Notice: _load_textdomain_just_in_time تمّ استدعائه بشكل غير صحيح. Translation loading for the amnews domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. من فضلك اطلع على تنقيح الأخطاء في ووردبريس لمزيد من المعلومات. (هذه الرسالة تمّت إضافتها في النسخة 6.7.0.) in /home/aslim/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
مارينا مايستروتي: هل التفرد التكنولوجي طريق إلى ما بعد الإنسان؟ / ترجمة: م. أسليـم – محمد أسليـم

مارينا مايستروتي: هل التفرد التكنولوجي طريق إلى ما بعد الإنسان؟ / ترجمة: م. أسليـم

1062 مشاهدة
مارينا مايستروتي: هل التفرد التكنولوجي طريق إلى ما بعد الإنسان؟ / ترجمة: م. أسليـم

«في غضون ثلاثين عاما سنمتلك التكنولوجيات الضرورية لخلق ذكاءات بشرية خارقة. بعد هذا الحادث بوقت قريب جدا، سيكون العصر الإنساني قد انتهى .»

Vernor Vinge, The Technological Singularity, 1993

يرى بعض المستقبليين أنّ تطور التكنولوجيا سيؤدي حتما إلى لحظة، يُسمونها «التفرد»، انطلاقا منها سيتجاوز الذكاء الاصطناعي القدرات البشرية. في عالم كهذا، ستجد القدرات البشرية نفسها وقد أعيدَ رسمها من لدن تكنولوجيا النانو والعلوم وتكنولوجيات الدماغ. وراء هذا التجديد لـ «مشروع الإنسان» توجد فكرة أن التكنولوجيا تستحق امتلاك وضع اعتباري معادل للطبيعة. وهي رؤية تلتقي مع نظيرتها لدى العلماء الذين يرون أننا مقبلون على نهضة ثانية من شأنها أن تمهد الطريق لتحسين الإنسان أو الزيادة فيه …
كما حدث عدة مرات منذ سنوات 1970 حول الثورة المعلوماتية وتطبيق التكنولوجيات البيولوجية والإنجاب الاصطناعي، يُعلن بعض المبشرين اليوم عن موجة من الابتكارات والتطبيقات التي ستقلب قريبا حياتنا الخصوصية والمهنية والعلائقية وعاداتنا وعلاقاتنا الاجتماعية، بل وحتى هويتنا الإنسانية نفسها، رأسا على عقب.
يستجيب تحقيق مثل هذه التوقعات دائما تقريبا للقانون الذي يحكم تقدمها المنتظم والحتمي. في حالة تكنولوجيا النانو يُعتبر قانون التصغير لمور Moore (الشريك المؤسس لشركة إنتل) المثالَ الأكثر صوابا. فبعدما لاحظ مور أن عدد الترانزستورات الموجودة في الدَّارة التكاملية قد تضاعف كل خمس إلى ست سنوات منذ عام 1959، أعلن في عامي 1965 و1971 أنَّ قدرة المكونات ستتضاعف بالحجم نفسه كل ثمانية عشر شهرا. وهذا القانونُ الذي كان يبدو أنه يجعل مما هو ضروري وحتميّ مستقبلا محتملا فقط قد استنفد حدوده في حجم الرقائق والترانزستورات التي لا يمكن تصغيرها إلى ما لا نهاية. ولكن اليوم، مع البُعد النانوميتري، سيغدو بالمستطاع «إزعاج قانون مور»، على حد تعبير كريستيان جواشيم (الباحث في قسم تصميم الأجهزة والدراسات البنيوية CEMES، المركز الوطني للبحث العلمي، تولوز)[1] عبر زيادة دفع حدود التصغير.
يقترح رَايْ كورزويل (وهو مخترع وعالمٌ وعالمُ مستقبليات وخبير في المعلوماتية التطبيقية) تعميمَ قانون مور على مجموع تاريخ البشرية وصولا إلى أشكال الذكاء الاصطناعي المقبلة، إذ يرى أنَّ التعقيد المستمر والتطور المطرد للعلاقات بين البشر والتكنولوجيا يمضيان في خط تلاق نحو نقطة اللاعودة، أي نحو قطيعة عميقة و«تفرد» سيحدد مرحلة من التاريخ جديدة تماما.
لقد اشتغل الرياضي وكاتب الخيال العلمي فيرْنُور فينجْ على مفهوم «التفرد التكنولوجي» منذ عام 1980، وفي عام 1993 صاغَه بشكل واضح. فما هو؟
يُعرّفُ التفرد في علم المستقبل أو الدراسات المستقبلية التي تسعى إلى التنبؤ بكيفيةِ تحوُّل تغييرات اليوم إلى واقع الغد، بأنه الوقت الافتراضي للتطور التكنولوجي الذي سيتجاوز فيه الذكاء الاصطناعي القدرات البشرية. تلك اللحظة الفريدة من التاريخ سوف تعني أيضا أن التقدم سيكون عمل علوم الذكاء الاصطناعي التي تعرف بدورها تطورا مستمرا، مما يجعل أي توقع بشأن المستقبل غير مؤكد للغاية. أما في الفيزياء الحديثة، فيشير مصطلح «التفرد» إلى العجز على التنبؤ بسلوك المادة عندما تكون على مقربة من الثقب الأسود[2].

التفرد: عندما يتجاوز البشر البيولوجيا
تستند إمكانية التفرد أساسا إلى فرضية أنَّ الإنسان سوف ينجح في خلق آلة عاقلة أذكى من البشر. في الوقت الراهن، كما يقول فينْجْ أيضا، لازال وجود مثل هذه الآلة محل تساؤل. ولكن إذا أمكن في يوم من الأيام صناعة حاسوب «ذكي»، فإنَّ العمل المشترك لشبكات الحواسيب ومستخدميها البشريين يمكن أن يؤدي إلى خلق «ذكاء خارق» قادر على تحسين الذهن البشري الطبيعي هو الآخر. في عام 1993، توقع فينْجْ، وفقا لمنحنى تقدم تكنولوجيا المعلوماتية في العقود الأخيرة، احتمالَ وقوع مثل هذا الحدث بين عامي 2005 و2030.
والتكنولوجيات التي يمكن أن تلعب دورا هاما في التفرد تكنولوجيات مختلفة، فهناك الذكاء الاصطناعي في المقام الأول طبعا، ولكن تكنولوجيا النانو سوف تحتل أكثر فأكثر مكانة بارزة في توقعات المستقبليين، بسبب القدرات التي يمتلكها «النانو روبوت» كما سنرى.
كيف يمكن لطبيعة التجربة الإنسانية نفسها أن تتغير بمجرَّد ما سيتم فرضُ ذكاء غير بيولوجي؟ ما هي الآثار التي سستترب على حضارة «الإنسان – الآلة» عندما سيستطيع برنامج قوي للذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو أن يخلق ما طاب له من المنتوجات، والوضعيات، والبيئات؟
تلك هي الأسئلة التي يطرحها رَايْ كورزويل في كتابه الأخير «التفرد التكنولوجي قريب»[3]. وهي تدعونا إلى استحضار قدرتنا على تصور أشياء ومواقف غير موجودة، ولكن قناعة كورزويل هي أننا نمتلك الآن، وعلى نحو متزايد، وسائل جعل هذه التركيبات الذهنية ممكنة.
سوف يكون التحدي الرئيسي في زمن التفرد هو مراجعة في أفكارنا حول الطبيعة الإنسانية وإعادة رسم المؤسسات الإنسانية. بلغة أكثر معلوماتية، يتعلق الأمر بالانتقال من الإصدار 1.0 للكائن البشري إلى الإصدار 2.0. والجهات الفاعلة في هذا التحول ستكون هي الروبوتات الدقيقة أو «الروبوتات النانوية»، إذ ستنتشر في عروقنا وشراييننا روبوتات نانوية الحجم، فتنقي الدم بإضافة العناصر الناقصة والقضاء على السموم ومسببات الأمراض. كما سيتم وصل روبوتات نانوية بالخلايا العصبية البيولوجية لأدمغتنا تستطيع السيطرة على حواسنا وعواطفنا وجعلنا ننغمس كليا في الواقع الافتراضي. وستزيد (تلك الروبوتات النانوية)، قبل كل شيء، من قدرات ذاكرتنا، كما ستشكل ذكاءنا غير البيولوجي. أما عقولنا، فبوصلها بشبكة الأنترنت، ستصيرُ قادرة على تبادل معارف وقدرات جديدتين: وستكون مهمَّة العمل هي خلق أي نوع من أنواع المعرفة وتقاسمه، وبالتالي ستمحى الحدود بين العمل واللعب.

صورة جديدة للجسد
تمحورُ ناتاشا فيتا مور (التي كانت رفقة ماكس مور، ماكس أوكونور سابقا وراء فكرة إنشاء معهد الإكستروبيا[4] ومؤسِّسَة «الفنون والثقافة العابرة للإنسانية»[5]) عمَلها الفني حول مخيلة تنتمي إلى النظام نفسه، إذ يعكسُ مشروعها الافتراضي PRIMO POSTHUMAIN[6] رؤية للجسد وقد أعيد تصميمه بحيث يُدمِج تقنيات مختلفة ويصير أقوى وأسرع.
يُقدَّمُ الجسد المتفرد باعتباره جسدا «متحررا» ومتخلصا من القيود “الطبيعية”. ويرى كورزويل أنَّ العملية نفسها التي حرَّرت النشاط الجنسي من الإنجاب في العالم الصناعي، عبر ثتمين جانبه التواصلي والحسي، سوف تمتد إلى وظائف حيوية أخرى لجسد المستقبل مرتبطة بالاجتماع والمؤانسة والمتع الحسية.
لنأخذ الأكل، على سبيل المثال. فقد تطور نظامنا الهضمي وعملية التمثيل الغذائي مع مرور الوقت ولكنهما لم يَعودا متوافقين مع وضعنا الراهن، والسمنة هي أحد أعراض هذا الخلل. وستتيح تكنولوجيا النانو معالجة وظيفة التغذية باستخدام نانوبوتات[7] تنتشر في دمائنا، إذ سيتم إطلاق المواد اللازمة للدورة الدموية تبعا لطلبات الجسد، وكذلك الهرمونات، والأدوية، على نحو يتيح مراقبة مستمرة للمواد الغذائية داخل الجسم وتمثيلها الغذائي. ووفقا لكورزويل، فعلاج أمراض على الصعيد المصغر والمتناهي الصغر، من خلال زرع أجهزة في الجسم، هو قيد التطوير وسيكون ناضجا بما فيه الكفاية بحلول عام 2020.
على مستوى تكنولوجي أعلى، ستصير المواد الغذائية «التقليدية» مجرَّد تجربة ثقافية وحسية بسيطة، إذ سنستطيع تجنب ابتلاع المواد المغذية «الضارة» وترك النانوروبوتات تقوم بهمة القضاء على المواد الزائدة. كما ستستطيع النانوروبوتات دخول أجسدانا والخروج منها بسهولة وأن تعثر على المواد المغذية في البيئة. ويتوقع كورزويل أن يكون الإنسانُ في إصداره 2.0 أكثر استقلالا وأقوى بكثير مما عليه الآن.

كائن بدون قلب
يقترح العمل الرؤياوي لروبرت فريتاس[8] بديلا للدورة الدموية ووظائفها التوزيعية. فبفضل نانوروبوتات دقيقية وكريات دم حمراء اصطناعية[9] و«آكلات الميكروبات»[10] سوف لن نحتاج إلى قلب ولا إلى رئتين، حيث ستستطيعُ تلك الروبوتات أن تتنقل داخل الجسد عبر نظام معقد، هو «الفاسكولويد»[11]، ومن ثمة فلا داعي آنذاك لوجود مجرى الدم ولا القلب أيضا. كما لن تكون هناك حاجة للرئتين بسبب كريات الدم الاصطناعية الحمراء التي ستوفر الأوكسجين اللازم وتقضي على الأندريث[12] الكربوني. والهرمونات بدورها ستتوفر عن طريق نانوروبوتات تخضع لرقابة نُظم بيولوجية ذكية (التغذية الراجعة).
وتتوقع فريتاس أن يتم التخلص في عام 2030 من أغلب أعضائنا وخلايانا: سيبقى لنا دماغٌ وهيكل عظمي وجلد وأعضاء تناسلية، وأعضاء حسية، كالفم والقسم الأعلى من المريء، … ستُحسن تكنولوجيا النانو والأجهزة الدقيقية الجديدة الجسد أو تحوله بحيث يصير الهيكل أشد قوة ومقاومة، ويُصلح نفسه ذاتيا، ويتحول الجلدُ إلى مادة أكثر مقاومة وقدرة على تحمل البرد والحرارة…
أما عن مصير الدماغ، فيؤكد كورزويل مستشهدا بالفيزيائي الأمريكي ريك طروش، في إشارة إلى الأعمال الجارية حول التحفيز العميق لأعصاب الدماغ المستخدم لعلاج بعض مرضى باركنسون، يؤكد أنه «بدل معالجة الدماغ وكأنه حساء يجب أن تضاف إليه مكملات كيميائية لتحسين بعض الناقلات العصبية أو إزالتها، بدل ذلكَ يتم معالجته حاليا باعتباره مجموعة من الاتصالات والمكونات المؤلفة لجهاز»(8). ثم يكتب (كورزويل دائما): «مع تكنولوجيا النانو وتصغير الرقائق سيصير كل من التواصل المباشر مع الخلايا العصبية، وإصلاح الوظائف المعطوبة وتقديم أدوية لمواقع محددة جدا، أمرا ممكنا، وكيفية تحقيقه هي قيد الدراسة.

مصير سايبورغي
في عام 2002، هتف كروزويل[13] متعجبا: «إننا بصدد التحول إلى سيبورغ!» [14]، ثم قال: والإصدار 2.0 من الإنسان هو نتيجة نزعة قديمة رأت أنَّ الإنسان يتصل على نحو متزايد بالتكنولوجيا. فجهاز الكمبيوتر الذي كان سابقا عبارة عن آلة ضخمة تشغل قاعة بكاملها مكيفة بالهواء قد دخل الآنَ حقائبنا وجيوبنا، وقريبا سيدخُل أجسادنا وأدمغتنا. ابتداء من عام 2030 سوف نكون كائنات غير بيولوجية أكثر بكثير مما سنكون مخلوقات بيولوجية، وحوالي عام 2040 سيتفوق الذكاء غير البيولوجي على نظيره البيولوجي بملايير المرات.
بحسب كورزويل، يبدو أنَّ هذا التقدم المتسارع نحو اندماج كامل بين الانسان والآلة يشكل حلا للقيود المفروضة على التطور البيولوجي الذي لا يستخدم سوى مجموعة محدودة من الوسائل لإنتاج المادة (عشرين حمضا أمينيا وبضع مئات آلاف من البروتينات)، وهي بطيئة جدا بالتأكيد مقارنة مع التعديلات التكنولوجية. لقد خلق التطور نوعا يستطيع التفكير والتحكم في بيئته، هو الإنسان. ومع ذلك، فهذا النوع نفسه هو قادر الآن على التحكم في تصميمه الخاص وتحسينه كما أنه قادر على إعادة النظر في مبادئ البيولوجيا نفسها وتعديلها.

نحو الإصدار 3.0 للجسد البشري
يتوقع كورزويل صدور النسخة 3.0 من الإنسان في عام 2030 أو 2040. وسوف يكونُ ذلك الإصدار مراجعة كلية «للمشروع الإنساني»[15]، إذ سيصير الإنسانُ قادرا في نهاية المطاف على تغيير جسده عن طريق الوصول بمنتهى السهولة إلى البيئات الافتراضية مع بقائه في الواقع «الواقعي» بفضل أجهزة نانوتكنولوجية متداخلة مع المخ. كما ستتيح ليونة جسم الإنسان الجديد خوض تجارب جمالية وعاطفية شديدة، إذ سيتخلص الإنسان من الشكل والهوية المحددين، بحيث سيستطيع أن يتغير باستمرار حسب إرادته، وذلك بفضل أجهزة نانوية ستكون حاضرة في البيئة، هي عبارة عن «فوغليهات foglets» يتصورها ج. ستورز هال[16] كالتالي: هي نانوهات قادرة على الترابط فيما بينها لتشكل مجموعة كبيرة من الهياكل التي يمكن أن تتغير بسرعة كبيرة. على كثافة كافية، يمكن «للفوغليهات» أن تتحكم في الصوت والضوء لتشكل صورا وأصواتا: بعد ذلك، سوف تخلق واقعا افتراضيا خارجيا وداخليا في آن عبر التأثير على المراكز العصبية.

الجسد المجيد، الجسد الخالد
كتب كورزويل وتيري غروسمان (طبيب اختصاصي في الشيخوخة) في كتابهما «الرحلة الرائعة: العيش طويلا من أجل العيش إلى الأبد»: «بينما قد يرضى بعض معاصريَّ بقبول الشيخوخة طواعية بوصفها جزءا من دورة الحياة، أنا لا أوافق. قد يكون الأمر «طبيعيا»، ولكني لا أرى أي إيجابية في أن أفقد حدَّتي الذهنية، وحِدَّتي الحسِّية، ومرونتي البدنية، ورغبتي الجنسية أو قدراتي البشرية الأخرى. أرى أن المرض والموت في أي عمر هما بمثابة مصيبة كبرى، ومشكلتين يجب التغلب عليهما»[17].
يمكن للجسد المعَدَّل على هذا النحو أن لا يموت، أو على الأقل ليس في وقت مبكر جدا. سيمنحنا التداخل التكنولوجي العديد من وسائل للحيلولة دون شيخوخة جسدنا. وفي انتظار حلول ذلك التفرد، سنظل مطالبينَ للحفاظ على جودة صحتنا بالتحكم في وظائف هذا الجسد الفيزيولوجية عبر الأدوية والمكملات الغذائية، ومزاولة أنشطة بدنية.
وكما تقول دانييلا سرغي الأنثروبولوجية السويسرية التي تجري بحثا ميدانيا إثنولوجيا بالتعاون مع كيفن وارويك[18] حول «تصنيع ما بعد الإنسان» بواسطة التقنيات المعاصرة في قسم السيبرنطيقا بجامعة ريدينغ Reading، فقد كان المصممون (مهندسين وعلماء وأطباء) يملكون على الدوام أفكارا حول من هم البشر (الجانب الوصفي) وما يفترض أن يكونوا (الجانب المعياري). وقد اقتربت تقنيات القرن العشرين والحادي والعشرين على نحو متزايد من الجسد – كما قال كورزويل – وساهمت بمستوى تطورها وقدرتها على التهجُّن معه في التشكيك في المبادئ الأساسية التي يقوم عليها التمييز بين الإنسان وغير الإنسان، بين الطبيعي والاصطناعي. يبدو أنَّ تعريفا جديدا للإنسانية يريد أن يفرض نفسَه تحت تأثير تكنولوجيا تندمج في مستويات جسد الإنسان الأكثر حميمية، وبالتالي فهي تحرزُ على وضع اعتباري مماثل للطبيعة.
يبدو أنه سيصير لأول مرة في المستطاع تنفيذ التعريف المعياري الموحَّد للإنسانية في الواقع وتقرير ما هي الخاصيات التي ينبغي أن يتحدَّد بها الشيء ليكون إنسانا[19]. كيف ستتجسَّدُ القيم الجديدة – النابعة من إمكانية تحقيق رؤية معيارية لما هو إنسان تعبر عن نظرة معيارية للإنسان – في نتائج هذه التحكمات التكنولوجية في الجسد؟

طوباوية التقارب التكنولوجي «الملموسة»
يقدم لنا بعض مروجي طوباوية التقارب (NBIC)[20] جوابا جزئيا له دلالة بالتأكيد في شأن الطريقة التي عالجت بها بعض الوثائق الرسمية المستقبلية «المؤثرة» هذا الموضوع. يتعلق الأمر بالتقرير الذي نشره م. س. روكو وويليام سيمز بينبريدج (من المؤسسة الوطنية للعلوم)[21] بعنوان: «تقنيات التلاقي لتحسين أداء الإنسان» (يونيو 2002). القدرة على الخيال أمر أساسي في العلوم والتكنولوجيا، وعن الشعار البرنامجي الذي يعمل به باحثو شركة Xerox المعلوماتية الأمريكية، وهو: «أفضل طريقة للتنبؤ بما سيكون يوم غد هي [أيضا] اختراعه»، تردّ النصيحة الموجهة إلى العلماء لكي يصيروا بدورهم «رؤياويين قادرين على تخيل احتمالاتٍ وراء ما نجرِّبُه في العالم».
في الواقع، كما يقول روكو وبينبريدج، «لقد أدت إنجازات العقد الماضي التكنولوجية إلى تحقيق معارف استثنائية» متيحة فهما أفضل لبيولوجيا الإنسان، ولكن التوقعات في مجال النانوبيولوجيا هي أكثر جذرية، حيث لم يعد الاكتفاءُ هنا محصورا على الإطلاق بتحقيق فهم أفضل للعمل البيولوجي للجسم، بل امتد إلى إرادة تحقيق «بُعد جديد وقدرة على التأثير في البيولوجيا البشرية»[22].
هكذا، فالغاية من التحكم واضحة في مشروع «فك رموز الآليات الأساسية للكائن الحي». بخصوص جسد الإنسان، هذه الإمكانية موجودة إذا نظرنا – كما هو الحال لدى القسم الكبير من الباحثين – إلى وظائف الإنسان باعتبارها عمليات فيزيائية وكيميائية، بما فيها اشتغال العقل. ويعتبر الدماغ الجهاز الأكثر تعقيدا، ولو كان، بعد كل شيء «عضوا من جسد الإنسان، والأساس المادي والنظام الدينامي للذاكرة والعملية المعرفية التي نسميها عقلا . ولكن هذه المنظومة المركَّبة سوف لن تظل سرا إلى الأبد. فباحثون في مختبرات الذكاء الاصطناعي، مثل ستان وليامز وفيليب كويكس (من مختبرات Hewlett Packard) يظنون أنَّ التقارب التكنولوجي «سوف يأتي بمزيد من التقدم في حقل الدراسات المعرفية وتطبيقاتها لأنه سيسمح ببناء النماذج المادية لاشتغال الدماغ وتقليدها»[23].
وسيغدو في المستطاع أخيرا مزاوجة معرفة الجينوم بمعرفة «الكونيوم»، أي بكيفية عمل الدماغ، و«بفضل اتحاد هذه التخصصات – تكنولوجيا النانو وتكنولوجيات البيولوجيا وتكنولوجيا المعلوماتية، والعلوم المعرفية – يمكن للعلم أن ينجح قريبا في تصميم برنامج سريع لفهم بنية عقل الإنسان ووظائفه «مشروع الكونيوم The Cognome Projet».
تقودنا هذه السلسلة من التوقعات، حسب روكو وبينبريدج، إلى نهضة ثانية للعلم والتكنولوجيا «قائمة على فهم واسع لبنية المادة، من البُعد النانوي إلى أعقد نظام معروف، وهو الدماغ البشري».
وكما يقول عنوان تقرير «تلاقي التقنيات لتحسين أداء الإنسان»، فالنهضة الجديدة ترتكز على فكرة تحسين الإنسان، والمسار الذي ترسمه قائمة محتويات التقرير يشير إلى ذلك بوضوح شديد: منظور مشروع التحسين يأخذ في الاعتبار أولا توسع المعرفة والتواصل البشريين، تحسين الصحة والقدرات البدنية للأفراد من أجل علاقة أفضل مع الأفراد الآخرين والمجتمع ككل. لقد تم تصميم هذا البرنامج انطلاقا من قناعة أنَّ التقارب التكنولوجي «يمكن أن يحقق تحسنا كبيرا للقدرات البشرية والقضايا الاجتماعية والإنتاجية الوطنية ونوعية الحياة» لما فيه مصلحة الأفراد والمجتمع والإنسانية على المدى البعيد.

الإنسان المزيد
من بين النتائج المنتظرة هناك «تحسين فعالية العمل والتعلم، ورفع القدرات الحسية والمعرفية الفرديتين، وسيرورات إنتاج جديدة جذريا ومنتوجات عالية الجودة، وتغييرات جذرية في العلاج، وتحسين فعالية الفرد والجماعة، وفعالية عالية لتقنيات الاتصال تدمج التفاعل بين دماغ وآخر، وواجهات إنسان-آلة متطورة جدا تدمج الهندسة النورومورفية[24] للاستخدام الصناعي والشخصي، ورفع كفاءات الأداء البشري لأغراض الدفاع، وتحقيق تنمية مستدامة بفضل تقارب الـ (NBIC) وتخفيف الوهن البدني والمعرفي الذي يميز العقل (الذهن) المسن».
ولكن ما معنى مقولة «التحسين» أو «الزيادة»؟ كيف يعرِّف خبراء التقرير هذين المفهومين؟ يعرف جيمس كانتون (من المعهد العالمي للمستقبليات، بسان فرانسيسكو) تحسين الأداء البشري على النحو التالي: « يمكن أن يعنيَ التحسينُ الجسدي، بالنسبة لمن عانى ضعفا بدنيا، استعادة القدرة على البصر أو الحركة. وبالنسبة للشخص المسن يمكن أن يعني التعريف نفسه القدرة على استرجاع طراوة الذاكرة. أيضا وبكيفة أكثر جرأة، يمكن لتعريف تحسين الإنسان أن يؤدي إلى تزويد الناس بقدرات متقدمة على السرعة والكلام وبمهارات أو طاقات أكبر من تلك التي يملكها البشر اليوم»[25].
ها هي الطريق إلى «الإنسان المحسَّن» مفتوحة إذن بشكل واضح. وهي تُعتبر ضرورة في المجال العسكري بالخصوص، حيث صارَ «الإنسان هو الحلقة الأضعف، من الجانب الفيزيولوجي والإدراكي على السواء»، في رأي مايكل غولدبلات، من (وكالة الدفاع لمشاريع البحث المتقدمة DARPA)[26]. ولهذا السبب شرعت الوكالة مؤخرا في استكشاف إمكانيات رفع الأداء البشري للزيادة في قوة المحارب القتالية وفعاليته في ساحة المعركة من خلال تزويده بقدرات بدنية وإدراكية فائقتين، وذلك نتيجة كون «النظم العسكرية محدودة الأداء بسبب عجز الجسم البشري على تحمل مستويات عالية من الحرارة والسرعة والاهتزازات أو الضغط، وحاجته إلى الهواء والماء والغذاء»[27].
وينعكس مشروع «تكبير الإنسان» الذي تصورته في عام 1964 مختبراتُ كورنيل لوزارة الدفاع الأمريكية، وهو أحد أولى محاولات بعث الحياة في السايبورغ، ينعكسُ في نسخته الأحدث في محارب المستقبل وهو عبارة عن نانو سيبروغ جديد مقاتل.
وتتمثل الطوباوية الجديدة – أو القديمة – للتقارب الجديد (NBIC) في الاعتقاد بأن تحسين الفرد يمكن أن يؤدي إلى تحسين المجتمع. لقد كتب غريغور وورلبرينغ (من جامعة كالغاري) وريجنالد كوليدج (من جامعة كايفورنيا، سانتا باربارا) في هذا الصدد: « يمكن أن يُفضي تطوير آلات ذكية، على المدى الطويل، إلى عصر ذهبي للازدهار ليس فقط في الدول الصناعية، بل وأيضا في سائر أنحاء العالم»[28]، ولذا فمن أجل رفاهية العالم والأمم يظل تحسين الإنسان هو التحدي الأساسي. وترافق طوباويةَ التحسين طوباويةُ الاتصال: إذا ما مكَّن التقاربُ التكنولوجي – عبر تجويد التفاعلات المباشرة للآلة مع الدماغ البشري – من تبادل المعلومات على جميع المستويات، فسيظهر نظامٌ عالمي للاتصال، هو «المُحاوِرُ Communicateur» ويُعرَّفُ بأنه «نظامُ حامل تقني «ذكي» متعدد الأوجه يعتمد على تطوير التقنيات المتقاربة لمساعدة الجماعة البشرية على تحسين تواصلها داخل تشكيلة واسعة من المواقف المتنوعة، وذلك بإدراج الاجتماعات (المادية أو الافتراضية)، والتبادلات الاجتماعية، والتعاون في العمل، والمواقف الواقعية أو التدريبية على القتال وحصص تربوية».

هل سيظل ما بعد الإنسانيين و«التفرديون»… بشرا؟
في الأمثلة التي ذكرنا قبل قليل، نرى ظهور طوباويات تهم الجسد – الفردي و«الاجتماعي» – ليست جديدة على الإطلاق، لأنها عبر استعادة كل الوعود والعلمية التوقعات الكامنة إنَّما تقترح توقعات تنتمي مُسبقا إلى متخيل السيبرنطيقا والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي (ولو أنَّ حلم الخلود لم يبدأ مع السيبرنطيقا). والجديدُ فيما يبدو حتى ولو لازمنا دائما مجالَ التوقعات (وهو حقل توقع علمي هَشُّ الأسس) هو أنَّ تكنولوجيات النانو تعطي الانطباع، عبرَ قدرتها على التصغير والتحكم، بأنها قادرة على تجسيد هذه الأحلام بمجرد ما تقترن بغيرها من المجالات العلمية والتقنية، مما سيتيح التحولَ علاوة على ذلك إلى بُعد الحماية التامة للجسد والقضاء على المعاناة والمرض وولوج الخلود.
تعدُ تكنولوجيات النانو على نحو ما بتحقيق ضمان خلود الجسم والعقل، وتحويله، وإعادة كتابته، وبنائه، وتحسين الإنسان وأدائه الفكري والمادي، وبناء مجتمع جديد في عصر ذهبي للثروات والسِّلم…، وذلك عبر قيادتنا من لدن هذه التكنولوجيات بسرعة نحو الشرط ما بعد الإنساني أو التفرّد كما يعرفه كورزويل.
بعد المناقشات التي أثارها نشر التقرير الأمريكي حول التقارب (NBIC) قررت أوروبا أن تتحدث بدورها عن الإمكانيات التي يتيحها احتمال تضافر علمي وتكنولوجي واقتصادي موجَّه لبث الحياة في مجتمعات المستقبل. ففي تقرير عام 2004 الصادر عن اللجنة الأوروبية: «تَلاقي التقنيات – تشكيل مستقبل المجتمعات الأوروبية»[29]، تتوسع فكرة التقارب إلى أبعاد أخرى: نانو – بيولوجيا – إعلام – علم معرفي، وكذلك لاجتماع والأنثروبولوجيا والفلسفة والجغرافيا والاقتصاد والبيئة والماكرو والميكرو والنانو، مع الإشارة إلى أنَّ «معلومات تداخل التكنولوجيات ستشكل في المستقبل عصب الحياة اليومية للمجتمعات الأوروبية». يتعلق الأمر بتحديد مجالات أصغر حجما، وأكثر تحديدا – وربما أقل «طموحا» مقارنة مع الرؤية الأميركية – للبحث وتطبيق التكنولوجيات المتقاربة، ودمج تأملات العلوم الإنسانية والاجتماعية في التقويمات ذات الطابع الاقتصادي والعلمي والسياسي.
يعني التفكيرُ في التحولات المحتملة للتكنولوجيات المتقاربة أيضا أن يؤخذ بعين الاعتبار المتخيَّل المواكب للتكنولوجيات النانوية، كما يتيح إعادة معالجة قضية تنتمي بشكل متناقص إلى الخيال العلمي: كيف يتعدَّلُ إدراكُ الحدود بين ما هو طبيعي وما هو اصطناعي، أو بين الجسد والآلة، نتيجة الألفة المتزايدة مع ما هو اصطناعي؟ وكيف تمنحُ طريقتنا في تصور ما هو بشري وما هو اجتماعي معنى لهذه السيرورة؟

أوروبا أيضا
مما له دلالته، مثلا، أن أوروبا بدأت في العثور على نسختها «المحليّة» لرؤية معينة للإنسان «العابر للإنسان» تتجه نحو التفرد. فقد صار السويدي نيك بوسترون والبريطاني دافيد بيرس مرجعين في حركة الإنسانية العابرة، وهما يحصلان على دعم واهتمام من مؤسسات مثل جامعة أكسفورد حيث يوجد «معهد مستقبل الإنسانية».
يبدو أنَّ اجتماعَ كل من القناعة بأن «الوضع البشري كما نعرفه ليس ثابتا متوقفا إلى الأبد بل هو شيء سيخضع لتحويل عميق في القرن الحالي»[30] وإمكانية خلق نوع بشري آخر مُحوَّل (تتناولها كثيرا الفلسفة والأدب والسينما والفنون) هو «الكائن الحي السيبرنطيقي» أو السيبروغ أو التهجين إنسان آلة، أقول: يشيرُ اجتماع تلك القناعة والإمكانية إلى مستقبل قريب ستتضاءل فيه تدريجيا النظرة إلى الآلة باعتبارها «عضوا اصطناعيا» وسيزداد الاستعداد لدمجها في الجسد. يتعلق الأمر أيضا بالتحقق من اشتغال رقائق دقيقة وقبول زرعها في الجسم، مثل رقيقة VeriChip [31] التي تنتجها شركة Adsx Applied Digital Solutions، والتي يمكن أن تكون نانوروبوتات في المستقبل. وتعدُّ إشكالية ما بعد الإنسان تعبيرا معاصرا لتأمل يفرض نفسه يهمّ طرق إدماج هذه التكنولوجيات في حياتنا اليومية واختيار هذا الإدماج. ولكن يجب أن نتساءلَ بشكل أعمق حول الأسباب التي تجعلنا – أو تدفع البعض منا – إلى الارتباط بهذه «الحميمية» مع الآلة. يجب أن نطرح سؤال: لماذا؟ وليس فقط كيف؟.

مارينا مايستروتي (جامعة باريس X)

ترجمة: محمد أسليـم

النص الأصلي:

Marina Maestrutti, La singularité technologique: un chemin vers le posthumain?

Bibliographie
– Cerqui, Daniela, « Re-designing humankind. The rise of cyborgs: a desirable goal? », en collaboration avec K. Warwick, in : Designing: From philosophy to ethics, From engineering to architecture, Peter Kroes, Andrew Light, Steven Moore, and Pieter Vermaas (eds), Springer. A paraître en 2006.
– Freitas, Robert A., Nanomedicine, vol.I, Landes, Georgetown, Tex., 1999; Nanomedicine, vol.II, Landes, Georgetown, Tex., 2003
– Kurzweil, Ray, The Age of Spirituals Machines, MIT Press, Cambridge, Mass., 1989
– Kurzweil, Ray, The Singularity is Near, Viking Penguin, New York, 2005
– Kurzweil, Ray; Grossman, Terry, Fantastic Voyage: Live Long Enough to Live Forever, Rodale, New York 2004, A paraître fin mars 2006 chez Dunod sous le titre Serons-nous immortels?
– Roco, Mihail C.; Bainbridge, William Sims, Converging Technologies for Improving Human Performance, National Science Foundation, 2002
– Storrs Hall, J., Utility Fog : The Stuff that Dreams Are Made Of, 1993
– Vinge, Vernor, The Technological Singularity, 1993.

Sites internet
www.natasha.cc/primo.htm
www.extropy.org
www.kurzweilai.net
www.fhi.ox.ac.uk/

هوامــش:
[1] Entretien en 2004
[2] Trou noir: اصطلاحٌ يشار به إلى مناطق في الفضاء تكون في كل واحدة منها الجاذبيةُ من القوة والكثافة بحيث لا يفلت أي شيء يقترب منها من الوقوع فيها بما في ذلك الضوء، وأيا كان الشيء الذي يبتلعه ثقب أسود (نجم، ضوء) يُجهلُ مصيره، إذ لا تسعف قوانين الفيزياء الحالية في تحقيق تلك المعرفة. (م).
[3] Ray Kurzweil (2005) The Singularity is Near, Viking Penguin, New York.
[4] الإكستروبيا نقيض الأنتروبيا (entropie): إذا كان مآل كل نظام، بيولوجيا كان أن غيره، هو التوقف والموت بفعل تدخل الأنتروبيا، تبعا لقانوني الدينامية الحرارية، فإنّ الإكستروبيا – في طوباوية مشتقي الاصطلاح – تسير في الاتجاه المعاكس، حيثُ يُراد عبرها تخليص الجسم البشري من الحركة التي تنحو به نحو الموت والزوال كي يصير كائنا خالدا لا يموت. (م)

[5] http://www.transhumanist.biz/

[6] http://www.natasha.cc/primo.htm

[7] Nanobot: روبوت (إنسان آلي) مجهَريَ الحجم مصنوع بتكنولوجيات النانو (م).
[8] Robert A. Freitas Jr. est Senior Research Fellow à l’Institute for Molecular Manufacturing (IMM) à Palo Alto, California, et il a été Research Scientist à la Zyvex Corp. (Richardson, Texas) jusqu’en 2004. A partir de 1996 il s’occupe de la conception de nanorobots appliqués à la médicine. Il est l’auteur de deux volumes Nanomedicine publiés à quelques années de distance, manuels qui présentent les applications potentielles des nanotechnologies à des fins sanitaires.
[9] يمكن للـ respirocytes، كما وصفها فريتاس، أن توزِّعَ بحجم يفوق 236 مرة الأوكسجين على الأنسجة ما توزعه خلية دم حمراء عادة، كما يمكنها أن تدير بشكل أفضل معالجة ثاني أكسيد الكربون والتخلص منه.
[10] microbivores: مفترسات الميكروبات هي بالعات ميكانيكية اصطناعية تعمل على تدمير مسببات الأمراض الجرثومية في الدم باستخدام بروتوكول من “الهضم” والتصفية.
[11] Vasculoid: «جهاز يتألف من تريليونات الياقوت الأزرق قائم على نانوروبوتات تؤدي سائر وظائف نظامنا الدوري». انظر:
– Michèle Robitaille, Culture du corps et technosciences: vers une «mise à niveau» technique de l’humain? Analyse des représentations du corps soutenues par le mouvement transhumaniste, Thèse présentée à la Faculté des études supérieures en vue de l’obtention du grade de doctorat en sociologie, Université de Montréal, novembre 2008, p. 248.
(المترجم)
[12] Anhydrite: حجر كبريتات الكالسيوم (م).

[13] http://www.kurzweilai.net/

[14] Cyborg: اصطلاح مختصر لكلمة مركبة من organisme (جسم، كائن حي)، وcybernétique (سيبرنطيقي)، وتفيد معنى الإنسان المزيج من مكونات بيولوجية وأخرى آلية (م).
[15] . تصور الإنسان بوصفه مشروعا يتيح كذلك القدرة على التفكير في كيفية تغييره أو تحسينه.
[16] ج. سطور هال J. Storrs هو باحث في معهد التصنيع الجزيئي Institute for Molecular Manufacturing معروف بابتكاره لمفهوم «الضباب النافع» «utility fog»، وهي مادة متعددة الأشكال قادرة على محاكاة مجموعة واسعة من المواد الصلبة أو الغازية في. انظر مادة: Utility Fog : The Stuff that Dreams Are Made Of, 1993، منشورة في موقع:

http://www.kurzweilai.net/meme/frame.html?main=/articles/art0220.html

[17] A paraître fin mars chez Dunod sous le titre «Serons-nous immortels?», voir:

http://www.fantastic-voyage.net

[18] http://www.kevinwarwick.com/

(يمكن قراءة حوار مع دانييلا سرغي بعنوان:
Daniela Cerqui : “Allons-nous devenir autre chose qu’humains ?”
منشور في مواقع عديدة، منها:

http://www.internetactu.net/2006/10/04/cinum-2006-daniela-cerqui-allons-nous-devenir-autre-chose-quhumains/

(م)).
[19] في هذا الصدد، يبين لنا فيلم أندرو نيكول غاطاكا (1997) Andrew Niccol Gattaca كيف يمكن أن يكون هناك تعارض بين تعريف صارم لماهية الإنسان، وما يكون عليه الأفراد في الواقع، في تنوعهم البدني والنفسي.
[20] NBIC: صيغة تشير إلى حقل علمي متعدد التخصصات يقع في ملتقى طرق بين علوم يُرمز إلى الحرف الأول من كل منها، وهي:
– Nanotechnologies (N)
– Biotechnologies (B)
– Sciences de l’information (I)
– Sciences cognitives (C).
تكنولوجيات النانو والتكنولوجيات البيولوجية وعلوم الإعلام والعلوم المعرفية
[21] يتعلق الأمر بمنشور موجَّه لوضع الخطوط العريضة لتطوير التكنولوجيات المتقاربة، بما في ذلك تكنولوجيا النانو. وتقرير الولايات المتحدة يجمع آراء أكثر من 50 خبيرا يمثلون الحكومة والوسط الأكاديمي والقطاع الخاص.
[22] Heller, in Roco et Bainbridge 2002, p. 191
[23] In Roco et Bainbridge 2002, p. 68.
[24] Ingénierie neuromorphique: « حقل جديد متعدد التخصصات يعتمد على البيولوجيا والفيزياء والرياضيات وعلوم الكمبيوتر والهندسة لتصميم نظم عصبية اصطناعية، مثل نظم الرؤية، والسمع، والمحوِّلات والروبوتات المستقلة، التي ترتكز هندستها وتصميمها المادية على على مبادئ النظم العصبية البيولوجية» (م)، عن موسوعة ويكيبيديا: مادة Neuromorphic engineering:

http://en.wikipedia.org/wiki/Neuromorphic_engineering

[25] Canton in Roco et Bainbridge 2002, p. 78.
[26] in Roco et Bainbridge 2002, p. 337.
[27] Albus in Roco et Bainbridge 2002, p. 291.
[28] Wolbring et Golledge in Roco et Bainbridge 2002, p. 271.
[29] Nordmann A. (2004) Rapporteur du High-Level Expert Group Foresighting the New Technology Wave, Converging Technologies: Shaping the Future of European Societies, version pdf, Commission européenne, Bruxelles, 27 septembre 2004.
[30] انظر حوار نيك بوصطرومNick Bostrom ، أجراه معه جان بول باكياست Jean-Paul Baquiast، في موقع Automates Intelligents:

http://www.automatesintelligents.com/interviews/index.html

وعرض كتيِّب:
The Transhumanism FAQ. :

http://www.automatesintelligents.com/biblionet/2005/oct/transhumanisme.html

[31] يمكن مشاهدة صورة نموذج من هذه الشريحة بالعنوان التالي:

http://targetedindividualseurope.files.wordpress.com/2011/04/verichip.jpg

كما يمكن مشاهدة العديد من الأشرطة حول الشريحة نفسها، منها، على سبيل المثال:
http://www.dailymotion.com/video/x1wkk_verichip-danger_tech

http://www.dailymotion.com/video/xcezz2_reportage-verichip-implant_tech

(المترجم)

الكاتب: محمد أسليـم بتاريخ: السبت 24-11-2012 01:00 صباحا

الاخبار العاجلة