م. أسليـم: الرقمية وتحولات الكتابة والقراءة

2٬323 views مشاهدة
م. أسليـم: الرقمية وتحولات الكتابة والقراءة

Warning: Undefined array key 0 in /home/aslim/public_html/wp-content/themes/amnews/includes/filters.php on line 1428

يُحيل اصطلاح الرقمية على تقنية لتسجيل الذاكرة وتخزينها واستعادتها في ظل ما يُسمى بالثورة الرقمية، وهي ثالث حدث عظيم عرفه العصر الحديث بعد الثورتين الصناعية الأولى التي جرت مع اكتشاف الآلة البخارية والثانية التي ترتبت عن اكتشاف النفط واختراع الكهرباء[1].

للثورة الرقمية تاريخها الذي انطلق مع اكتشاف التلغراف والمذياع والتلفاز والأقمار الاصطناعية، وبذلك فهي تتجاوز الارتباط بجهاز الحاسوب على نحو ما هو شائع، إذ لا يشكل ظهور الكمبيوتر سوى المرحلة الحديثة من هذه الثورة التي نعيش اليوم ثالث محطة فيها[2].
شكل اختراع أول جهاز حاسوب في عام 1946 المحطة الأولى، ثلاث سنوات أو خمس بعد ذلك تمَّ استخدامه لأول مرة في إنجاز تحليل نصي[3].
وشكل انتشار الحاسوب الشخصي ابتداء من سبعينيات القرن الماضي المرحلة الثانية، بدأ نقل هذا الأدب إلى الحامل الرقمي منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، مع مشروع جتنبرغ[4]
وشكل إطلاق شبكة الأنترنت في مستهل تسعينيات القرن السابق ثالث مرحلة، ومع هذا الإطلاق يمكن القول بأنَّ عادات الكتابة والقراءة ستشهدان اهتزازا غير مسبوق في التاريخ.
ليس الاتصال المعمم للأدب بالحاسوب في الوقت الراهن مجرَّد حدث طارئ إذا استحضرنا:
– حلم كتاب وأدباء بإنتاج نصوص أدبية باستخدام الآلة، هذا الحلم الذي يعود إلى القرن الثامن عشر مع كتاب رحلات غوليفير لجوناثان سويفت[5] وعشرينيات القرن الماضي مع نوع من الكتابة السوريالية المسماة بـ«الجثة الشهية»[6]، ومنتصف القرن الماضي مع أسطورة الإنسان الآلي الشاعر[7]؛
– قول البعض بوجود ثقافة رقمية سابقة لظهور الحاسوب (ثقافة ما قبل رقمية)[8]؛
– انتساب مجموعة من نقاد الأدب الرقمي ومبدعيه إلى الحركات الطليعية الأدبية والفنية للقرن الماضي[9].
تتمحور الورقة الحالية حول فكرة بسيطة جدا، وهي أنَّ التحولات التي يعرفها نشاطا الكتابة والقراءة اليوم هي من العمق بحيث قد لا يناظرها سوى اكتشاف الكتابة نفسها منذ حوالي 4000 عام قبل الميلاد واكتشاف الدفتر في القرن الثاني قبل الميلاد، ما سوف يؤثر بعمق شديد ليس على عادات الكتابة والقراءة كما ورثناها عن الماضي، والتي كانت بدورها سلسلة تحولات راكمت تاريخها الخاص فحسب، بل وكذلك قد يؤدي إلى اختفاء هذين النشاطين لفائدة بدائل أخرى وحده المستقبل سيحدد معالمها النهائية. إذا صحت الأطروحات القائلة بأن الكوكب بصدد الدخول إلى طور جديد يُبشَّرُ فيه بتحول الأرض، عبر التطور الجاري في حقول المعلوميات وتكنولوجيا النانو وبيولوجيا التركيب biologie de synthèse، إما إلى دماغ كبير سيشكل فيه كل فرد حالي معادلا لعصبون un neurone[10] أو إلى كائن أعلى سيشكل فيه كل فرد حالي ما يعادل الخلية الواحدة داخل الجسم[11]… فإنَّ الأدب الحالي، أيا كان مصيره، قد ينتقل إلى طور أعلى ستشكل فيه أعمال المبدع الواحد، مهما تعدد كمها، مجرَّد حرف أو حروف هجائية في نص أكبر لا يمكن إزاء احتمال تحققه سوى طرح السؤال: هل يمكن الإحاطة بالكل من موقع تشكيل جزء صغير جدا من هذا الكل؟ إن ما حققه الإنسان منذ تحوله إلى كائن عاقل إلى اليوم ما كان ليتم، فيما يبدو، لولا طُمُوح إلى الوصول إلى هذا الهدف…
إذا كان إلى ابتكار الكتابة يعود الفضل ليس في تخزين كل ما نعرفه عن ماضينا منذ تلك الحقبة حتى اليوم، ما مكَّن البشرية من تكوين ذاكرة على المدى البعيد، فللاختراع الثاني (الكوديكس أو الدفتر) يعود الفضل في تيسير تدوين النصوص المكتوبة بكميات كبيرة وتنقلها بين مناطق جغرافية شاسعة وتوسيع دائرة الكتاب والقراء واستدراج العين إلى الزمن البصري الذي نعيشه اليوم، والذي لم يتردد البعض في تسميته بعصر الصورة[12].
بتعبير آخر مع الرقمية تطأ أقدامنا اليوم دورة حضارية جديدة تقوم معها سائر الاحتمالات بما فيها ليس اختفاء الكتابة والقراءة فحسب، بل وكذلك رقي الإنسان الحالي إلى كائن أعلى؛ إذا كان البعض قد طرح منذ بضع سنوات سؤال ما إذا كان الأدب بدخوله التكنولوجيا يُجازف بالتلاشي فيها[13]، وطرح البعضُ الآخر احتمال اختفاء الكتابة[14] فيما طرح البعضُ اختفاء الكتابة والقراءة معا[15]، فإنَّ:
– الإنصات إلى ما يردده اليوم واضعو مشروع ترقية الإنسان، عبر الزيادة فيه وتحسينه، من جهة؛
– وإلقاء إطلاقة على مخططات هؤلاء ودُعاة إنتاج الذكاء[16] الذي شرعَ سلفا في غزو مجموعة من الأدوات والآليات المنزلية وغيرها، بحيث صرنا نسمع عن الهواتف الذكية والسيارة الذكية والقنابل الذكية، والملابس الذكية، الخ…، ما جعل هذا الذكاء، خلافا للاعتقاد الذي يجعله حصرا على الإنسان، لم يعد هو ميزته عن سائر المخلوقات؟؟؟. في هذا الصدد يجري الحديث اليوم عن الإنسان الآلي العاقل[17] Robot-sapiens والآلات الحية[18] Las maquinas vivientes ومفارقات العاقل[19] Les paradoxs du sapiens.
ذلك الإنصات وتلك الإطلالة لا يدعان مجالا للشك في كوننا نقف على عتبة عالم سوف لن يكون العيش فيه سهلا على سائر الناس، فهل هي دورة انتقاء جديدة ستؤدي حتما إلى انقراض مجموعة وبقاء أخرى على غرار الدورة الأخيرة التي اصطفتنا منذ حوالي 100 ألف عام على حساب معاصرنا آنذاك وهو إنسان النياندرتال الذي لا يُعثر له على أثر اليوم؟ ذلك ما لا يتردد البعضُ في تأكيده[20].

لمحة عن تاريخ الحوامل:
عرفت الكتابة الأدبية على امتداد تاريخها ثلاث محطات أساسية:
الأولى مثلتها أزمنة المشافهة البدئية، حيث كانت الأهمية تولى لحفظ النص في الذاكرة أكثر مما تُمنَحُ لمعرفة مؤلفه، وكان موتُ الشخص الهرم في قبيلة ما يُعادل احتراق مكتبة بكاملها[21].
الثانية مثلها ظهور الكتابة، وفيها صار المنتوج الأدبي يُحْفَظُ، وظهر ما يسمى بالكتاب الذي يقتضي شرحا وتفسيرا، وأدوات لبلوغ ذلك، هي النحو والبلاغة والنقد وسائر علوم التأويل التي يتوقف وجودها على وجود نص مكتوب. عوَّض الكتاب والمكتبة الذاكرة البيولوجية. صار الحفظُ المادي للذاكرة الثقافية يحمي المنتوج من ضجيج النقل الشفهي وما يترتب عنه من تعديل يلحق بالعمل عبر تناقله بين الأجيال، ما كان يجعله منتوجا جماعيا، لفائدة المؤلف الذي صار من الآن فصاعدا مالكا فرديا لما يُنتجُ، وهو شخص تميز عن عموم الناس وفُسِّرَ تميُّزه هذا على الدوام إما بكون المؤلف مالك تقنية تعامل عالية مع اللغة أو مُتلق لما يُشبه وحيا أو صاحب عبقرية[22]، وبالتالي فهو يشخص يأتي بما لا يستطيع سائر الناس الإتيان به من الأقوال.
اجتاز حصرُ الذاكرة في حوامل مادية تاريخا طويلا قبل أن يبلغ مرحلة الكتاب الذي نعرفه اليوم، أو الدفتر codex، الذي ظهر في القرن الثاني قبل الميلاد وعوَّض سائر الحوامل الأخرى (حجر، نبات، رقعة، رولو، الخ.) في القرن الخامس بعد الميلاد. وببلوغه هذا الطور اتسعت دائرة المؤلفين والقراء قياسا إلى سائر المراحل السابقة، ما انعكس على إنتاج الكتاب الذي صار صناعة تتمثل في حرفة الوراقة.
عندما ظهرت المطبعة في القرن الخامس عشر الميلادي خطا الوضع الاعتباري للمؤلف خطوة عملاقة لأن الكتاب صار منتوجا صناعيا يمكن الاستثمار فيه وجني أرباح طائلة، وظل المؤلف يحاط بهالة وصاحب سلطة رمزية وربما حتى صاحب وضع مادي ميسور في المجتمع. بعبارة أخرى، لقد ساهمت المطبعة في تكريس الوضع الاعتباري للمؤلف باعتباره شخصا غير عادي. هذه المنزلة ساهم في تقويتها أمران: الكلفة المالية لتصنيع الكتاب وتوزيعه وإيصاله إلى القارئ، ثم وُجُوب خضوع الكتاب لرقابة متمثلة في ما يُعرف بمصافي النشر التقليدية، مجسَّدة في هيئات القراءة والتحرير بدور النشر والمجلات والصحف. لا ناشر يقبل المغامرة بطبع كتاب وإنزاله إلى السوق ما لم يكن مردوده وربحه مضمونين. النتيجة أنَّ الكتاب صار يُنتج بكميات هائلة[23]، والمؤلف صار يصل إلى قطاعات واسعة من القراء[24].
بالموازاة مع ذلك، كان للانتشار الواسع للكتاب بفعل دخوله مرحلة الإنتاج الآلي الميكانيكي عواقب أخرى، أهمها:
– ظهور القراءة التوسعية extensive وهي قراءة عدد كبير من الكتب بدل القراءة المكثفة extensive التي كانت تقتصر على عدد محدود جدا من الكتب بسبب ندرتها طبعا. الأولى تسجن القارئ ضمن عدد محصور من المتون التي يقرأها القارئ ويعيد قراءتها ويحفظها عن ظهر قلب، ويتم تناقلها جيلا عن جيل[25]، ما يجعل القراءة هنا معادلا على نحو ما لنشاط الحفظ في الأزمنة الشفهية، في حين تحرر الثانية القارئ من شبيه الحفظ هذا وتتيح له التنقل بين عدد كبير من الأعمال والربط بينها وممارسة فكره النقدي ومنهج الشك الذي لا يستثني أي مجال من مجالات الكتابة[26]، ممهدة بذلك الطريق إلى تحول الأدب إلى منتوج استهلاكي، وإلى ظهور هذا النوع الجديد من القراءة الذي انتشر مع الرقمية، ويطلق عليه اسم الزابينغ؛
– ظهور القراءة الصامتة التي ستحرر تلقي النص من ملحقاته السابقة (نبرة صوت القراءة، الحركات الجسدية المرافقة للقراءة، الخ.)، ما سيوجه طاقة القارئ المحرَّرَة جرَّاء ذلك الصرف إلى إعمال العقل والفكر النقدي، ويحرره بالتالي من وصاية أخرى كانت سائدة من قبل هي وصاية الشراح والنقاد؛
– تحقيق قفزة عملاقة في عملية إشراك العين في نشاط القراءة، هذا الاستدراج الذي انطلق مع ابتكار الدفتر، كما مر بنا، وذلك عبر التطور الكبير الذي سيعرفه فضاء صفحة الكتاب مع المطبعة، من إدراج لعلامات الترقيم، وتقسيم النص إلى فقرات، والكتاب إلى فصول، وترقيم الصفحات، وإنشاء فهارس، الخ. وظهور التنظيم الجدولي للصفحة، ما سيحوِّلُ الكتاب إلى فضاء نشاط له قرابة بما يُسمى اليوم مع الأنترنت بالإبحار أو التصفح؛
– ظهور أجناس خطابية جديدة، في مقدمتها الرواية، والقصة، والصحافة والمجلات، الخ. وهذا ينتظم في خط التاريخ الطويل لعلاقة الكتابة بالسند؛ فقد أظهر تاريخ الكتابة أنَّه مع ظهور كل حامل جديد تنشأ أشكال خطابية جديدة لم يكن في الإمكان ظهورها مع الحوامل السابقة.
لكن ماذا يحصل عندما يصير الفرد بمجرد ما يمتلك جهاز حاسوب موصول بالشبكة ومساحة استضافة يمكنه الحصول عليها مجانا فإذا به يملك ما يفوق أكبر دار نشر ورقية، من حيث أنه يصير في مستطاعه نشر ليس كتاباته فحسب، بل وكذلك كتابات الغير بكميات هائلة؟ ليس هذا وحسب، بل تغطي الأرجاء الأربع للكرة الأرضية في زمن قياسي، 24 ساعة على 24 ساعة، وبدون حكاية نفاذ المنشور ولو بلغ عدد القراء الملايين؟
لظهور الرقمية آثار عديدة على المؤسسة الأدبية ككل؛ إذ ثمة اليوم مراجعة لمفاهيم المؤلف والنص والقراءة والكتابة، والملكية الفكرية، الخ. ما يؤشر على دخول الأدب مرحلة جديدة وحده المستقبل سيحدد ملامحها النهائية. والسبب في ذلك كون الحاسوب، خلافا لسائر الحوامل التي عرفتها الكتابة على امتداد تاريخها، يتجاوز كونه مجرد سند مادي إلى كونه جهاز يؤدي وظائف خمس، هي: الكتابة والقراءة والتخزين والبث والاستقبال. لن أعود إلى هذه الوظائف التي شرحتها في سياقات أخرى[27].
على صعيد المؤلف، حرَّرت الرقمية النصوص من قيود البث، فلم يعد الكاتب، حقيقيا كان أم مزعوما، يحتاج إلى تأشيرة مرور من مصافي النشر التقليدية كي يصل إلى القارئ، وبالتالي صار بإمكان الجميع أن ينشر ما شاء بالصفة التي يشاء؛ على هذا النحو نجد في الشبكة اليومَ ما يُنشر أكثر مما يُقرأ[28]، ما جعل البعض يصف الظاهرة بحصول «نزيف في الخطاب»[29]. ثم إنَّ العديد من الأفراد ينشرون بصفة الباحث أو الإعلامي أو القاص أو الشاعر أو الروائي دونَ الحصول على هذه الصفة من مؤسسة تعليمية أو هيأة معينة. صار الكتاب المكرسون الكبار يقيمون في مكان واحد مع الكتاب الصغار أو المبتدئين أو حتى الرديئين. علما بأنَّ منابر النشر الرقمي صارت اليوم متعددة وفي متناول جميع مرتادي شبكة الأنترنت: فهناك المواقع الشخصية، والمدونات، والمتديات، وشبكات التواصل الاجتماعي، والصحف الإلكترونية، والمجلات الإلكترونية، والبوابات، الخ.
من نتائج هذا الوضع فقدان الكاتب لسلطته ومكانته الرمزيتين داخل المجتمع، بل وقد يتراجع إقبال القراء على أعماله وإن كان قد أحرز في عالم الورق على شهرة واسعة جدا. من الأمثلة الشهيرة في هذا الصدد حكاية الكاتب الأمريكي ستيفن كينغ التي صارت تشكل مرجعا لهذا الأمر: ففي عام 2000 أراد هذا المؤلف القفز على حلقة ناشره الورقي والاستئثار بمفرده بالأرباح الطائلة التي يجنيها عبر أعماله، فأنشأ موقعا كلفه 175 ألف دولار، خصصه لنشر روايته الجديدة على حلقات، حيث يتعين على القارئ أن يؤدي مبلغ دولار واحد لتنزيل كل فصل جديد، لكن المفاجأة كانت كبيرة، حيث تراجع عدد القراء بشكل كبير بين شهر يونيو هو تاريخ نشر الفصل الأول من العمل المذكور وشهر دجنبر تاريخ التوقف عن تحرير العمل الجديد وإغلاق الموقع[30]. وتفسير هذا الحدث لا يمكن في انحدار جودة الرواية المذكورة ولا في تراجع مستوى الكتابة لدى صاحبها؛ فقد عاد إلى عالم الورق وواصل الكتابة والنشر بمبيعات مرتفعة، بل يعود ذلك الفشل إلى طبيعة الأنترنت التي تعد قارة جديدة، وتشكل مجال صراع بين ثلاث فئات من المستوطنين الجدد: فالحكومات ترى فيها أداة لتشديد الرقابة على مواطنيها، والشركات تجد فيها سوقا واسعة جديدة لتحقيق مبيعات أكثر وأرباح أكبر، وأخيرا يرى فيها عموم المستخدمين أداة للتحرر ورواج المعلومات والمنتوجات بكل حرية ومجانية[31].
والوضعية الجديدة للمؤلف لا تختلف عن وضعية المثقف الذي شكل وضعه الاعتباري ومكانته داخل المجتمع، على امتداد القرن العشرين موضوع نقاشات، وَعَرَفَت سلطته تراجعا في الوقت الراهن، ما أدى بالبعض إلى الحديث عن سقوط النخبة وبروز الشعبي[32].
شكلت الثقافة والمثقف موضوع دراسات منذ القرن التاسع عشر: في الحقل الأدبي بداية، ثم في علم اجتماع الثقافة لاحقا؛
انطلقت تلك الدراسات بمتابة فعل على مكننة الإنتاج الثقافي[33] – إن صح التعبير – وظهور وسائط الإتصال الجماهيري (راديو، تلفزة) وخطورة تنميط الحشود في ثقافة واحدة. رغم تباين تلك الدراسات يمكن تصنيفها إلى اتجاهين كبيرين:
– نظرية «الشرعية ومركزية المثقف، وأبرز ممثليها مدرسة فرنكفورت، وبيير بورديو، ومدرسة الدراسات الثقافية الأنجليزية، والاتجاه النقدي في حركة من الكيتش إلى الكامب du kitch au Kamp بأمريكا (1944-1964)[34]، ثم إدغار موران؛
– ثم أفكار ما بعد الحداثة ويمثلها أساسا: فوكو، ديريدا، دولوز، ورولان بارث، والنسبية الثقافية ممثلة في ميشال مافيصولي من جهة ثانية[35].
وما نشهده اليوم من تراجع لكمانة المثقف ودوره في المجتمع وفقدان للمؤلف لحظوته وسلطته الرمزيتين، إنما هو انتصار للتيار الثاني على الأول لكون التقنية (الأنترنت بالخصوص) منحته أسباب التجسيد، حيث يمكن الوقوف على هذا الغياب للمركز في كل من الشبكات الاجتماعية والنص التشعبي وبنية الأنترنت نفسها.
في هذا الصدد، ثمة من يرى أنَّ المعلوميات دفعت بنظريات ما بعد الحداثة، بل وبجماليات الحداثة نفسها إلى الحدود القصوى بنقل الثقافة والعمل الأدبي من موقع الانتظام داخل مجتمع هرمي إلى مجتمعات صغيرة (لم يتردد البعض في نعتها بالقبائل واعتبار عودة القبلية السمة المميزة لعصر ما بعد الحداثة[36])، وانحسار الثقافات الكبرى macro-cultures لفائدة الثقافات المصغرة micro-cultures[37].
إضافة إلى ما سبق، لم تعد قيمة العمل الأدبي تتحدد بما يقوله النقد في ذلك المنتوج، وإنما بمدى إقبال القراء عليه. وحيث بات جهاز الحاسوب أداة للإنتاج والتلقي في آن واحد، فقد تدفق على الشبكة حشود من القراء لم يمروا بالضرورة من المؤسسات التعليمية الجامعية، ما جعل العديد من الأعمال التي لن تحصل على موطئ قدم في الساحة الأدبية، لو مرَّت عبر مصافي النشر التقليدية وطقوس العبور إلى جمهورية الأدب إن جاز التعبير، تحصل على عدد كبير من القراء. وإلقاء إطلالة على عدد من الأعمال الروائية المنشورة في العديد من المنتديات الأدبية العربية يوضح هذه النقطة بما لا مجال فيه للشك، حيث يحصل أن يبلغ عدد قراء الرواية الواحدة عشرات الآلاف[38]. هل يبنغي القلق لهذا الأمر أم الاحتفاء به؟ إنَّ المسألة هنا لا تهم العالم العربي وحده ولا الأدب دون سائر الحقول المعرفية الأخرى: فقد لقد خصها أمبرتو إيكو، في أحد حواراته، بإشارة لا تخلو من تشاؤم حيث قال: «إن الاتجاه ماض نحو حضارة لكل فرد فيها نسقه الخاص لتصفية المعلومات، أي أن كل فرد يصنع موسوعته الخاصة. واليوم، مجتمع متألف من 5 مليار موسوعة متنافسة، لهو مجتمع لم يعد يتواصل إطلاقا»[39]، لكنه عاد ليمتنع عن إبداء أي حكم قاطع في المسألة تاركا الباب مفتوحا لجميع التكهنات ومجتهدا في صياغة تخمين متفائل:
«قد تكون ثورة في الذوق لسنا قادرين على تبين نتائجها. فمن وجهة نظر تقليدنا الثقافي، قد يكون شيئا في منتهى الخطورة. ولكن يمكننا التفكير فيه بطريقة أخرى: مصافي الذوق في الأدب كانت تهم 0,5% من السكان. إذا كان اليوم 70 % من السكان المبحرين في الشبكة يفضلون شعرا أو محكيا وجدوه صدفة، يمكننا القول إن هؤلاء الناس الذي ظلوا إلى الآن مقصيين من تذوق الإنتاج الأدبي قد استطاعوا أخيرا الدخول في اتصال مع هذا الشكل أو ذاك من أشكال التعبير الأدبية. وسيكون الأمر كذلك ثورة. ثورة ممكنة التطويع مادام الفرد الذي يربي نفسه صدفة في النت ويلتهم أي شيء، سيجد نفسه عندما سيلتحق بالجامعة أو يشرع في العمل، قد عثر بأعجوبة على مقاييس وسيطور جموحه السابق؛ ولكن هذا كله لا يعدو مجرد تكهن خالص»[40].
إضافة إلى ما سبق، تشهد شبكة الأنترنت غزوا من لدن اللغة الدارجة، حيث العديد من الروايات تكتب بالعامية والقصائد الشعرية أيضا، ويمكن افتراض أنَّ هذه الثغرة في اللغة العربية هي ما فتحت المجال للبعض إلى ولوج عالم النشر الورقي باللغة الدارجة نفسها.
أيضا مع ظهور ما يُسمى بـ «الويب 2» في عام 2004، طرأ على القراءة والقارئ تغيير جذري، حيث انتقل من موقع المتلقي السلبي للعمل الأدبي إلى منزلة صاحب إمكانية في إبداء الرأي عبر التعقيب والمناقشة، إذ تتيح كل من المدونات والمنتديات والشبكات الاجتماعية للتواصل، مثل الفيسبوك وتويتر ويوتوب، واسكريبتات إدارة محتويات المواقع ومجموعة من المجلات، مثل النيوك وجوملا وغيرها، للقارئ أن يعقب ويُبدي رأيه في ما يقرأ، ما أزَاحَ الحدود التقليدية بين المؤلف وقرائه، حيث صار بوسعهم ليس الاتصال به عبر البريد الإلكتروني فحسب، بل وكذلك التعقيب مباشرة على كتاباته وإبداء آراءهم وحولها.
أما إذا أدرجنا ما يُسمى بالأدب الرقمي، وهو أدب ناشئ، يعود ظهوره إلى عام 1959، بالتزامن في ألمانيا وفرنسا وأمريكا، وله الآن تراكمه واتجاهاته وأجناسه، إذا أدرجناه في خانة الأدب بمعناه المتداول[41] منذ نشأته (وهو فن من الفنون الجميلة، أداته التعبيرية هي اللغة)، فإنه يمكن القول بأنَّ الرقمية تتجاوز مجرد طارئ يتمثل في ظهور وسيط جديد أو حامل جديد هو الحاسوب إلى إلحاق نقل للمسألة الأدبية وإدخال الأدب في إبدال جديد[42]، حيث تشهد معه عمليتا الكتابة والقراءة تغييرا جذريا يصل أحيانا حد القطيعة مع نظيرتيهما السابقتين، في الأدب الذي بات يسمى إما تقليديا أو ورقيا، من ذلك:
– أنَّ النص الأدبي صار ذا طبيعة مركبة، بمعنى أنَّ المكون اللغوي لم يعد فيه سوى عنصر ضمن عناصر أخرى، تتمثل في الصورة والصوت، ما يجعل مفاهيم النقد القديمة وأدواته التحليلية غير كافية لدراسة هذا النوع من النصوص التي تحول فيها النص من موضوع لغوي إلى موضوع سيميولوجي على النحو الذي عرف به سوسور هذا العلم[43].
– مع الشعر المتحرك، اكتسب النص بُعدين زمني ومكاني، إذ صارت الكلمات تتحرك في صفحة الشاشة، ما حول هذه الأخيرة إلى شبه فضاء ركحي؛
– في الأدب التوليدي، عبر استثمار مكتسبات النظرية اللسانية البنيوية والنحو التحويلي التوليدي وبرامج خاصة ومعجم، صار بإمكان الحاسوب أن يُنتج بشكل آلي عددا لا نهائيا من النصوص الأدبية في سائر الأجناس المعروفة[44]، ما يدعو إلى إعادة النظر في المحفوظات الأدبية التي ظل الحرص على إبقائها مُكتسبا ثمينا باعتبارها من منتوج أشخاص ذوي مواهب خاصة. بتعبير آخر، إنَّ طاقة إنتاج الحاسوب لنصوص أدبية تظاهي نظيرتها الإنسانية، تلك الطاقة ليست لا نهائية فحسب، حيث يقوى الحاسوب على الكتابة ليل نهار وبدون توقف طالما ظل مشغلا وموصولا بالكهرباء فحسب، بمعنى أن قدرته الإنتاجية تفوق نظيرتها لدى الإنسان، ما يقتضي من النقد أن يحول موضوعه من دراسة النصوص إلى دراسة عملية الإنتاج في حد ذاتها[45].
– مع النص التشعبي تم الطي النهائي لظاهرة ما يسمى بالخطية التي تقتضي قراءة النص من أول صفحة إلى آخرها، بسبب إكراه الحامل الورقي المادي، لفائدة قراءة متعددة المداخل، ومتشعبة المسارات، حيث يمكن للحكاية الواحدة أن تتناسل داخليا، بما يجعل القارئين الاثنين لا يجدان نفسيهما في مكان واحد وحكاية واحدة بعد انصراف وقت معين، ولذلك عواقب هامة على القراءة والكتابة في آن فضلا عن مفهوم النص؛ فمن حيث القراءة صار الكاتب، عبر الاختيار الذي يُجريه من مُتعدد، هو كاتب ما يقرأ؛ ومن حيث الكتابة، عندما يكون الكاتب بصدد تصميم نصه، ببرنامج معلوماتي متخصص[46]، فإنه لا يملك سوى فكرة عامة وغامضة عما سيقرأه القارئ[47]. أخيرا، على مستوى النص يستحيل طباعة هذا النوع من النصوص ورقيا، لأنه يتعين طباعة مجموع ممكنات مسارات القراءة، ما سيفضي إلى طباعة أعداد كبيرة من الروايات التي لا يجمع بينها إلا العنوان.
– في الأدب التوليفي، انطلاقا من عدد محدود من النصوص، وعبر البرمجمة المعلوماتية، يستطيع الكمبيوتر إنتاج عدد هائل من النصوص انطلاقا من تلك الأنوية الأولية، إن جاز التعبير. أشهر مثال في هذا الصدد قصيدة الشاعر الفرنسي ريمون كينو «مائة ألف مليار قصيدة»، وهو حاصل ممكنات التوليف بين 11 سونيتة لا غير؛ فلكي يتمكن القارئ من قراءة مجموع هذه القصائد بمعدل ثانيتين للواحدة و24 ساعة على 24، يتعين عليه قضاء مليوني قرن أمام الشاشة[48].
– لأول مرة في تاريخ الأدب صار المؤلف والقارئ مُطالبين بالتوفر على جهاز واحد للكتابة والقراءة، هو الحاسوب الذي يشكل أداة للإنتاج والنشر والتقلي في آن؛
– استحالة الحصول على نسخة من العمل الأدبي، في النصوص التشعبية والمتحركة وذات الطبيعة المركبة التي تجمع بين الصوت والصورة والخط.
إضافة إلى ما سبق، في سياق هذه الفرضنة الشاملة للواقع[49] التي تتم بمقتضيات ما بات البعضُ يسميه بـ «فضاء المعلومة»[50] logo-shère أو «زمن الإعلام» l’ère de l’information، ثمة هجرة ضخمة اليوم للمكتبات من الرفوف الواقعية إلى الرفوف الافتراضية، تحت اسم ما يُدعى برقمنة التراث. ففي الولايات المتحدة، مثلا، جميع الكتب المطبوعة ابتداء من القرن التاسع عشر تخضع لرقمنة بسبب احتمال تعرضها للإتلاف جراء حامض؟؟؟ الذي تشتمل عليه عجينة صناعة الورق[51].
مَدَارُ الرقمنة هنا تجريد الأعمال من حواملها المادية (الورق) وتحويلها إلى موضوعات مجردة immatériaux، باعتماد النظام الثنائي 0 و1، ما يتيح تخزين كميات هامة من سائر أنواع النصوص (خط، صورة، صوت)، وحده الحاسوب يستطيع إعادتها إلى شكلها الأصلي لدى استشارتها.
تتم رقمنة النصوص بثلاث صيغ، هي على التوالي: صيغة الصورة، وصيغة النص، وصيغة الـ sgml التي عنها انبثقت لغة توصيف النص التشعبي[52] HTML.
لقد أدت هذه الرقمنة المكثفة إلى تخزين كميات هائلة من النصوص، ما أدى على نحو ما إلى تحقيق حُلم إنشاء مكتبة كونية الذي راود أكثر من عالم وأديب، أقربهم إلينا: بورخيص، عبر ، وبول أوتليه Paul Otlet، وفانيفار بوش Vannevar Bush، وتيد نيلسون Ted Neslson.
هذا النقل الذي تقوم به أطراف ثلاثة: مؤسسات، جماعات متطوعين، ثم ما يمكن تسميتهم بجنود الخفاء (قراصنة)، أفضى إلى وضع مادة ضخمة على الخط، من المستحيل عمليا الإحاطة بها لأنها تغطي سائر اللغات، ما يجعل محاولة جرد لتك المادة مجرَّد ضرب من العبث. مع الرقمية أفلتت من الإنسان الإحاطة بالمعرفة نهائيا. من أشهر المشاريع في المجالات الأنجليزية والعربية والفرنسية وحدها:
– مشروع جتنبرغ www.gutenberg.org: رقمنَ إلى اليوم 000 33 كتاب بـ 14 لغة، ويعتزم نقلها إلى مليار كتاب ليتجاوز بأضعاف مضاعفة مكتبة غوغل التي رقمنت لحد الآن 129 864 880 كتابا[53].
– مكتبة غاليكا التابعة للمكتبة الوطنية الفرنسية http://gallica.bnf.fr: تمّ إطلاقها في اكتوبر 1997، وفاق عدد وثائقها اليوم 000 860 وثيقة.
– قاعدة بيانات فرانتيكست www.frantext.fr: تشتمل على 3737 نصا في العلوم والفنون والآداب والتقنيات، منشورة على شكل متن يتألف من 80% من الأعمال الأدبية و20% من المؤلفات التقنية.
– الموسوعة الشاملة www.islamport.com: تضم 5300 مؤلفا، تحمل مجانا من الشبكة، كما يُمكن استشارتها عبر أضخم محرك بحث في الثقافة الإسلامية لما يوفره من خيارات عديدة في الوصول إلى المعلومات.
– الموسوعة العالمية للشعر العربي www.adab.com: تشتمل على عدد هائل من قصائد الشعر العربي الفصيح والعامي في سائر عصوره والشعر العالمي وترجمات أعمال عربية إلى الأنجليزية، إضافة إلى قصائد سمعية.
– مكتبة الإسكندرية www.bib-alex.com: وتشتمل على 20 ألف كتاب بنسخته الكاملة في شتى فروع المعرفة.
– موقع اتحاد الكتاب العرب awu-dam.net: ويضم النصوص الكاملة لعدد كبير من الكتب والمجلات الصادرة عن الاتحاد.
– موقع المصطفى www.al-mostafa.info: يشتمل على عشرات آلاف الكتب العربية من سائر الحقول المعرفية والإبداعية.
– مواقع رفع الملفات مثل www.archive.org وwww.4shared.com: وتحوي عشرات آلاف الكتب العربية الموضوعة رهن إشارة التنزيل المجاني.
عواقب هذه الرقمنة على القراءة عديدة جدا، أهمها:
– أنَّ القارئ توفَّر، ولأول مرة في التاريخ، على كم هائل من الوثائق والنصوص الجاهزة للقراءة، ما يجعل من المستحيل على المتخصص في الحقل الواحد أن يحيط بكل ما يُكتب في موضوعه، بل لدى كتابة بحث ما في موضوع معين من المستحيل على الباحث قراءة كل ما كُتبَ فيه. بتعبير آخر، لقد أفلتت المعرفة من الإنسان إلى الأبد، لأن مستودعها صار من الآن فصاعدا هو الشبكات[54]، ما يُعبِّرُ عنه الفيلسوف ميشال سير بتشبيه بليغ قائلا: لقد صارت الحواسيب هي رؤوسنا[55]، و«عندما تجلسون أمام شاشة الحاسوب، فاعلموا أنكم تجلسون أمام رأسكم المقطوع»[56]؛
– قزَّمَت الرقمية طاقتنا القرائية المحدودة بقدراتنا البيولوجية، من جهة (فنحن مخلوق صغير يقضي نصف عمره في النوم)، وقدراتنا الدماغية أيضا، من جهة ثانية: فالكتابة نشاط حديث جدا في تاريخ تطورنا الطويل، إذ لم تظهر سوى منذ حوالي 4000 عام قبل التاريخ فيما يرتد تاريخ تطورنا إلى ملايين السنين، ما حال لحد الساعة دونَ نشأة باحة (أو قشرة) cortex في الدماغ متخصصة في القراءة، وتتيح لنا بالتالي أن نقرأ بسرعة الماسح الضوئي، فنستغني عن تهجي الكلمات والجمل، ونقرأ الصفحة كاملة بمجرد إلقاء نظرة عليها.
موازة مع الوضع الجديد الذي دخلته الكتابة والقراءة، ظهرت أطروحات، تمضي من احتمال الاختفاء النهائي للكتابة، ما سيكون له عواقب كبرى على القراءة، مرورا باحتمال الاختفاء النهائي للنشاطين معا: القراءة والكتابة لفائدة تواصل بالدماغ مباشر مع الحواسيب على غرار ما يفعل اليوم الأشخاص الذين، جراء تعرضهم لشلل جسدي، يمكنهم الطب من التواصل مع الحاسوب بأوامر الدماغ لا غير[57]، وصولا إلى إدماج سائر وسائط التواصل المعروفة اليوم (هواتف محمولة، حواسيب، الخ.) في جسد الإنسان[58].
مهما من يكن من أمر، فقد عرف نشاط القراءة على إثر هذا الطوفان الكتابي – إن جاز التعبير- مستجدات، أهمها:
– ظهور القراءة المدعومة بالحاسوب؛
– الاستغناء عن القراءة المسترسلة للنص لفائدة لفائدة قراءة تنكب على تواتر موضوعة ما في عمل مجموع أعمال مؤلف واحد أو أعمال مجموعة من المؤلفين، مثلا، الخ.
– تحول القراءة إلى نوع من الزابينغ (الويب ونشأة طريقة جديدة لاكتساب المعارف).
الخلاصة أننا مع الرقمية لم نعد نقرأ ولن نقرأ مستقبلا كما كنا نفعل من قبل. ووحده المستقبل قادر على تحديد الشكل النهائي الذي سيأخذه هذان النشاطان المنحدران منذ عصور سحيقة، واللذان سيشهدان بالتأكيد انقلابا جذريا على غرار سائر مناحي الحياة والأنشطة التي تتعرض للتقويض اليوم جراء الثورة الرقمية الجارية تحت أعيننا.>

محمد أسليـم

(نسخة مؤقتة من ورقة ألقيت في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء يوم 19 فبراير 2012، ضمن مائدة: الثورة الرقمية وتحولات الكتابة والقراءة)
——–
هوامــش
[1] ثمة من يتحدث عن ثورة صناعية واحدة، تحققت عبر ثلاث مراحل كبرى، هي: المرحلة الأولى: اكتشاف الفحم الحجري والآلة البخارية،المرحلة الثانية: استغلال البترول واختراع الكهرباء، الثالثة هي ثورة المعلوميات والاتصالات اللاسلكية. انظر:
– Joël Rosnay, «Les étapes de la révolution industrielle», in L’expansion, n° 200-201 (octobre 1982).
متوفر جزئيا في:
http://www.ltma.lu/trew/scheerware/downloads/resumes/RSCetapesrevind.pdf
[2] انظر: محمد أسليم، «الثقافة والمثقف في ظل الثورة الرقمية»، ندوة الثقافة في خدمة تقارب الشعوب، فرع تمار لاتحاد كتاب المغرب، يوم 04 نونبر 2011
[3] على التوالي:
– Jean Clément, L’Adieu à Gutenberg :
http://manuscritdepot.com/edition/documents-pdf/adieugutenberg-jclement.pdf
حيث يذكر أن «فهرسة la somme théologique للقديس تواما الأكويني قد قام بها الأب روبرتو بوسا معلوماتيا منذ عام 1951»
[4] أطلق المشروع عام 1971 ميكائيل هارث (طالب في جامعة Illinois بأمريكا)، ورمى من خلاله إلى رقمنة الأعمال الأدبية المنتمية إلى المجال العمومي ونشرها مجانا، وبإطلاق شبكة الأنترنت كان موقع جتنبرغ الأول من نوعه. انظر:
Marie Lebert, Littérature et internet des origines (1971) à nos jours:
http://www.bmlisieux.com/colloque/
[5] les Voyages de Gulliver de Jonathan Swift (1726)
نقلا عن:
– Jean Clément, «La littérature au risque du numérique», Document numérique, 2001/1 Vol. 5, p. 113-134 :
http://www.cairn.info/revue-document-numerique-2001-1-page-113.htm
[6] cadavre excquis) (le: كتابة جماعية ابتكرتها الحركة السوريالية، ويعرفها المعجم المختصر للسوريالية بأنها «لعبُ يركب فيه عدة أشخاص جملة أو رسما دون أن يأخذ أي واحد منهم بعين الاعتبار ما حرره سابقه من قبل». ومن النقاد من يعتبر الكتابة الجماعية في شبكة الأنترنت ممارسة تتأصل في هذه التجربة. يُنظر في هذا الصدد مثلا:
– Bernier, Gina, Des «cadavres exquis» aux paradis virtuels : Jeux et enjeux de la littérature sur support informatique, (Université Laval. Québec. Canada); Chamberland, Roger (dir.), Mémoire de maîtrise, Littérature québécoise, 1998 :
http://membre.megaquebec.net/gulliver
[7]ابتكر هذه الأسطورة الشاعر الفرنسي بوريس فيان Borris Vian، سنة 1953، في مقاله:
– VIAN Boris, “Un robot-poète ne nous fait pas peur”, ARTS 10-16, avril 1953 : 219-226.
نقلا عن:
– Philippe Bootz, Qu’est-ce que la littérature numérique ?
http://www.olats.org/livresetudes/basiques/litteraturenumerique/1_basiquesLN.php
[8] s. n. a , «Ailleurs se tisse : L’origine de la littérature numérique», in Planète Drupal
La littérature électronique francophone célèbre son 45ième anniversaire de naissance :
http://bibliomancienne.wordpress.com/2009/07/20/ailleurs-se-tisse-lorigine-de-la-litterature-numerique
[9] يتعلق الأمر أساسا بالناقد والشاعر الفرنسي الرقمي فيليب بوطز. يُنظَر:
– Philippe Bootz, Qu’est-ce que la littérature numérique ?
http://www.olats.org/livresetudes/basiques/litteraturenumerique/5_basiquesLN.php
[10] Jean Pierre Dupuy , Quand les technologies convergeront :
http://www.resogm.org/IMG/pdf/RDM_023_0408.pdf
[11] Joël de Rosnay en collaboration avec Fabrice Papillon, Et l’homme créa la vie… La folle aventure des architectes et des bricoleurs du vivant¸ Les liens qui libèrent, 2010 (304p.)
[12] يُنظر في هذا الصدد:
-Régis Debray, Vie et mort de l’image, Gllimard, 1995.
أو ترجمته العربية:
– ريجس دوبريه، حياة الصورة وموتها، ترجمة فريد الزاهي، الدار البيضاء، أفريقيا الشرق، 2002، 297 ص.
وكذلك: د. شاكر عبد الحميد، عصر الصورة. السلبيات والإيجابيات، الكويت، المجلس الأعلى للثقافة والآداب والفنون، سلسلة عالم المعرفة، العدد: 311، يناير 2005، 466 ص.
[13] Jean Clément, «La littérature au risque du numérique», op.cit.
[14] Dan Sperber, «L’avenir de l’écriture», Colloque virtuel, 2002, ““text-e” :

Dan Sperber (2002) L’avenir de l’écriture. Colloque virtuel “text-e”


[15] الرأي لـ William Crossman، حيث كتب:
«بتمكيننا من الوصول بالكلام وبالسمع إلى المعلومات المسجلة، ستكمننا أجهزة الكمبيوتر الناطقة أخيرا من تعويض كل اللغة المكتوبة باللغة المنطوقة. سوف نكون قادرين على تسجيل المعلومات واسترجاعها بمجرد التكلم، الاستماع ومشاهدة رسومات، لا نصوص. بهذه الخطوة العملاقة إلى الأمام نحو الماضي، نحن بصدد إعادة خلق ثقافة شفهية على أسس تكنولوجية أكثر فعالة أكثر وموثوق بها أكثر» (« The Coming Age of Talking Computers », The Futurist, December 1999). نقلا عن دان سبربر، مرجع سابق، والترجمة لنا.
– Dan Sperber, «L’avenir de l’écriture», op. cit.
[16] يُنظر، في هذا الصدد، الشريط الوثائقي:
– Robots sapiens L’avenir du cerveau et des ordis :

[17] يُشاهد، في هذا الصدد، على سبيل المثال:
– Robot Sapiens : les homme du futur :
http://www.mystere-tv.com/robot-sapiens-homme-du-futur-v944.html
– Robots Sapiens :

[18] – Robots Increíbles (Máquinas super-modernas, The Learning Channel) : http://www.youtube.com/watch?v=4rTw-E3Wzts
– Maquinas vivientes :
http://www.youtube.com/watch?v=IJ1lKrFERcc
[19] Jean-Paul Baquiast, Le paradoxe du sapiens. Êtres technologiques et catastrophes annoncées, Les Editions Jean Paul Bayol, 2010.
[20] Jean Paul Baquiast, Les paradoxes du sapiens, 3 octobre 2008 :
http://www.automatesintelligents.com/echanges/2008/oct/sapiens.html
[21] Pierre Lévy, Essai sur la cyberculture: L’univers sans la totalité. Rapport au conseil de l’Europe, version provisoire:
http://hypermedia.univ-paris8.fr/pierre/cyberculture/cyberculture.html
[22] خُذها من:
– Jean Brun, L’Homme et le langage,
– La poésie à l’ère de la diffusion électronique,
[23] خلال القرنين 15 و16م تم طبع 50 مليون كتاب في أوروبا وحدها.
[24] مثلا، صدر لأراسموس (1469 –1517م) Erasme خلال حياته ستون طبعة من كتابه «أقوال مأثورة»، وأربعون طبعة من كتابه الثناء على الطيش «Éloge de la folie، كما «عُرض نحو 15 مليون كتاب في الأسواق على مدى أربعين عاما، ما بين السنوات 1400 و1500». بخصوص أراسموس، انظر: وٍلْ ديورات، قصة الحضارة، ج. 23، الإصلاح الديني، ترجمة: الدكتور عبد الحميد يونس، بيروت-تونس، دار الفكر، ج. 23، ص. 181، وص. 189، وحول الكتب المعروضة في أسواق أوروبا ما بين 1400 و1500، يُراجع: مارتان، هنري، جون، نشأة الطباعة في الغرب، تاريخ الكتابة، من التعبير التصويري إلى الوسائط المتعددة، ترجمة: إسحاق عبيد، مكتبة الإسكندرية، الإسكندرية، 2005، ص. 357. نقلا عن: د. إيمان يونس، تأثير الأنترنت على أشكال الإبداع والتلقي في الأدب العربي الحديث، الطبعة الأولى، 2011، ص. 7.
[25] Roger Chartier, Du Codex à l’Écran : les trajectoires de l’écrit, In Solaris, nº 1, Presses Universitaires de Rennes, 1994 :
http://biblio-fr.info.unicaen.fr/bnum/jelec/Solaris/d01/1chartier.html
[26] Ibid.
[27]محمد أسليم، الرقمية وإعادة تشكيل الحقل الأدبي، مُحاضرة ألقيت على طلبة ماستر الأدب المقارن بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، موسم 2010 – 2011.
[28] Jean-Clément, «La littérature au risque du numérique», op. cit.
[29] Fabio Caprio Leite de Castro , Le postmoderne ou l’hémorragie du discours, 25 octobre 2007 :
http://www.sens-public.org/spip.php?article480
[30] Christian Vanderdorpe, Pour une bibliothèque universelle:
http://www.le-debat.gallimard.fr/debat/html/vandendorpe_christian.htm
وكذلك:
– Louise –Caroline Dias, Cyberculture: La fracture [du texte] numérique, Mémoire présenté dans le cadre du DESS, Université Lumière Lyon II, 2002, pp. 31, 71, 83.
[31] Renaud, I., Cogitation virtuelle: débats et enjeux sociaux sur Internet, mémoire de maîtrise . Département d’ Anthropologie. Univerité de de Laval, 1997.
[32] الدكتور عبد الله الغذامي، الثقافة التلفزيونية. سقوط النخبة وبروز الشعبي، الداربي البيضاء-بيروت، المركز الثقافي العربي، الطبعة الثانية، 2005، (224ص.).
[33] أول رد فعل على مكننة العمل الثقافي كان مع سانت بوف، حيث عقب على صدور مقال (يحمل عنوان:«الأدب الصناعي») بسُخرية تعكس القلق الذي أثارته دمقرطة الكتابة:
«علينا أن نستسلم للعادات الجديدة، ولاجتياح الديمقراطية الأدبية كما لظهور سائر الديمقراطيات الأخرى. لا يهم أن يبدو هذا أكثر حدة في الأدب. سيكون على الأقل سمة مميزة للكتابة والطباعة.
فبأخلاقنا الانتخابية والصناعية، سينتهي الأمر بكل امرئ امتلك، على الأقل مرة في حياته، صفحته أو خطابه أو منشوره، قطعة خبزه، بأن يسمى كاتبا. ومن ثمة لن تبقى أمامه سوى خطوة واحدة لعمل شريط مسلسل. لماذا لأ أقوم بذلك أنا أيضا؟ سيقول كل واحد». نقلا عن:
– Jean Clément, “Ordre, mémoire et histoire. L’hypertexte à la lumière du Didascalon de Hugues de Saint-Victor”, in C. Désy, V. Fauvelle, V. Fridman, P. Maltais(dir.) in Une œuvre indisciplinaire. Mémoire, texte et identité chez Régine Robin., Les Presses de l’université Laval, Montréal, 2007.
ويمكن استشارته انطلاقا من:
http://hypermedia.univ-paris8.fr/jean/articles/AdL.pdf
وثاني أقوى رد فعل كان مع بنجامين والتر في كتابه الشهير:
– Benjamin Walter, L’oeuvre d’art à l’époque de sa reproduction mécanisée :
متوفر بنصه كاملا في موقع:
http://laphilosophie.fr
[34] Brenard Genton, Du Kitsch au Camp. Théories de la culture de masse aux Etats-Unis, 1944-1964, Thèse de Doctorat, Etudes anglaises et nord-méricaines, Université Rennes II, 2007.
[35] انظر:
– Sylvain MARTET, Pratiques culturelles et représentations de la culture chez les adolescents, Mémoire présenté comme exigence partielle de la Maîtrise en Sociologie, Université du Québec à Montréal, mars 2010, chapitre I, pp. 3-22.
[36] Michel Maffesoli, Le Temps des tribus, Le Livre de Poche, 2000.
كما يمكن الرجوع في العربية إلى مؤلف:
عبد الله الغذامي، القبيلة والقبائلية أو هويات ما بعد الحداثة، البيضاء-بيروت، المركز الثقافي العربي، الطبعة الثانية، 2009، (280ص.).
[37] Jean Pierre Balpe, Pour une littérature informatique… Manifeste :
http://incident.net/users/gregory/pdf/jean-pierre-balpe/jpb_manifeste.pdf
[38] من أمثلة ذلك: قصة ريما ونواف التي بلع عدد زياراتها إلى حد اليوم (22 فبراير 2012) 1,074,532 زائر وزائرة، وعنوانها:
http://forum.z7mh.com/t48235.html
رابط مشاهدة الإحصائيات:
http://forum.z7mh.com/f25/
[39] Emberto Eco, «auteurs et autorités»…, op. cit.
[40] Emberto Eco, «auteurs et autorités», Un entretien avec Gloria Origgi. Traduction d’Anne- Marie Varigault, in Actes du colloque virtuel: Ecans et réseaux, vers une transformation du rapport à l’écrit?
http://www.text- e.org/conf/index.cfm?ConfText_ID=11
[41] يمكن تصنيف آراء النقاد ومواقفهم في الأدب الرقمي إلى صنفين: صنف أول يرى أن لا علاقة بين الأدب بمفهومه المتداول والأدب الذي يعتمد المعلوميات. من هؤلاء النقاد جان بيير بالب وكسافييه مالبري وألان فيولمان. على هذا النحو نجدهم يتكلمون عن : الأدب المعلوماتي والمعلوميات الأدبية . أما الصنف الثاني، فيعتبر الأدب الرقمي امتدادا للأدب التقليدي، وأهم هؤلاء الناقد الفرنسي فيليب بوطز. هذا في ما يخص المدرسة الفرنسية، أما المدرسة الأمريكية، فتعتبر مجرد ما تتم رقمنة النص أو العمل الأدبي، ولو في ملف وورد أو بي دي إف، حتى يكتسب صفة النص أو العمل الأدبي الرقمي، لتم بعد ذلك تصنيف الأعمال إلى قسمين: نصوص أدبية رقمية بسيطة، وأخرى مركبة (انظر كتاب: إيمان يونس).
أما رأينا في الموضوع، فهو:
«مهما يكن الأمر، المحقق اليوم أن الأدب بانتقاله من الورق إلى الرقم لم يعد هو الأدب وعسر عليه أن يظل كما كان. في هذا الصدد، لا يمكن للنقد أن يقدم سوى فرضيات لتحديد زاوية للتعامل مع الوضع الجديد. من هذه الفرضيات:
– اعتبار الكتابة الرقمية تجلّ لقطيعة مع الأدب السابق الذي يُنتظر أن يدخل إلى المتحف. في انتظار ذلك، لا مجال لإقحام قواعد الأدب الورقي ونقده في الشأن الرقمي. أو: – النظر إلى الكتابة الجديدة باعتبارها بداية حلقة جديدة في تاريخ الأدب الطويل متصلة بالماضي، ومن ثمة إمكانية النظر إلى الأدب بوصفه كلا لا يتجزأ متألفا من مراحل ثلاث: شفهية (الأدب الشفهي)، كتابية (أدب عصر الكوديكس)، ثم رقمية (الأدب الرقمي).
إذا كان من الصعب الآن تكهن مصير الرواية الحالية، فإن هذا المصير سيتحدد بدون شك في إحدى الخانتين السابقتين». انظر: محمد أسليم: « الأدب بانتقاله من الورق إلى الرقم لم يعد هو الأدب ويصعب عليه أن يظل كما كان»، حوار: حسن سلمان»، أجراه معنا في إطار تهييء ملف لصحيفة «الشرق الأوسط»، تحت عنوان: «الأدب الرقمي يطالب بحقوقه! جامعات بدأت تدريسه والبعض يبشر بابتلاعه ”الأدب الورقي”»، صدر بالملحق الثقافي للصحيفة نفسها يوم الأربعاء 02 يناير 2008، العدد: 671 10.
[42] Phillipe Bootz, Qu’est-ce que la littérature numérique ?:
http://www.olats.org/livresetudes/basiques/litteraturenumerique/1_basiquesLN.php
[43] Philippe Bootz, Qu’est-ce que la littérature numérique ? op. cit .
[44] Jean-Clément, «La littérature au risque du numérique», in Document numérique. Volume X – n° X/2001, pages 1 à X
[45] Ibid.
[46] أشهر هذه البرامج، برنامج فضاء الحكي Story Space الذي كتب به ميكائيل جويس أول عمل روائي من هذا النوع، وهو ظهيرة، في عام 1986، موقع الشركة المذكورة هو:
http://www.eastgate.com/
[47] Sophie Marcotte, George Landow et la théorie de l’hypertexte :
http://www.arts.uottawa.ca/astrolabe/articles/art0012.htm
[48] Jean Clément,«La littérature au risque du numérique», op : cit.
أما تصفح القصيدة على شبكة الأنترنت، فمتاح انطلاقا من العنوان:
http://x42.com/active/queneau.html
[49] Pierre Lévy, Sur les chemins du virtuel, chapitre : 1, «Qu’est-ce que la virtualisation?»:
http://hypermedia.univ-paris8.fr/pierre/virtuel/virt1.htm
[50] انظر في هذا الصدد:
– Patrick Peccatt, La révolution numérique considérée comme une quatrième révolution:
http://blog.tuquoque.com/post/2009/11/03/revolution-numerique-quatrieme-revolution
– Jacques Robin et Jean Zin, L’ère de l’information :
http://jeanzin.fr/ecorevo/sciences/ereinfo.htm
[51] Jean Clément, «L’avènement du livre électronique: simple transition?», Article paru dans Apprendre avec le multimédia, où en est-on? (sous la direction de Jacques Crinon et Christian Gautellier), éditions Retz, 1997.
دراسة متوفرة في شبكة الأنترنت بالعنوان:
http://hypermedia.univ-paris8.fr/jean/articles/livre.htm
– Jean Cléménet, L’Adieu à Gutemberg, op. cit.
[52] التفاصيل في:
– Jean Cléménet, L’Adieu à Gutemberg, op. cit.
[53] http://www.actualitte.com/actualite/20816-projet-gutenberg-milliard-ebook-gratuit.htm />[54] Pierre Lévy, «Essai de cyberculture…», op. cit.
[55] Centre Ressources Prospectives du Grand Lynon, La crise de la modernité et l’émergence de nouveaux paradigmes :
http://www.millenaire3.com/uploads/tx_ressm3/Nouveaux_Paradigmes2010.pdf
[56] Michel Serres, Les nouvelles technologies: révolution culturelle et cognitive, conférence donnée le 11 décembre à l’irna :
http://interstices.info/jcms/c_33030/les-nouvelles-technologies-revolution-culturelle-et-cognitive?portal=j_97&printView=true
[57] يبدو أنَّ لهذا النوع من التواصل الذي يُشبه التخاطر، مستقبلا زاهرا، بالنظر للإنجازات التي تحققت اليوم: فقد اخترعت ألمانيا مؤخرا سيارة لا تحتاج في سياقتها إلى تعلم سياقة السيارات، لأنها تسير بأوامر الدماغ لا غير. انظر:
http://www.youtube.com/watch?v=cplZ9mpXJmQ
[58] Antonio Campos, Cuerpo y medicina. Transito entre dos siglos:
http://www.ramse.org/CUERPO_MEDICINA.pd

الكاتب:محمد أسليـم بتاريخ: الأربعاء 05-09-2012 06:58 صباحا

الاخبار العاجلة