أورلان: بيان الفنّ اللَّحمي / ترجمة: م. أسليـم

1٬346 views مشاهدة
minou
ترجماتمقالات
أورلان: بيان الفنّ اللَّحمي / ترجمة: م. أسليـم

تقديـم:
تعتبر الفنانة الفرنسية أورلان، إلى جانب إدواردو كاك وأرثور إلسِنَار وسطرلاك وعزيز وكوشيه، وآخرين كثر ما ينفك عددهم يتزايد يوما بعد يوم، تُعتبر واحدة من أبرز ممثلي فن النزعة ما بعد الإنسانية الذي يُشكل واجهة للترويج الفني والثقافي للكشوفات الجارية في حقل البيولوجيا التكنولوجية ومخططاتها لتعديل الإنسان الحالي وترقيته والتخلص من قيد التطور البيولوجي الطبيعي البطيء لفائدة تطور تكنولوجي يملك الإنسان زمام تحديد إيقاعه ووجهته. ما يميز الأعمال الفنية لهذا الاتجاه هو التركيز على الجسد وإنتاج أعمال فنية توظف المختبرات التكنولوجية البيولجية والتدخلات الجراحية الطبية على نحو يُفضي إلى مساءلة مفهوم الجسد والإنسان نفسيهما… (المترجم)

التعريف:
الفن اللَّحمي هو عمل بورتريه ذاتي بالمعنى الكلاسيكي، ولكن بوسائل تكنولوجية تنمي إلى عصرها. وهو يتأرجح بين تشويه الجسد وإعادة تشكيله، ويندرج في اللحم لأنّ عصرنا بدأ يجعل هذا ممكنا. يّصيرُ الجسدُ «مُهيَّأ للتعديل» لأنه لم يعد ذلك المُهيَّأ المثالي الذي لا ينتظر سوى التوقيع.

التميّز
على عكس «البودي أرت» الذي يتميزُ الفن اللحمي عنه، لا يرغبُ هذا الفن في الألم، ولا يسعى إليه باعتباره مصدرا للتطهير، ولا يتصوره بوصفه فداء. لا يهتم الفن اللحمي بالنتيجة الفنية التشكيلية النهائية، بل يهتم بالعملية-الجراحية-الإنجازية وبالجسد المعدَّل الذي صار مكانا للنقاش العام.

مُقاطعة الغيبيات
بتعبير واضح، لا ينتمي الفن اللحمي إلى التقليد المسيحي، فهو يناضل ضده! إنَّهُ يستهدفُ نفيَ هذا التقليد لـ «الجسد-اللذة» ويُعرِّي أمكنة انهياره أمام الاكتشافات العلمية.
وليس الفنّ اللحمي وريثا لسِيَر الأولياء التي تجتازها أفعال ذبح ونحر واستشهادات آخرى، فهو يضيف بدل أن يزيلَ، ويزيد من القدرات بدل أن يقللها، لا يُريد الفن اللحمي أن يكون تشويها ذاتيا.
يُحوِّلُ الفن اللَّحمي الجسد إلى لغة ويقلب المبدأ المسيحي للكلمة الذي يجعل من نفسه لحما لفائدة اللحم المتحقق في الكلمة؛ وحده صوت أورلان سيظل لا يتغير، والفنان يعمل على التمثيل.
يعتبر الفن اللحمي الأمرَ «ستلدين في الألم» مفارقة تاريخية ومثيرا للسخرية، مثلما يريد أرتو إنهاء حكم المتعالي؛ لدينا الآنَ التخدير الموضعي مسكنات متعددة كما لدينا المورفين، عاشت المورفين!
وليسقط الألم! …

الإدراك
الآن أستطيع أن أرى جسدي مفتوحا دون أن أعاني جراحته! … أستطيع أن أرى نفسي إلى عمق الأحشاء، إنها مرحلة مرآة جديدة. «أستطيع أن أرى قلبَ حبيبي، وتصميمه الرائع لا علاقة له بالسخافات الرمزية التي تُرسَمُ عادة لتمثيله.»
– حبيبي، أحب طحالكَ، أحب كبدك، أعشق بنكرياسك، وعظم فخذك يُثيرُ شهوتي.

الحرية
الفن الجسدي يؤكد حرية الفنان الفردية وفي هذا الاتجاه فهو يكافحُ أيضا المُسبَقات، أي ضد الديكتاتوريات؛ ولهذا فهو يندرجُ في الشأن الاجتماعي، وفي الوسائط (حيثُ يثير ضجَّة لأنه يقلبُ الأفكار الرائجة) وسيمضي حتى إلى السلطات القضائية.

توضيحٌ
ليس الفن الجسدي ضد عمليات التجميل، ولكنه ضد المعايير التي تُروِّجُها هذه العمليات والتي تدخل بصفة خاصة في اللحوم الأنثوية، وكذلك الذكورية. الفن اللحمي نسوي، وهذا ضروري. يهتم الفن اللحمي بالجراحة التجميلية، ولكن أيضا بالتقنيات المتقدمة في مجال الطب والبيولوجيا التي تعيد النظر في الوضع الاعتباري للجسد وتطرح قضايا أخلاقية.

الأسلـوب
الفن اللحمي يحب الباروك، والسخرية، والغروتيسك والأساليب المهملة والمتروكة إلى حالها، لأن الفن الجسدي يُعارض الضغوط الاجتماعية التي تُمَارَسُ على جسد الإنسان وعلى جسد الأعمال الفنية.
الفن الجسدي هو مضاد للنزعة الشكلانية ومناهض للنزعة الامثتالية (كانَ يُشتَبَهُ في هذا).

أورلان
ترجمة: محمد أسليـم
النص الأصلي للبيان الحالي (باللغتين الأنجليزية والفرنسية) موجود في موقع الفنانة:
http://www.orlan.eu

صدرت هذه الترجمة في الملحق الثقافي الأسبوعي لصحيفة الأخبار (المغربية)، يوم الخميس 03 يناير 2012

أسفل الموضوع الحالي مُرفقات متعلقة بأورلاند

الكاتب: محمد أسليـم بتاريخ: الأربعاء 02-01-2013 11:36 مساء

الاخبار العاجلة