مشروعٍ لاشتغال اتحاد كتاب المغرب في حقل المعلوميات

1٬870 views مشاهدة
minou
مشاريعمقالات
مشروعٍ لاشتغال اتحاد كتاب المغرب في حقل المعلوميات

لم يفت المكتب الحالي لاتحاد كتاب المغرب الوعي بالمد الكبير الذي يشهده حقل المعلوميات والشأن الرقمي عموما، وانعكاسه على مجالي الكتابة الأدبية والنقد الأدبي بصفة عامة. فالنص التشعبي والوسائط التشعبية، سواء نظر إليهما باعتبارهما منهجين لإنتاج المعرفة أو أداتين لنشرها، هما من الاتساع اليوم بحيث ليس من باب المجازفة القول بأن الكثير من عادات القراءة وتحصيل المعرفة التي ظلت راسخة منذ آلاف السنين تشهد في الوقت الراهن تغييرا بطيئا بالتأكيد، لكنه جذري بقدر ما هو حتمي.

وسعيا منه لمواكبة ما يجري في هذا الباب، وضع اتحاد كتاب المغرب برنامجا سيفضي إنجازه لامحالة إلى تبوء هذه المؤسسة مكانة تضعها جنبا إلى جنب مع كبريات المؤسسات الثقافية والجامعية العالمية، من خلال كم ونوع النصوص والدراسات المزمع وضعها على الخط.
يرمي هذا البرنامج إلى العمل في واجهتين:
– الأرشَفة والنشر: وذلك بتخزين جميع المعلومات المتعلقة بالاتحاد وبأعضائه ووضعها رهن إشارة المبحرين في شبكة الأنترنيت، ثم رقمنة جميع منشورات الاتحاد ووضعها رهن إشارة الباحثين والمبدعين، وأخيرا إصدار أقراص مضغوطة تتضمن قائمة من المنشورات أو الأعمال الكاملة لمبدعين وباحثين مغاربة وفنانين تشكيليين أعضاء في الاتحاد.
– الخدمات الإعلامية: وذلك بتحويل شطر من قسم الإعلاميات المزمع إنشاؤه إلى مقاولة تقدم خدمات مؤدى عنها (لأعضاء الاتحاد كما للعموم). والهدف من هذه العائدات تأمين فرص شغل لطاقم من الأفراد صغير ومتكامل، يتألف من كاتبات وتقنيي الصيانة والبرمجة وتصميم المواقع وإنشائها.
لم ينجز من هذا المشروع سوى جزء يسير جدا، هو بناء موقع الاتحاد على شبكة الأنترنيت. وحالما تتوفر الإمكانيات المادية والبشرية، سيتم الشروع في إكمال المجموع الذي يتطلب نفسا طويلا ومدة زمنية تتجاوز عمل مكتب مركزي واحد أو اثنين.
الأرشفة والنشـر

تخزين المعلومات:
قبيل انطلاق أشغال المؤتمر الخامس عشر، تم الإطلاق الرسمي لموقع الاتحاد على شبكة الأنترنيت بالعنوان التالي:

www.unecma.net

وفيه سيمكن لكل مبحر أن يجد معلومات عن نشأة هذه المؤسسة وأعضائها وفهارس عدد لا يستهان به من أعداد مجلة آفاق…

إنه موقع ثابت من حيث العنوان، بمعنى أنه ملك للاتحاد، لكنه مؤقت من حيث التصميم والمعلومات.. إذ لازالت العديد من صفحاته قيد البناء، والنسخة الإلكترونية لدليل أعضاء الاتحاد نسخة مؤقتة سيتم اعتمادها لإنشاء قاعدة بيانات تسهل على المبحرين تصفح صفحات الأعضاء بقدر ما ستسهل على محييني الموقع إدراج صفحات الأعضاء الجدد.
وكما سيلاحظ، فإن أغلب صفحات الدليل تحتاج إلى تحيين، بل إن قسما منها لا يتضمن أي معلومات عن عدد من الأعضاء، والسبب في ذلك يعود إلى عدم استجابة الأغلبية الساحقة من الأعضاء للنداء الذي وجهه المكتب المركزي عبر الصحف الوطنية في هذا الموضوع.
وفي نية الاتحاد أن يشرع في غضون الأشهر القليلة المقبلة في ترجمة هذا الموقع إلى اللغات الفرنسية والإسبانية والأنجليزية، ووضع نسخه جميعا على الخط لتمكين الناطقين بجميع هذه اللغات من الاطلاع على معلومات الاتحاد الواردة في الصفحات الرئيسية للموقع وفي دليل أعضاء الاتحاد، (وهو ما يعني أن حجم الموقع سيتضاعف أربع مرات)، يُترك للمبحر أمر اختيار لغة الإبحار من صفحة الاستقبال الرئيسية التي ستضع أمامه هذه الخيارات.
وسيعمل الاتحاد على تغذية هذا الموقع باستمرار.. بالارتباطات التشعبية لأعضائه كما بالمعلومات المتعلقة بالاتحاد من حيث أنشطته وبلاغاته وبياناته ومنشوراته…
هذا الموقع سيكون من الآن فصاعدا منبرا رئيسيا للاتحاد، حيث يمكن لأي مهتم في أية بقعة من بقاع العالم أن يطلع على معلومات هذه المؤسسة ويتتبع أنشطتها، كما سيشكل أداة تواصل رئيسية بين مكتب الاتحاد وأعضائه، إذ فيه سيجد هؤلاء بلاغات الاتحاد وأخباره ومنشوراته ومواقفه من القضايا الوطنية والدولية… وسيشكل أخيرا أرشيفا حقيقيا وكاملا للاتحاد كما لأعضائه، بحيث ما من معلومة ينشرها الاتحاد في الصحف الوطنية ويفوت القارئ الاطلاع عليها إلا ويجدها في أي وقت شاء موجودة في الموقع…
وسيعمل الاتحاد على توفير هذه المادة في قرص مضغوط CD-Rom، بعيدا عن إكراهات الاتصال بشبكة الأنترنيت، هذه الإكراهات التي تظل مرحلية بدون شك.

1. رقمنة منشورات الاتحاد
تشهد كبريات مكتبات العالم حاليا هجرة متواصلة من عالم الرفوف إلى مجالي الرقم والافتراض )مكتبة غاليسيا مثلا(. وللكتاب الرقمي )أو الافتراضي( ميزتا الطبعة الوحيدة التي لا تنفد أو الطبعات المتوازية )التي لا تنفذ بدورها(. في هذا الإطار، يرمي برنامج الاتحاد إلى رقمنة جميع منشوراته «القديمة»، وتعزيز منشوراته الورقية بمنشورات إلكترونية.

2. أ – رقمنة المنشورات القديمة:
قد يسعى الاتحاد إلى إعادة رقن جميع أعداد مجلة «آفاق» منذ العدد الأول )صدر سنة 1962( إلى العدد الأخير، ما لم يتأت له اختصار المسافة وربح المال والجهد بتحويل الأعداد نفسها إلى ملفات الـ PDF. وفي الحالتين معا سيتم وضع جميع هذه الأعداد في موقع الاتحاد، وبذلك سيتأتى للباحثين في المغرب وخارجه – والقراء عموما – الحصول على ثروة من النصوص الإبداعية والدراسات، ناهيك عن مواقف الاتحاد وبلاغاته بشأن قضايا وطنية ودولية، كما سيتأتى لمؤرخي الأدب والنقد بالمغرب الحصول على مجموع المادة الضرورية لبحث مكانة الاتحاد وإسهامه في هذا الباب.

2. ب – المنشورات الإلكترونية:
يعتزم الاتحاد إحداث قسم للمنشورات الإلكترونية، ينكب عمله على واجهتين: المجلات والكتب.
بخصوص المجلات، يفكر الاتحاد في وضع جميع الأعداد المقبلة لمجلة آفاق بين يدي المبحرين، حالما يتم سحب كل عدد جديد من السوق، وذلك على غرار ما هو معمول به الآن مع بعض المجلات الأدبية والسياسية.. كما سيحيي نشر مجلة )الإشارة(، وسيعززها بمجلات إلكترونية أخرى متخصصة، في الشعر، والقصة، والنقد الأدبي، والترجمة في حقلي الإبداع والنقد الأدبين والعلوم الإنسانية عموما.
بالموازاة مع ذلك، سيتم وضع كل كتاب ورقي يصدره الاتحاد، على الخط، حالما يتم سحبه من المكتبات والأكشاك، وبذلك ستطوى بصفة نهائية صفحة ندرة المخطوطات أو صعوبة الحصول على الطبعات النافدة من هذا الكتاب أو ذاك من مشورات الاتحاد…
سيعمل الاتحاد أيضا على إحداث قسم للكتاب الإلكتروني. وما يميز هذا الأخير عن النوع السابق هو أنه نشره سينحصر في الدائرة الرقمية. وبذلك سيتاح لأكبر عدد من أعضاء الاتحاد الاستفادة من عملية النشر التي يعيقها النشر التقليدي بما يفرضه من إكراهات مالية وزمانية ومكانية…. في هذا الباب، يمكن للاتحاد أن يؤكد، بكل اطمئنان، وبعيدا عن كل زعم أو مزايدة، بأنه سيكون في استطاعته أن ينشر، على الأقل 400 كتاب في السنة، أي بمعدل عنوان لكل عضو من أعضائه، حالما يتوفر له طاقم أو لجنة لقراءة الأعمال وتصحيحها بعد الرقانة. ويمكن للعدد أن يتضاعف إذا ما تكفل الكتاب والمبدعون أنفسهم بعملية الرقانة، وأرسلوا إلى قسم النشر الإلكتروني نسخا من أعمالهم محفوظة في أقراص لينة أو مضغوطة.

ب – إنشاء بنية تحتية / الاستثمار في حقل المعلوميات
مما لا يقبل الجدل اليوم أن حقل المعلوميات صار يشكل أداة أساسية للتنمية، بحيث صارت وفرة الموارد الطبيعية أو المادية في بلد ما لا تضمن لهذه الدولة الرفاهية والتقدم بأي حال من الأحوال ما لم تعزز وتدعم بتوفير معلومات عنها… كما صار معروفا أن عددا من المهن والوظائف المنحدرة من قرون سحيقة ستختفي لصالح مهن أخرى: سيخلق حقل المعلوميات ملايين مناصب شغل جديدة، كما سيحيل على البطالة ملايين من العمال… لكن المؤكد في جميع الأحوال هو أنه مع المعلوميات يكفي ابتكار أفكار للحصول على موارد مالية وربما توفير مناصب شغل جديدة.
في هذا السياق، ترتسم أمام الاتحاد قطاعات ممكنة للاستثمار:

– موقع الاتحاد على شبكة الأنترنيت: على غرار ما هو معمول به في العديد من المواقع التي تجني أرباحا قد تكون طائلة من وراء الخدمات التي تقدمها، يفكر الاتحاد في العمل على هذه الواجهة بما يؤمن لموقع www.unecma.net

الاستمرار في الوجود وتغطية مصاريف الإيواء واسم المجال والتحيينات المستمرة دون حاجة إلى مد اليد إلى صندوق الاتحاد ولا إلى طلب دعم من أية جهة كانت. وذلك عبر وسيلة واحدة – في انتظار التفكير في وسائل أخرى – هي بيع أو كراء les bannières publicitaires إلى أبناك ومؤسسات تجارية وصناعية، لكن أيضا إلى دور النشر. ونفكر في التعاقد مع دور النشر التي نشرت مؤلفات لأعضاء الاتحاد، ولها مواقع على الويب، بموجبه نخلق وصلات من جميع الصفحات التي يرد فيها اسم هذه الدور إلى مواقعها، مقابل مبالغ مالية يتفق عليها بين الطرفين. وبذلك سيتاح للمبحرين داخل موقع الاتحاد ولوج مواقع هذه الدور والاطلاع على منشوراتها، وربما تقديم طلبات اقتناء العناوين التي هم معنيون بها…

– بالحصول على مقر، يمكن إنشاء نادي للأنترنيت ومقهى في آن واحد، مجهز بحواسيب ومتصل بالشبكة، سيكون مكان لقاء للكتاب والعابرين، من مدينة الرباط، وربما جمهور مثقفي العاصمة. وغني عن الإشارة أن لهذا المشروع صبغة المقاولة، بمعنى أنه يتطلب استثمارا، لكن أيضا خلق مناصب شغل، يمكن أن تصل حد طاقمين أحدهما يشتغل في النهار والآخر في الليل، إذا ما تم اختيار صيغة «الخط المتخصص» للاشتراك في شبكة الأنترنيت. في هذا الصدد، يمكن توسيع مجال عمل هذه المقاولة بحيث تشمل صيانة أجهزة الحواسيب وإصلاحها، وبيع لوازم الإعلاميات من أقراص لينة ومضغوطة، الخ، واستنساخ الكتب والبحوث والرسائل، ومسح الصور بجهاز الماسح الضوئي والتصفيف الضوئي للكتب… في هذا المستوى، بقدر ما ستضمن المقاولة موارد للتسيير الذاتي ستساهم في نشر الثقافة الإعلامية…

– مجال بناء المواقع:
يفكر الاتحاد في كراء ملقم بسعة 20 جيغابايت، على الأقل. وفيه سيتم إيواء موقع الاتحاد على شبكة الأنترنيت، بدلا من مكان إيوائه الحالي (وهو amen.fr)، كما سيتم تقديم عروض لأعضاء الاتحاد بإنشاء مواقعهم الخاصة في هذا الملقم، بسعة 50 ميغابايت للموقع، وذلك بثمن يستحيل إيجاد أرخص منه في السوق، الأمر الذي سيتيح لجميع أعضاء الاتحاد بناء مواقعهم داخل مجال الاتحاد أو إيواءها فيه.
كما يمكن للاتحاد أن يفيد أعضاءَه بالخبرة التي ستتجمع له في مجال تصميم المواقع وبنائها. ومن منظور تحويل قسم الإعلاميات بالاتحاد إلى مقاولة – دائما – تمكن هذه المؤسسة من الحصول على مداخيل بقدر ما تتيح لها تأمين مناصب شغل لطاقم دائم، يمكن للاتحاد أن يحول ملقمه هذا إلى مأوى لمواقع الراغبين في ذلك، أفرادا كانوا أو مؤسسات، وذلك بتقديم عروض بأثمنة مدروسة ومعقولة، كما يمكنه أن يبحث عن مداخيل من خلال وضع خبرته في تصور المواقع وبنائها رهن إشارة مجموع الراغبين في الحصول على هذه الخدمة المؤدى عنها.

م. أسليـم

قدمت هذه الورقة للمؤتمر الخامس عشر لاتحاد كتاب المغرب ، الرباط، 9-10 نونبر 2001

الكاتب: محمد أسليـم بتاريخ: السبت 08-09-2012 12:54 صباحا

الاخبار العاجلة