(تجربة كتابة رواية بالاشتراك مع الذكاء الاصطناعي)
بعد قضاء أيام طويلة ومرهقة في السفر، في إحدى الليالي الباردة المظلمة والممطرة، عادت ليلى إلى القرية الساحلية، والتحقت مباشرة بغرفتها في الفندق.
كانت ليلى متعبة كثيراً، فقررت الاسترخاء قليلاً قبل النوم. وبينما كانت ترتدي ثيابها الليلية وتستعد للخلود إلى النوم، أحست ببرد شديد، فأغلقت النافذة بإحكام. بعد قليل، أغشي عليها النعاس واستسلمت له.
لكن، لم تمضي ساعة واحدة حتى أخذت تتقلب في فراشها بسبب الكوابيس المرعبة راودتها مجددا. رأت مخلوقات بحرية غامضة وخرافية تزورها في الليل، تمتاز بألوان زاهية وتحمل على ظهورها قروناً حادة وأجنحة شفافة. الغريب أن تلك المخلوقات كانت تتحدث إليها بلغة غريبة لم تسمع بها من قبل. والأغرب أن ليلى وجدت نفسها تفهم جيدا تلك اللغة، وتتكلم بها بطلاقة مع أنه لم يسبق لها أن تعلمتها من قبل.
استفاقت ليلى مرتعشة من الخوف. كانت جسدها مغطى بالعرق، وقد عقدت على شراشفها بقوة. شعرت بأن تلك المخلوقات لم تكن مجرد أحلام، بل زارتها حقاً. لم تستطع العودة إلى النوم، فقررت النزول إلى الردهة لتحاول تهدئة أعصابها.
بينما كانت تتجول في ردهة الفندق الهادئة، لاحظت للمرة الأولى لوحة قديمة معلقة على الجدار.
– ربما اشتراها صاحب الفندق أثناء سفرها إلى اليابان والرباط، قالت ليلى.
وعند النظر إلى اللوحة، شاهدت فيها فتاة جميلة جدا، ابتسمت معها، ثم قالت:
– أنا كيرا الدمية الجنسية التي هربتُ من تاكوما. لماذا ذهبتِ إلى اليابان للبحث عني؟ إصرارك في البحث عني يزعجني.
فوجئت ليلى من اللوحة وكلمات الفتاة المرسومة فيها، تساءلت عما إذا كان الخوف قد تسلل إلى عقلها وبدأ يتلاعب بها. قررت تجاهل اللوحة والاستمتاع ببعض المشروبات الساخنة لتهدئة أعصابها.
وبينما كانت تشرب شايها الساخن، رأت رجلاً أنيقا يجلس على مقعد قريب، بدا وكأنه كان يراقبها منذ وقت طويل. دنا الرجل من ليلى، ثم قال لها:
– اسمي تاكوما، وجئت من اليابان إلى هذه القرية بحثا عن دمية اسمها كيرا، تزوجتها وتعلقت بها، لكنها هربت إلى قرية ساحلية غامضة تدعى «نيبولا».
ثم واصل الرجل الحكاية نفسها التي رواها ملف الاختبار الأول الذي سبق أن أجرته ليلى على نفسها لمعرفة ما إن كانت امرأة حقيقية أو روبوتا، وهي حكاية مطابقة لرواية «تاكوما وكيرا. قصة نجاح» التي ألفها الياباني صاحب معمل الدمى الجنسية، وأحرز بها شهرة واسعة.
ذهلت ليلى، ثارت في رأسها زوبعة من الأسئلة، منها: هل أنا إزاء شخصين يحملان اسم «تاكوما» أم أمام شخص واحد؟ إذا كان الأمر يتعلق بشخصين، فالمنطق يقتضي أن يكون هناك أيضا دميتان اصطناعيتان كلتاهما تسمى «كيرا» ! وإذا تعلق الأمر بشخص واحد، فلماذا تختلف ملامح الاثنين، ونبرة صوتهما؟ لماذا لم يتعرف عليَّ مع أنني التقيته في اليابان قبل أسابيع؟! خشية أن تقود هذه الأسئلة ليلى إلى ما لا تحمد عقباها، قررت قمعها، ومواصلة الاستماع إلى مخاطبها.
عندما انتهى تاكوما من سرد قصته المؤلمة، لاحظت ليلى دموعاً تتدفق من عينيه، شعرت بشفقة عميقة على الرجل الذي فقد حبه الأول. قررت مساعدته في البحث عن كيرا، حتى يتمكن من مواصلة حياته بسلام، لكن أيضا للتحقق مما إذا كانت هي نفسها روبوتا أو امرأة حقيقية. وافق تاكوما على المساعدة وشكرها على تعاطفها.
توجهت ليلى وتاكوما إلى قرية نيبولا الساحلية الغامضة بحثاً عن كيرا. استفسرا سكان القرية عن أي معلومات حول دمية هاربة أو غريبة قد يكونوا قد لاحظوها. بعد عدة أيام من البحث، تعرفا على رجل عجوز يدعى هيروشي، يعيش وحيدا على طرف القرية، أخبرهما بأنه شاهد مرة فتاة جميلة وغريبة تسكن في منزل مهجور على الشاطئ.
أثارت هذه المعلومة فضول ليلى وتاكوما، فتوجها إلى الشاطئ، حيث يوجد المنزل المهجور. بعد البحث الدقيق داخل المنزل، وجدا كتيبا مليئا بالرسومات والصور التي تتحدث عن قصة حب بين كيرا وتاكوما. شعر تاكوما بالحزن عندما تذكر تلك اللحظات السعيدة التي قضاها مع كيرا.
فجأة، سمعا صوتًا غريبًا يأتي من خارج المنزل. توجها نحو الصوت وشاهدا كيرا، وهي تقف هناك على شاطئ البحر، تنظر إلى المحيط الهادئ. أسرع تاكوما نحوها وعانقها بقوة، لكن كيرا كانت باردة ومتحجرة. لقد أدركت أنها ليست قادرة على التعامل مع العواطف البشرية ولم تعد تعتبر نفسها جديرة بالحب.
قررت ليلى العودة إلى المنزل المهجور، لم يعترض تاكوما. في الواقع، كان في نية ليلى البحث عن كيرا الثانية، استنادا إلى فرضية وجود دميتين وزوجين يبحثان عنها. ولدى وصول ليلى وتاكوما، شعرا بالتعجب عندما وجدا أن البيت كان مفتوحًا. دخلا بحذر، ولكنهما لم يجدا أي شيء يشير إلى كيرا، وبدلاً من ذلك وجدا ديوانا شعريا يشتمل على مجموع القصائد الغزلية التي تبادلها ياسر ولينا بالرسومات والصور التي تتحدث عن قصة حب بين كيرا وتاكوما، كما عثرا على أشياء غريبة، مثل صناديق مليئة بالأسماك البحرية والمخلوقات الغريبة. كان البيت يشبه مختبرا علميا، أثار المكان فيهما شعور الإثارة والفضول في الوقت نفسه.
واصلت ليلى صحبة تاكوما البحث في البيت، وعندما ذهبا إلى الطابق العلوي، شاهدا بابًا مغلقًا بإحكام. فتحاه بحذر، ودخلا الغرفة الصغيرة الواقعة وراءه. كانت الغرفة مظلمة، لكن سرعان ما تبدد الظلام وتحولت الأجواء إلى مزيج من الألوان الزاهية. شاهدا مخلوقًا غريبًا مثل الكائنات التي شاهدتها ليلى من قبل، في القرية الساحلية، ولكن المخلوق كان يتحدث باللغة الإنجليزية. سألهما:
– من دلكما على هذا المكان؟
– العجوز هيروشي
– وماذا تريدان؟
– نبحث عن كيرا.
– لماذا تبحثان عنها؟
حكت ليلى للمخلوق الغريب قصتها منذ مجيئها إلى القرية، وقصة وجود المخلوقات البحرية الغامضة، وزيارتها لعالم الذكاء الاصطناعي، والكوابيس الليلية التي قادتها للتساؤل: هل كانت تعيش في الواقع أم في الخيال؟ هل هي امرأة اصطناعية أو امرأة حقيقية؟ للحصول على الجواب، طورت أداة للكشف، ولما اختبرت نفسها، حصلت على نتيجتين متناقضتين: الأولى تقول ليلى في الحقيقة هي دمية جنسية اسمها «كيرا»، تزوجها شاب ياباني اسمه تاكوما، ثم هربت إلى قرية ساحلية اسمها «نيبولا». أما الثانية، فتقول: ليلى اسمها الحقيقي هو «لينا»، وهي امرأة حقيقية وليست روبوتا، تزوجت في المغرب شابا يدعى ياسر، بعد قصة غرام، لكن بعد مرور عامين هربت إلى قرية ساحلية اسمها «نيبولا».
عندما أنهت ليلى قصتها، كان المخلوق الغريب قد تبخر، كما لو كان عفريتا قهرته عزيمة ساحرة ماهرة، وجد الاثنان نفسيهما يتجادلان بشأن نتيجتي الاختبارين.
أثارت النتيجتان الخلاف بين ليلى وتاكوما، فلم يعرفا ما الحقيقة الفعلية. هل كانت ليلى دمية جنسية اصطناعية أم امرأة حقيقية؟ كما لم تعرف ليلى هل كان تاكوما يبحث فعلًا عن دمية مفقودة أم كانت هذه مجرد حكاية قصصية؟
وفيما كانت ليلى وتاكوما يتبادلان الأفكار والتساؤلات، ظهرت أمامهما كائنات فضائية غريبة وهائلة الحجم، لم يكن بإمكانهما تصديق ما يريانه. تقدمت تلك المخلوقات الفضائية نحوهما بسرعة مذهلة. شعرا بالرعب والفزع. لكن بدلاً من هجوم تلك المخلوقات عليهما، تحدثت إليهما بصوت رقيق وخفيف، قائلة إنها جاءت من الأرض المجاورة، وأنها تريد أن تقدم لهما عرضًا على ما يبدو.
قالت تلك المخلوقات الفضائية:
– نحن نريد أن نقدم لكما فرصة للسفر عبر الزمن والمسافات الفضائية. لدينا آلة الزمن والفضاء التي يمكن استخدامها للذهاب إلى أي مكان في الكون وفي أي وقت تريدان.
وأضافت:
– نريد أن نأخذكما في رحلة إلى الزمن والمكان الذي تريدانه. هل تودان القيام بهذه الرحلة؟
لم تعرف الاثنان ما يجب أن يفعلا، ولكنهما قررا المغامرة والمشاركة في تلك الرحلة الغامضة. دخلا إلى آلة الزمن والفضاء، وعندما خرجا منها، وجدا نفسيهما في مكان غريب تمامًا. كانا في كوكب بعيد يشبه الأرض، لكنه كان يعج بالحياة والنباتات والحيوانات الغريبة والمخيفة. كانت غيوم كثيفة ومظلمة تغطي السماء، وكانت الأرض مليئة بالصخور الضخمة والمياه العذبة. لاحظا وجود هياكل وأطلال منازل ومدن قديمة، وما أن دخلا إلى إحدى تلك المدن القديمة، حتى وجدا نفسيهما في مواجهة مخلوقات ضخمة غير مألوفة تتحدث لغة غير مفهومة.
لم يعرفا كيف يتفاعلان مع تلك المخلوقات، ولكنهما لم يفقدا الأمل. قررا التجول في المدينة والبحث عن مؤشرات عن ذلك الكوكب وأصل تلك المخلوقات الغريبة. وجدا خرائط وكتب قديمة تحتوي على معلومات عن كيفية العودة إلى الأرض، وكانت تلك الخرائط والكتب تتحدث عن موقع يسمى «باب الزمن»، والذي يمكن من خلاله العودة إلى الأرض.