مغامرات ليلى في القرية الساحلية الغامضة (6)

524 views مشاهدة
مغامرات ليلى في القرية الساحلية الغامضة (6)

(تجربة كتابة رواية بالاشتراك مع الذكاء الاصطناعي)

شعرت ليلى بخيبة أمل، من لقائها بتاكوما، فقررت السفر إلى المغرب للتأكد من النتيجة الثانية والبحث عن ياسر ولينا. بعد رحلة شاقة إلى المغرب، وبعد البحث الطويل، تمكنت من العثور على ياسر، فروى لها قصته مع لينا في لقاءات دامت عشرات الساعات في مقهى قصبة الأوداية المطلة على أمواج المحيط الأطلسي ووادي أبي رقراق. في النهاية، تجمعت لها القصة التالية:
كان ياسر طالبا في علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، كان يؤمن بفلسفة أفلاطون والحب الأفلاطوني. كان دائماً يحلم بالعثور على حب حياته الذي يشاركه الإيمان بالحب الأفلاطوني ويمكنه أن يساعده على الوصول إلى العالم المثالي.
وفي يوم من الأيام، التقى فتاة جميلة تدعى «لينا»، وهي طالبة في قسم الهندية المعلوماتية بإحدى المدارس العليا في الرباط. سرعان ما تشكلت بينهما علاقة قوية، وكانا يتحدثان دائماً عن الحب والفلسفة والعالم المثالي. كان ياسر يشعر بأنها المرأة التي كان يبحث عنها طوال حياته، وكانت لينا تشعر بالمثل.
بدأ الحب الأفلاطوني يترسخ في نفوسهما، وكانا يتحدثان دائماً عن الحب الحقيقي والعالم المثالي وكيف يمكنهما الوصول إلى هذا العالم من خلال حبهما الأفلاطوني. وبعد عدة أشهر من العشق الفريد، تبادلا فيها قصائد غزلية كثيرة، لا يزال ياسر يحتفظ بها جميعا، قررا الزواج.
كانت فترة الزواج مليئة بالسعادة والحب، وكان الزوجان يعيشان حياة ترتكز على الحب الأفلاطوني. ولكن بعد عامين، شعرت لينا بالاكتئاب والتعب، وأدركت أنها لا تستطيع البقاء مع ياسر، وقررت الهرب. وفي إحدى الليالي، انطلقت بلا وداع، تاركة رسالة لياسر تخبره فيها بأنها تريد أن تعيش بمفردها وتبحث عن ذاتها:
«أشعر بأنني لم أخلق للزواج، وبأنني لا أستحق الحب والاهتمام الذي تقدمه لي، لذلك قررت الرحيل والبحث عن معنى حقيقي للوجود».
عندما قرأ ياسر الرسالة، شعر بالصدمة والحزن الشديدين، ولم يكن يدري ماذا يفعل. بعد رحل لينا لم يستطع أن يعيش حياة طبيعية كأي إنسان عادي، لم ينس لينا وحبه لها، وظل يتذكرها ليل نهار. تواصل حزنه ياسر الشديد، ولم يطق العيش بدونها. بحث عنها كثيرا، وبعد أن يئس من العثور عليها، قرر أن يتسلح بالعلوم الخفية.
في البداية، سمع ياسر عن علم الرمل، فاشترى كتاب الطوخي الفلكي «نهاية العمل في علم الرمل»، لكنه وجده صعبا للغاية، وبعد طول البحث في شبكة الأنترنت، عثر في أحد المواقع على برنامج يولد أشكال الرمل بتقنية الجافا سكريبت، كما عثر في الشبكة على مخطوطات قديمة كثيرة في هذا العلم، فقرر أن يتعلمه ويطبقه. وعلم الرمل هذا يعد الأساليب القديمة في العلوم الروحانية، التي تستخدم للتنبؤ بالمستقبل وتحليل الأحداث الجارية. وبالفعل، يمكن للأشخاص الذين يتقنون هذه التقنية أن يوفروا توقعات دقيقة للأحداث القادمة. عندما يتعلم الفرد هذه التقنية، قد يصبح قادرًا على التوقع بشأن العديد من الأحداث. وهذا ما وقع لياسر. فمن خلال ممارسة ياسر لعلم الرمل، أصبح قادرًا على توقع العديد من الأحداث بدقة. فقد تنبأ بحدوث أشياء كثيرة، فوقعت بالفعل، من ذلك أنه:
1- تنبأ بأن صديقه سيتعرض لحادث سيارة، وفعلاً وقع الحادث بعد بضعة أيام.
2- تنبأ بأن الشخص الذي طلب منه خدمة معينة لن يدفع له المبلغ المتفق عليه، وبالفعل لم يتم دفع المبلغ.
3- توقع أنه سيتعين عليه الانتقال إلى منزل جديد بعد فترة من الزمن، وفعلاً اضطر ياسر للانتقال إلى منزل جديد.
4- توقع أن صديقه الذي عانى من مشكلة صحية سيتعافى تمامًا، وفعلاً تعافى الصديق بشكل كامل.
5- توقع بأن مشروعًا ما لن يحقق النجاح المطلوب، وفعلاً فشل المشروع.
6- أخبر ياسر أحد أصدقائه بأن والده سيتعرض لحادث مؤلم وسيصاب بإصابات خطيرة في القدم، وعلى الرغم من أن والد الصديق كان يعيش في بلد آخر، تبين فيما بعد أن هذا الحادث وقع بالفعل وتعرض الوالد لإصابات في القدم.
7- في واحدة من التوقعات الروحانية لياسر، أخبر أحد أصدقائه أن زوجته الحامل ستنجب طفلاً بنتًا، وكانت زوجة الصديق تعيش في بلد آخر، وتبين فيما بعد أن التوقعات كانت صحيحة، حيث ولدت طفلة بالفعل.
هذه بعض الأمثلة على الأحداث التي توقع ياسر بدقة أنها سوف تحدث وفعلاً وقعت، وتظهر مدى دقة التوقعات الروحانية في بعض الأحيان.
هكذا، وعن طريق علم الرمل، عرف ياسر أن لينا قد استقرت في قرية «نيبولا»، وهي قرية جميلة توجد على ضفاف البحر، ومنازلها البيضاء المكسوة بالزهور الملونة تتناغم مع لون البحر الأزرق الساطع. لكن، سرعان ما اكتشفت لينا أن القرية ليست كباقي القرى، فهي تكتنز بالأسرار والمخلوقات الخرافية.
كما عرف ياسر أن لينا قد تعرفت على سكان القرية الذين انبهروا بجمالها وشخصيتها المتألقة، وأن الجميع كان يتحدث عن وجود مخلوقات غامضة تعيش بينهم، وعن أساطير قديمة تروي قصص السحر والعجائب. كان يقال إن الحدود بين العلم والسحر تتلاشى في «نيبولا»، وأن القرية تكتم أسراراً عميقة لا يعرفها سوى قلة من الناس.
أيضا، عن طريق علم الرمل، عرف ياسر أن لينا فيما كانت تستكشف القرية وتتعمق في أسرارها، اكتشفت وجود مجموعة من الحكماء الذين يعيشون في بيت قديم على قمة تل به معرفة عميقة بالعالم الخفي، فقررت أن تلتقي بهم لتتعلم عن الأسرار التي تحيط بالقرية وتكتشف سبب جذبها إليها.
في لقاءها الأول مع الحكماء، علمت لينا أنها تمتلك قدرات خاصة لم تكن تعلم بها من قبل. كانت قادرة على التواصل مع المخلوقات الخرافية وفهم لغة الطبيعة، مما جعلها تدرك أن مصيرها كان دائمًا مرتبطًا بقرية «نيبولا» وأسرارها.
وبينما كانت لينا تتعلم عن هذا العالم الجديد وتكتشف قدراتها، كان ياسر يشعر بحزن شديد، ولم يطق العيش بدون زوجته، وبعد أن يئس من العثور عليها، قرر أن يتعلم السحر.
نزل إلى إحدى الزوايا في قرية تقع جنوب المغرب، بمنطقة سوس، وبدأ في دراسة السحر والطقوس الروحانية، وكان يأمل أن يجد من خلالها طريقاً لإيجاد لينا وإقناعها بالعودة إليه. ومع مرور الوقت، أصبح ياسر محترفاً في فنون السحر والطقوس الروحانية، ومتقنا لاستخدام قوة الكلمات للتأثير على عقول الآخرين.
وفي إحدى الليالي، التقى بشيخ غريب الأطوار، كان يمتلك قوة خارقة تمكنه من الاستعانة بالأرواح والجن لحل المشاكل. وعندما علم الرجل بحالة ياسر، اقترح عليه أن يتعلم تقنيات جديدة في السحر والروحانية تمكنه من جلب لينا وإعادتها إليه، ولكن بشرط أن يعطي ياسر للغريب نصف قوته الروحانية في المقابل. قبل ياسر العرض، فبدأ يستخدم الطلاسم والعزائم الجديدة، وتمكن بالفعل من جذب «لينا» إليه مرة أخرى، إذ أصبحت تزوره يوميا في الأحلام.
وفي يوم من الأيام، عثر ياسر على ساحر طاعن في السن أعطاه مخطوطا سحرياً قديماً يتحدث عن قوة الحب وكيفية استخدامها في علاج الأمراض النفسية. وعندما قرأ ياسر هذا الكتاب، أدرك أنه يمكن استخدام السحر لإيجاد حلول لمشاكل لينا الشخصية.
فكر ياسر في استخدام هذه القوة لإيجاد زوجته المفقودة، فمارس أقوى طقوس المخطوط لإعادة إِشعال نار الحب في قلب لينا، فلا تسعها الأرض إلا وهي في حضن زوجها مجددا. وبالفعل، لم تمض بضعة أيام حتى عادت لينا إلى البيت وكلها لهفة وشوق للرجوع إلى الحياة الزوجية.
عندما التقى ياسر ولينا مرة أخرى، تبادلا الأحاديث وشعرا بالسعادة لرؤية بعضهما البعض مجددًا. حكت لينا لياسر عن مغامرتها والقدرات الجديدة التي اكتشفتها. وبدلاً من الخوف أو القلق، احتضن ياسر مغامرة زوجته وما حدث لها، وبادر بمساعدتها في إعادة الاندماج في الحياة الزوجية. وبعد بعض الجهود المشتركة والحوار المفتوح، تمكنا من إعادة بناء علاقتهما والتغلب على المشاكل السابقة. فقد أدركا أن الزواج يتطلب الكثير من العمل والتفاني والاهتمام، وأنه يحتاج إلى الصبر والتسامح. وبالرغم من الصعوبات التي واجهتهما، إلا أنهما تمكنا من تحسين علاقتهما وإعادة بناءها من جديد.
لكن بعد مرور بضعة أيام، شعرت لينا بالاكتئاب والتعب، وأدركت أنها لا تستطيع البقاء مع ياسر، فقررت الهرب مجددا، لتعيش بمفردها وتبحث عن ذاتها. وفي إحدى الليالي، اختفت فجأة، تاركة وراءها الرسالة التالية:
«أنا سعيدة جدًا بالرحيل، أتمنى لك السعادة والنجاح. لقد قررت أن أنهي مرحلة حياتي معك وأتركك تتقدم في حياتك. أريدك أن تحتفظ بالقصائد الشعرية التي تبادلناها أيام العشق الأولى، فهي تذكرني بما حققناه معًا، ولن أنسى ما حدث بيننا أبدًا. أراك في عالم آخر».
عندما قرأ ياسز الرسالة، شعر بالصدمة والحزن الشديدين، ولم يكن يدري ماذا يفعل. وبعد فترة من الزمن، قرر أن يترك السحر والروحانية ويعيش حياة طبيعية كأي إنسان عادي، ولكنه لم ينس لينا وحبه لها، وظل يتذكرها ويحبها حتى اليوم، ولم يعد يعرف عنها شيئًا منذ ذلك الحين. أضاف أنه يشعر بالحزن والوحدة بعد رحيلها، لكنه يتمنى لها حياة سعيدة وآمنة.
شعرت ليلى مجددا بخيبة أمل، من لقائها بياسر، وتذكرت قرية «نيبولا» التي ذكرت في النتيجتين. قررت الرحلة إلى «نيبولا» بحثا عن «كيرا» و«لينا» هناك، لكن ليس قبل أن تأخذ بضعة أيام من الراحة في القرية الساحلية، لتتأمل كل الوقائع السابقة بذهن صاف.

الاخبار العاجلة