بمعناه التقليدي ممثلا بآلاف كتب التراث العربي الإسلامي ومخطوطاته من لدن مواقع إسلامية، مثل ملتقى أهل الحديث، وشبكة islamport، والموسوعة الشاملة التي تتضمن 6688 كتابا[20]، والجامع الكبير للتراث العربي وغيرها؛
ب‌) رقمنة التراث بمعناه الحديث متجسدا في عدد كبير من المواقع الشخصية والمدونات والمجلات والصحف الإلكترونية والتجمعات الثقافية والفكرية والأدبية والبوابات ومواقع فنية لعرض أشرطة ومحاضرات وملفات فيديو وموسيقى وخزانات رقمية، ناهيك عن المنتديات التي تعد بمئات الآلاف وتتكاثر مثل الفطر.
هذا الوضع صحي بالتأكيد، لأنه يختصر المسافة والمجهود، لكنه إشكاليٌّ في الوقت نفسه لأنه يُدخل الثقافة العربية – على غرار سائر الثقافات بما فيها التي استفادت خمسة قرون من إنجازات المطبعة – في إبدال جديد أبرز من معالمه:
– تعطيل آليات عمل الثقافة والمثقف، على نحو ما عُهد حتى الآن، داخل المجتمع؛
– حدوث شرخ/انشطار في جسد الثقافة حيث بات من الآن فصاعدا بالإمكان التمييز بين ثقافة ومثقفين رقميين وثقافة ومثقفين ورقيين[21]؛
– احتمال اختفاء معايير الثقافة المؤسسة على تقاليد الكتاب، ونهاية المثقف الورقي معه ابتداء من العقد الثاني من القرن الحالي[22]؛
– غياب ما يسمى بـ «المصفاة» أو «مصداقية المعلومة»، حيث صار بإمكان أي كان أن ينشر، وبمنتهى السهولة، ما شاء مقدما إياه تحت أي من أجناس الخطاب وبالصفة التي يشاء[23]؛
– اختفاء المركز، حيث كل موقع في الشبكة هو مركز وهامش في آن واحد[24]؛
– مراجعة الوضع الاعتباري للمؤلف وفقدانه سلطته الرمزية، وتلاشي الحدود بين الكاتب والقارئ، حيث صار القارئ مؤلف ما يقرأ، عبر تعدد الروابط التشعبية وحرية اختيارها، ما لم يشارك المؤلفَ فعليا هذا النشاط في الكتابات التفاعلية؛
– حدوث ما يُسميه البعض بـ «نزيف في الخطاب»، حيث بات ما يُكتب في الشبكة اليوم أكثر مما يُقرأ[25].
– تعذر جدوى الطرق التقليدية للقراءة أمام الكم الهائل للنصوص والأعمال المتاحة للقراءة في شبكة الأنترنت؛
– تشكيل الرقمية لتهديد حقيقي على الأدب جراء تجريدها النص من سنده المادي وقدرة الحاسوب، عبر البرمجة، على إنتاج عدد هائل من الأعمال في كافة الأجناس الأدبية[26].

5. الرقمية ومستقبل الثقافة العربية
مما سبق يُستخلص أن أي محاولة للإحاطة بالثقافة العربية والتحكم في مصيرها ووجهتها، في غمرة التحولات الراهنة، تبقى متعذرة بالنظر لحشود المتدخلين في هذه الثقافة والمعبرين – حقا أو زعما – عن لسان حالها، وتشعب أماكن إقامتها بما يتجاوز قدرة العقل البشري على الإلمام به في الوقت الراهن على الأقل. وهي في هذا لا تشكل استثناء، إذ بانتقال المعرفة من رفوف المكتبات الواقعية إلى العالم الافتراضي والعودة اللولبية للثقافة البشرية إلى المشافهة البدائية أفلتت هذه المعرفة نهائيا من الإحاطة[27].
هل ينبغي التشاؤم من هذا الوضع؟ أيجب التشبث بمكونات الثقافة والهوية من منظور الثبات والتمايز، من المنظور الجوهراني، وما يقتضيه ذلك من مواقف تمضي من الحوار إلى المواجهة[28]، أم يتعين التمسك بالمكونين نفسيهما من منظور الحيوية والتغيير اعتبارا إلى أن الثقافة كانت أخذا وعطاء وتطورا على الدوام؟
يرى الفيلسوف بيير ليفي أن العالم الافتراضي إنما هو تجسيد لما يسميه بـ «الذكاء الجمعي» وأن جذور هذا الذكاء تمتد إلى الفلسفة العربية الإسلامية ممثلة في الفارابي وابن سينا وأبو البركات البغدادي، إضافة لابن ميمون[29]، حيثُ هجرةُ المعرفة إلى الشبكات وتعذر الإحاطة بها إنما هي تجلّ لما أسماه أولئك الفلاسفة بـ «العقل الفعال». هذا العقل المنفصل والمستقل بوجوده عن الإنسان تأتى له اليومَ عبر وسيط الحاسوب والشبكات الافتراضية أن يشتغلَ ليل نهار كما تأتى لأي فرد أن يتصل به من أي نقطة من الكرة الأرضية ليستفيد منه ويساهم فيه، ليأخذ منه ويضيف إليه[30]. ضمن هذه الرؤية، تكون الثقافة العربية جزءا من الثقافة البشرية في مجموعها، أي جزءا من النبوغ الكوني، ويكون لسلبية عُسر الإحاطة بثقافة لغة الضاد مكافأة قدرةُ أي عربيٍّ على الاتصال بالشبكة، دون قيود ولا حواجز، للاستفادة من الثقافة الكونية وإغنائها في آن. بهذا المعنى لا يمكن إلا تقدير وتثمين أي اتصال عربي بالشبكة، ويكون وجود الثقافة العربية واستمرارها وإشعاعها رهينا بزيادة هذا الحضور وتكثيفه.
في صلة بالنقطة السابقة، على نحو ما، يمكن لمفهوم العبور الثقافي transculturalisme[31] الذي صادف ترحيبا كبيرا في الأوساط الأنثروبولوجية أن يُساعد كثيرا الثقافة والمثقفين العرب على الانتقال من عيش التعدد الهويي (الذي صار شريانا للحياة المعاصرة) باعتباره «ذنبا» لا إراديا مُرتكبا في حق «ثقافة-أمٍّ» أو «هويةٍ خالصة» إلى حياة هذا التعدد نفسه بوصفه أحد مكونات وجود متعدد وعنصر إثراء للثقافة الأصل وثقافات الاحتضان في آن. ففي عصر باتت فيه الهوية عملية ذهاب وإياب متواصلين يتعين على الفرد أن يعيش باعتباره هو، لكن أيضا باعتباره آخر، كما يجب اعتبار كل ذهاب نحو «الآخر» فرصة لإثرائه وإغنائه وكل عودة منه رجوعا محملا بما يُغني «الذات» بمكونات ثقافة ذلك «الآخر».
من ناحية أخرى، بعيدا عن سؤال معرفة ما إذا كانت العولمة إيجابية أم سلبية على الثقافة، وأمام واقع ما تفرضه هذه الظاهرة على الثقافة من وجوب المردودية الاقتصادية، يبدو أنه بات لزاما على الثقافة العربية أن تتجاوز الاقتصار على استهداف المجال العربي إلى الاتجاه نحو مجالات ثقافية أخرى. في هذا الصدد، يتعين استخلاص الكثير من الدروس من السينما الهندية والأمريكية اللاتينية وما يُسمى بأفلام البوليود Bollywood[32]. فالأولى تحتل المرتبة الثانية عالميا بعد السينما الأمريكية وأشرطتها تنتشر في العالم أجمع، والثانية تنشر مسلسلاتها في عشرات الدول بسبب تكيفها مع الأذواق الوطنية لتلك البلدان، والثالثة تصادف نجاحا في البلدان الإسلامية لأنها تحترم المرجعيات الثقافية لهذه البلدان[33].
على صعيد آخر، بوجود اللغة العربية ضمن اللغات العشر الأكثر انتشارا في العالم[34]، وبكونها أداة مشتركة بين سكان هذا المجال الجغرافي الممتد من المحيط إلى الخليج البالغ عددهم حوالي 350 مليون نسمة، فإنها تشكل كنزا ثمينا وضمانة لإشعاع الثقافة العربية في عالم اليوم، ومن ثمة وجوب توحيد الجهود على صعيد وسائط حديثة، كالقنوات التلفزية التي ساهمت في تقليص فوارق الاستعمال اللغوي بين المشرق والمشرق العربيين[35]، كما على صعيد المؤسسات التعليمية والسياسات اللغوية العربية لتجنيب هذا الميراث والمكوِّن الهويي خطر الانقسام إلى لهجات على غرار ما حصل للغة اللاتينية في عصر ليس ببعيد عنا.
أخيرا، أمام الطابع الإكراهي للتحولات الكبرى والسريعة التي يعرفها عالم اليوم، بات من اللازم على مجموع الدول العربية أن تبذل مجهودات أكبر على صعيد التربية والتعليم في أكثر من واجهة وباستثمار سائر الوسائط الحديثة، بحيث تنكب العملية على إخراج الفئات الواسعة التي ظلت محرومة من القراءة والكتابة حتى اليوم من دائرة الأمية التقليدية، وتربية الناشئة على حسن استغلال تقنيات الإعلام والاتصال، وجعل التربية على المواطنة وحب اللغة والثقافة العربيتين من العناصر الأساسية الحاضرة في التعليم بكافة مستوياته.

محمد أسليـم

(ورقة ألقيت في ندوة الثقافة العربية في ظل الوسائط الحديثة، الكويت 10 – 11 مارس 2010، وصدرت في الثقافية العربية في ظل وسائل الاتصال الحديثة، ج 2، كتاب العربي، اكتوبر 2010، صص. 128-140)

———–
هوامــش:
[1] – Joël Guy de Rosney, 2020 : Les Scénarios du futur. Comprendre le monde qui vient, Paris, des Idées et des Hommes, 2007,
يمكن تنزيله انطلاقا من العنوان:
http://www.scenarios2020.com/livre/
[2] Michel Maffesoli, Sur la Post-modernité :
http://www.miviludes.gouv.fr/IMG/pdf/Michel_Maffesoli.pdf
[3] Marc Augé, «Culture et déplacement», Conférence donnée à l’université de tous les savoirs le 16/11/2000 :
http://www.canal-u.tv/themes/sciences_humaines_sociales_de_l_education_et_de_l_information/sciences_de_la_societe/sociologie_demographie_anthropologie/sociologie/culture_et_deplacement.
[4] Michel Maffesoli, Le Temps des tribus Le Livre de Poche, 2000.
[5] Hélène RICHARD, «Psychanalyse et postmodernité : la Psychanalyse en procès ?», Revue québécoise de psychologie, vol. 18, n°1, 1997, pp. 83-102 .
يمكن تصفحه/تنزيله انطلاقا من العنوان:
http://www.rqpsy.qc.ca/ARTICLE/V18/18_1_083.pdf
[6] – Jeremy Rifkin , L’Âge de l’accès. La nouvelle culture du capitalisme, Paris : La Découverte, p.181.
[7] يتناول الفيلسوف بيير ليفي هذا الموضوع بتفصيل في مؤلفه:
– Pierre Lévy, Sur les chemins du virtuel :
http://hypermedia.univ-paris8.fr/pierre/virtuel/virt0.htm
[8] Ibid., p. 270.
[9] على افتراض إمكانية الفصل بين الرقمية والثقافة، اعتبارا إلى أن الرقمية قد لا تكون في نهاية المطاف سوى الوجه الجديد للثقافة في عصر جديد بالنظر لتسلل الرقمية إلى جوهر مجموعة هائلة من الظواهر الثقافية، مما أفضى إلى الحديث عن «فن رقمي»، «سينما رقمية»، «خزانة رقمية»، «أدب رقمي»، «تشكيل رقمي»، «موسيقى رقمية»، «متحف رقمي»، «معرض رقمي»، الخ.
[10] تحت هذا العنوان أصدر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، سنة 2003، الترجمة العربية لكتاب:
– Jeremy Rifkin, The Age Of Acces. The New Culture of Hypercapitalisme, Were All of Live Is A Paid-for Experience, Putnam Publishing Group, 2000.
ونعتمد ترجمته الفرنسية سابقة الذكر
[11] Jeremy Rifkin , L’Âge de l’accès…, op.cit, p.222.
[12] يمكن الاطلاع على نصه انطلاقا من روابط عديدية، منها:
http://www.aidh.org/mill/decl_millen.htm
[13] انظر أحد مواقع المبادرة انطلاقا من العنوان:
http://www.intel.com/cd/corporate/education/emea/ara/213634.htm
علما بأن هيأة الأمم المتحدة في تقريرها حول وضعية التعليم في العالم، الصادر تحت إشراف جاك دولور، سنة 1996، تحت عنوان: L’apprentissage. Un trésor est caché dedans.، كانت أوصت بلعب القطاع الخاص دورا حيويا في تعليم الألفية الثالثة، وبنشر التعليم الافتراضي. يمكن الاطلاع على مقتطفات من هذا التقرير انطلاقا من العنوان:
http://www.unesco.org/delors/delors_f.pdf
[14] على سبيل المثال، الوسط الإليكترونية، العدد : 2548، الجمعة 28 أغسطس 2009م الموافق 12 شوال 1430:
http://www.alwasatnews.com/2548/news/read/306203/1.html
[15] محمد أسليم، «من الدفتر إلى الشاشة. تحولات الكتابة والقراءة»، ورقة أعدت للإلقاء ضمن مائدة مستديرة بالعنوان نفسه بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، دورة 2007.
[16] ينظر، في هذا الصدد، كتاب:
– Philippe Bretron et Serge Proulx, L’Explosion de la communication à l’aube du XXIe siècle, Paris : La Découverte ; Montréal : Boréal, 2002, 400 p
[17] يتعلق الأمر بكتاب:
– Voyage et Pélerinage d’Outre-mer au Saint Sépulcre de la Cité Sainte de Jérusalem fait et composé en latin par Bernard de Breydenbach.
طبع بمدينة مايانس الفرنسية، من لدن دومينيكي يُدعى Martin Roth. انظر:
http://www.typographie.org/gutenberg/orient/orient_0.html
للإشارة، فإن القرآن كان من النصوص الأولى التي استفادت مما يُسمَّى بالتبويب الآلي. يُنظر فقي هذا الصدد:
ALLARD (Michel), ELZIERE (May), GARDIN (Jean Claude), Analyse conceptuelle du Coran sur cartes perforées, Paris : Mouton, (“Ecole pratique des Hautes-Etudes. VIe section. Centre d’analyse documentaire pour l’archéologie (C.N.R.S.)”), 1963, 2 vol. (110, 186 p.). Diagrs, Bibliogra, notes. Comprend : Vol. 1 : Code ; Vol. 2 : Commentaire ; Vol. 3 : Boîte. [430] fiches perforées.علما بأن هذا التبويب يتم عبر «أربع مراحل هي: التثقيب وهو نقل البيانات إلى بطاقة التثقيب. ويتم ذلك بعمل ثقب في موضع معين بالبطاقة. ثم المراجعة 3 أوالتدقيق ، وهي العملية التي فيها تراجع دقة التثقيب. ثم الفرز وهو ترتيب البطاقات في نظام معين. وأخيرا التبويب وهو عد البطاقات أو البيانات الني بها وتجميعها في مجموعات. والتبويب الآلي في تطور مستمر بإدخال عمليات جديدة. ومن هذه العمليات الجديدة طريقة الاستشعار 7، وهي عملية يتم فيها ترجمة علامات قلم الكتابة الموجودة على الوثيقة آليا إلى ثقوب على نفس الوثيقة. وتأثير هذه العملية هو ميكنة العمليتين اليدويتين التثقيب والمراجعة». انظر:
-معجم الديمغرافي متعدد اللغات (العربية 1966 1966):
– http://ar-i.demopaedia.org/wiki/ />[18] لمزيد من التفاصيل حول هذا التفكيك، انظر:
– J.P. Balpe, Ecriture sans manuscrit, brouillon absent:
http://hypermedia.univ-paris8.fr/Jean-Pierre/articles/manuscrit.pdf
[19] تحت هذا العنوان عقدت ندوة دولية بباريس:
“L’adieu à Gutenberg?”.Colloque international au Palais du Luxembourg, salle Clemenceau, 21 janvier 2000.
وبالعنوان نفسه، يمكن الاطلاع على دراسة هامة لجان كليمون انطلاقا من الرابط:
http://www.autosoft.fr/deasic/adieugutenberg-jclement.pdf
[20] يمكن تنزيلها كاملة بالمجان انطلاقا من العنوان:
http://islamport.com/6688.htm
[21] محمد أسليـم، المشهد الثقافي العربي في الأنترنت. قراءة أولية»:
http://aslimnet.free.fr/articles/internet.htm
[22] الرأي لـ Dick Brass مسؤول قطاع النشر بشركة ميكروسوفت، انظر:
– Jean Clément, Le «e-book »,est-il encore un livre?L’expression «livre numérique » a-t-elle un sens? Le livre traditionnel a-t-il encore un avenir ?:
http://www.cndp.fr/archivage/valid/14336/14336-2425-2553.pdf
[23] محمد أسليـم، الرقمية وقضية المصفاة»، ورقة ألقيت ضمن ندوة: «أسئلة الكتابة الرقمية» المنعقدة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، يوم 21 دجنبر 2006.
[24] Pierre Lévy, Essai dur la cyberculture: l’universel sans totalité. Rapport au Conseil de l’Europe, (version provisoire):
http://hypermedia.univ-paris8.fr/pierre/cyberculture/cyberculture.html
[25] Jean Clément, La littérature au risque du numérique :
http://hypermedia.univ-paris8.fr/jean/articles/docnum.pdf
[26] نفسـه.
[27] Pierre Lévy, Essai dur la cyberculture : l’universel sans totalité, op.cit.
[28]من نماذج الموقف الأول د. عبد العزيز التويجري المدير العام لمنظمة الإيسيسكو. انظر كتابه (في الأصل مداخلة قدمت لندوة «الثقافة العربية والثقافات الأخرى»، المهرجان الوطني للتراث والثقافة، الرياض، 1998):
– Abdulaziz Othman Altwajri, La culture arabe et les autres cultures, Publication de l’ISESCO, 1998.
ومن نماذج الموقف الثاني الحركات المناهضة للعولمة وثقافة السوق دون تقديم أي بديل عملي قابل للتطبيق الفوري، والأقليات الثقافية، والحركات الأصولية.
[29] Pierre Lévy, L’intelligence collective, pour une anthropologie du cyperespace, Paris, La Découverte , 1994.
الفصل الخاص بهذا الموضوع (الأصول العربية-الإسلامية للذكاء الجمعي)، متوفر للقراءة انطلاقا من العنوان:
– http://www.archipress.org/levy/aql.htm />[30]نفسـه
[31]المفهوم من صياغة الكاتب والصحفي الفرنسي-الطوغولي-البولوني كلود كروتنزسكي ويعرضه في الكتاب بالعنوان نفسه:
– Claude Grunitzky (dir), Transculturalismes. Essais, récits et entretiens, Grasset, 2008, (210p)
[32] الـ Bollywood: كلمة مركبة من الحرف الأول لمدينة بومباي الهندية، هو b، والمقطع ollywood المأخوذ من اسم هوليود Hollywood.
[33] Barbara Loyer, Culture et mondialisation: enjeux culturels internationaux, Discours prononcé à l’Hôtel de Région Provence-Côte d’Azur :
http://marseille2008.cultureactioneurope.org/discours-1.pdf
[34]ثمة اختلاف في تقدير ترتيب اللغة العربية عالميا ليبقى كونها ضمن اللغات العشر الأوائل هو القاسم المشترك بين كل هذه التخمينات. هكذا فموسوعة Encarta تصنف اللغة العربية في المرتبة الثانية عالميا بـ 420 مليون متكلم، ومجلة Toudu تصنف لغة الصاد في المرتبة السادسة عالميا بـ 175 مليون متكلم…
[35] Barbara Loyer, Culture et mondialisation…, op.cit

الكاتب:محمد أسليـم بتاريخ: الأربعاء 05-09-2012 04:36 صباحا

الاخبار العاجلة